متابعات :
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي أن من أعظم الإلحاد في البلد الحرام رفع الشعارات الدعائية الزائفة والسعي للإخلال بأمن البلاد وإثارة الخوف والذعر والقلق بين أهله وساكنيه وإرادة الفوضى فيه وزعزعة الأمن وتعكير أجواء العبادة على الحجاج وأذية مشاعرهم واستغلال هذا الموسم العظيم لتصفية حسابات سياسية وأحقاد مذهبية محذرا من إلحاق الأذى والضرر أيا كان نوعه لحجاج بيت الله الحرام الذين هم وفد الله وأن يصدر منك تصرف يؤدي إلى انتهاك حرمة أخيك المسلم فضلا أن يؤدي إلى قتله.
وأوضح في خطبة الجمعة اليوم أن الأمن مقصد جليل وهدف نبيل يسعى إليه الناس كلهم ويجب عليهم جميعا أن يحافظوا عليه ومن فضل الله أن جعل هذا البلد آمنا استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام، مشيرا إلى أن الله تعالى قضى قضاءً محكما وأمرا مبرا فقال عن بيته الحرام (ومن دخله كان آمنا) فهو آمن قدرا وشرعا، والإلحاد في البلد الحرام من أكبر الكبائر.
وحذر المسلمين من إتيان السحرة والكهان فهو أمر محرم لا شك في تحريمه، وسؤالهم وتصديقهم وفعل ما يطلبون من الذبح ونحوه شرك أكبر، ولقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم مخالفته للمشركين بقوله هدينا مخالف لهديهم ولم يكن ذلك مجرد دعوى ولا شعار، بل كان يخالفهم في كل شيء من هديهم ويحذر من التشبه بهم في أقوالهم وأفعالهم.
وشرح صور أحوال النبي مع ربه في الحج منها كثرة التضرع والمناجاة والدعاء، وقال “قد كان للنبي صلى الله عليه وسلم في الحج منه أوفر الحظ والنصيب، فقد دعا ربه في الطواف، وعند الوقوف على الصفا والمروة، وأطال في الدعاء يوم عرفة وهو على ناقته رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين منذ أن استقر في مقامه الذي وقف فيه بعد الصلاة إلى أن غربت الشمس، وفي مزدلفة في المشعر الحرام منذ أن صلى الفجر إلى أن أسفر جداً قبل أن تطلع الشمس، وفي أيام التشريق بعد رمي الجمرتين الأوليين كان يستقبل القبلة ويقوم طويلاً يدعو ويرفع يديه.