أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين الليلة الماضية أن المدنيين اليمنيين يتعرضون بشكل مباشر للقصف والقنص من مليشيا الحوثي في مدينة تعز.
وأوضح أن التصعيد في محافظة تعز الجنوبية الغربية يثير قلقًا خاصًا، حيث يتعرض المدنيون للنيران في ظل تنفيذ الحوثيين وقوى أخرى موالية لهم عمليات قنص وقصف عشوائي.
وأشار إلى أن من بين الأحداث التي تأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من صحتها، حادث قُتِل خلاله ثلاثة أطفال، عندما قصف الحوثيون حي عصيفرة الواقع في مديرية القاهرة شمال مدينة تعز، وذلك في 6 فبراير ومقتل ريهام بدر الذبحاني، التي تعمل كراصدة ميدانية في اللجنة الوطنية للتحقيق في اليمن، نتيجة قصفِ الحوثيين منطقةَ اللصب في مديرية صالة في الثامن من الشهر الجاري.
وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن أسفه لخسارة الناشطة اليمنية التي قتلتها مليشيا الحوثي، مبينًا أن ريهام بدر الذبحاني دربتها الأمم المتحدة على رصد حقوق الإنسان.
كانت الأمم المتحدة قد أشارت إلى أنه خلال الفترة من 1 وحتى 8 فبراير، تأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن 27 شخصًا قتِلوا و76 آخرين جرحوا في صفوف المدنيين التي سجلت في الأسبوع الفائت.
ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك، ووثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حالات قنص وقصف عشوائي نفذها الحوثيون على جبهات محافظتي الحديدة وحجة.
من جهة أخرى، أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية تقريرًا جديدًا عن الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز، خلال شهر يناير من العام الجديد 2018م.
وأعلن الائتلاف في تقريره أن 106 أسرة فقدت عائلها بعد أن قتلوا بسبب الحرب، كما تعرض نحو 268 شخصًا آخر كانوا يعولون أسرهم للتوقف عن أعمالهم جراء الإصابات التي تعرضوا لها خلال الشهر الماضي.
وأشار التقرير إلى أن من إجمالي الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال يناير الماضي، تم تسجيل مقتل 9 أطفال، و7 نساء، بالإضافة إلى إصابة 17 طفلًا، و14 امرأة، وبعض تلك الإصابات خطرة، جراء القصف العشوائي المدفعي والصاروخي الذي يستهدف الأحياء السكنية من حين لآخر، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن الحرب الدائرة في تعز خلال شهر يناير خلَّفت وراءها 530 يتيمًا، يحتاجون للاهتمام والرعاية وتقديم المساعدات اللازمة لهم.
وأكد أن 42 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها في مديرية صالة شرقي المدينة، بعد تعرض المنطقة لقصف عشوائي مكثف، وقربها من مناطق الاشتباك، ما اضطرهم للجوء إلى منازل عدد من الأسر المضيفة وسط المدينة، موضحًا أن 34 منزلًا ومنشأة ومركبة وممتلكات خاصة وعامة تعرضت للتضرر، منها 5 منشآت وممتلكات تضررت بصورة كلية، بالإضافة إلى 29 أخريات تعرضت للتضرر بشكل جزئي جراء الحرب خلال الشهر الماضي، بحاجة إلى إعادة تأهيلها وإصلاحها.
ويشير تقرير الائتلاف إلى انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة، وتوقف شبه كلي لمراكز الغسيل الكلوي ومركز الأورام السرطانية، مع استمرار الاشتباكات المسلحة في مناطق متفرقة من المحافظة.