فقدت محافظة العرضيات واحدًا من أبرز رموزها عندما غيب الموت الشيخ محمد بن أحمد بن ردفان شيخ قبيلة آل كثير بمحافظة العرضيات، بعد حوالي ٤٥ سنة في خدمة المجتمع شيخا لقبيلته.
وقد تسابق أهالي العرضيات من مختلف القرى والقبائل للتعبير عن حزنهم ويعددون مآثر الفقيد – يرحمه الله –
وكانت قد تلقت أسرة الشيخ بن ردفان التعازي من قبل عدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين والإعلاميين ومشايخ القبائل من مختلف مناطق المملكة عامة والمنطقة الجنوبية خاصة.
وصحيفة “منبر” الإلكترونية حاولت الحصول على بعض الصور الخاصة والمعلومات غير المعروفة لكتابة تقريرها عن الراحل الكبير من وقت مبكر، فقامت بداية بالتواصل مع ابنه “سعيّد” والذي تغلب على حزنه قائلا: “كان الوالد رحمه الله أبًا للجميع.. يوجهنا بطريقته الخاصة يحب أفراد قبيلته ويتعامل معهم أبًا لصغيرهم وأخًا لكبيرهم ويوجهنا دائمًا إلى ذلك”. محب لعمل الخير ومساعدة الناس والسؤال عن أحوالهم رحمه الله تعالى، كان العزاء صورة لمحبة الناس له فقد توافدوا من كل مكان ومن مختلف الطبقات يدعون له بالرحمة والمغفرة.
وقال ابنه عائض: “كان والدي -رحمه الله- يحرص على حضورنا في المسجد منذ الصغر ويهتم بحلقة التحفيظ في القرية ويشجع طلابها ويسعى لخدمتها” وتقديم ما يسهم في تذليل الصعاب التي تعترضها.
ورغم كبر سن الشيخ -رحمه الله- والتزاماته الاجتماعية العديدة إلا أن ذلك لم يمنعه من مشاركة الشباب كثيرًا من اهتماماتهم الخاصة فكان يحضر معهم الدورات الرياضية التي ينظمونها ويرعاها ويشجع الشباب على ممارستها.
أما في اسرته فقد كان الأب والأخ والصديق للصغير والكبير يوجه في غير عنف ويدعم ويشجع من غير تجاوز يمازح ويداعب الصغار ويعطي أسرته الوقت الكافي لمشاركتهم اهتماماتهم ولتحقيق مطالبهم.
قالوا عنه رحمه الله
محافظ العرضيات علي بن يوسف الشريف: “كان -رحمه الله- من أحسن الناس تعاملًا له من قبول عند الجميع ويحتل مكانة كبيرة في نفوس أهالي العرضيات ولذلك حرصنا على الاستفادة منه في لجنة إصلاح ذات البين. وطوال فترة تعاملي معه كان متعاونًا ومساهمًا في تذليل الكثير من العقبات التي تحتاج لتداخله ومشاركته”.
الشيخ سالم بن غثيان شيخ قبيلة نخال ورفيق درب الفقيد قال عنه: “لقد كان أخًا وصديقًا وعرفت عنه الكرم والأخوة والطيبة والوفاء”. كان من خيرة الناس ومن أقربهم إلى نفسي ، كنا في السفر لا يمكن أن نسافر إلا معاً , وكنا نحفظ له التقدير والاحترام كوالد لنا جميعاً ، يحب الخير للآخرين، ويوصي دائما على جمع الكلمة والألفة والمحبة بين أفراد المجتمع عامة ، حكيم في المواقف الصعبة ويعالج الأمور بهدوء وصبر وحلم، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، فقد خسرنا رمزا لا ينسى.
الكاتب الصحفي أحمد الشمراني: ” لم يكن مجرد شيخ في قبيلة بل شيخ أمة وحكيم عصره”. آل كثير قبيلة الشيخ بن ردفان لم تحزن لوحدها على فراق شيخها فكل العرضيات بمختلف قبائلها بكت ابن ردفان الذي يمثل على مستوى المنطقة صاحب الصوت المسموع والعقل الراجح.
الكاتب الصحفي بصحيفة منبر متعب بن حجر الكثيري قال:
رحم الله الشيخ محمد بن ردفان الكثيري، وأسكنه فسيح جناته، فلا أظن أحد يختلف على حب هذا الرجل، الذي أشبه ما يكون غيمة ماطرة كرمًا وعطفًا وحُلمًا، ليس لأنه شيخ قبيلة، بل لأنه زرع حبه ببساطته وبعفويته وإنسانيته، رحل عن الدنيا وسيظل ذُكره وحبه، وسيظل التاريخ يذكر مكانته وهيبته.
ورغم أن الخسارة كبيرة والحزن عميق بفقد الشيخ محمد بن ردفان إلا أن اجتماع الكلمة في أسرة الشيخ بن ردفان وقبيلته واختيارهم لحفيده محمد بن أحمد بن محمد بن ردفان شيخاً في قبيلته آل كثير كان له أطيب الأثر في نفوس محبي الشيخ وأسرته وقبيلته والذي تحدث قائلا: “لقد فقدنا جبلاً كنا نستند إليه في كل أمورنا بعد الله تعالى، فقد كان رحمه الله المدرسة التي تعلمنا فيها القيم والأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين. تعلمنا منه حب الوطن والإخلاص لقيادته فكثيرًا ما كان يشارك في المناسبات الوطنية التي تقام في المحافظة ويحضرها ويساهم فيها. ووفاء له فسوف نستمر على ما رسمه لنا من طاعة الله وحب اهلنا في آل كثير والاخلاص للوطن الغالي والوفاء لقيادتنا الحكيمة.