رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير مساء اليوم الإثنين، الحفل الذي أقامته الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بمناسبة إدراج “فن القط العسيري” على القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، بفندق قصر أبها، وذلك بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت بندر بن عبدالعزيز عضو الجمعية وصاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي عضو مجلس إدارة الجمعية.
وفور وصول سموه تجوَّل في المعرض المصاحب الذي احتوى على لوحات فنية مستوحاة من فن القط العسيري شارك في إنجازها 15 فنانًا وفنانةً من فناني منطقة عسير إضافة صور احترافية توثق بعض نقوش هذا الفن العريق التي ما زالت تزين بعض البيوت والقصور التراثية.
ثم بدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى مدير عام الجمعية السعودية للمحافظة على التراث عبد الرحمن العيدان كلمة ثمَّن خلالها رعاية سمو أمير منطقة عسير لهذه الاحتفالية، مشيرًا إلى أن مسيرة “فن القط” بدأت منذ عشرات السنين على أيدي سيدات عسير الأوائل اللاتي أبدعن في تزيين منازلهن، بأشكال فنية ما زالت شاهدة على تلك المواهب الخلاقة، وهو ما لفت نظر المهتمين والباحثين بالفنون من عدة دول في العالم.
وأوضح العيدان أن رحلة تسجيل ملف القط العسيري في “اليونسكو” بدأت عندما أقر مجلس إدارة الجمعية برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز مشروع تسجيل الملف، ليبدأ بعدها خبراء اليونسكو لدى الجمعية في توثيق هذا الفن وذلك من خلال الجولات الميدانية على معظم محافظات منطقة عسير والاستفادة من خبرات كبار السن والمهتمين بالتراث والفنون، مما كوَّن ملفًا متكاملًا سُلم لـ”اليونسكو” في ٣١ مارس ٢٠١٦م .
وأكد العيدان أن هذا الاحتفاء يمثل تكريمًا لأصحاب الجهود في إنجاز هذا الملف وتوثيقًا لدورهم.
وكشف مدير عام الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في ختام كلمته عن أبرز المبادرات التي ستطرحها الجمعية لدعم هذا الإنجاز الثقافي العالمي ومنها تأسيس “مركز القط العسيري” في قرية المفتاحة بأبها، بدعم من مؤسسة “مسك” الخيرية الذي سيكون مركز إشعاع ثقافي للفنون، ومبادرة أخرى تتمثل في تنظيم ملتقى سنوي لفن “القط العسيري” في أبها، يجمع الدارسين والباحثين والفنانين والحرفيين.
عقب ذلك شاهد سموه والحضور فيلمًا مرئيًا استعرض التحضيرات والخطوات التي بذلتها الجمعية حتى تم تسجيل “فن القط العسيري” ضمن القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”.
ثم ألقى ممثل المجتمع المحلي الباحث والمهتم بالتراث علي مغاوي كلمة المجتمع أوضح خلالها أن هذا الإنجاز للجمعية السعودية للمحافظة على التراث الذي حقق الاعتراف الدولي بفن “القط” كثقافة فنية عالمية، جاء بجهد رسمي هام ومشكور، مثمنًا في الوقت ذاته التوجيهات السديدة من سمو أمير المنطقة التي سهلت وهيأت كل ما من شأنه دفع عجلة إنجاز ملف القط العسيري، وتبع ذلك جهود فردية وجماعية من المجتمع العسيري، متحدثًا عن جهود عدد من الباحثين الذين درسوا ووثقوا فن القط العسيري كالباحث الفرنسي تيري موجيه، والدكتورة هيفاء الحبابي، والدكتور علي مرزوق وغيرهم، مشيدًا بجهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تطوير وتسويق هذا الفن.
إثر ذلك، كرَّم سمو أمير منطقة عسير، عددًا من الجهات والأفراد الذين أسهموا في ملف فن القط العسيري المقدم لمنظمة “اليونسكو، كما تسلم سموه هديه تذكارية بهذه المناسبة.