أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن من أعظم حسن الظن بالله هو الرضا بالله، وقد وصف الله به عباده الصالحين في أربعة مواقع في كتابه كلها يقول سبحانه “رضى الله عنهم ورضوا عنه”، والرضا عن الله هو التسليم بكل ما قسم الله لك به، فتؤمن يقينا أن ربك ما أراد بك في جميع أحوالك وابتلائك إلا خيرا وإذا رضيت عن ربك قلت بك الشكوى عند المخلوقين والتسخط عن الأوضاع، ترضى عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك وترضى في حال الصحة كما ترضى في حال المرض.
وبين فضيلته أن الرضا لا يتعارض مع فعل الأسباب لحل المشكلات وعلاج الأوضاع، كما لا يتعارض مع الألم الذي تسر به والحزن الفطري، ومن ثم تسعى في علاجه وتخفيفه وإنظر في حال عبد لم يرض/ فهو لو ملك الدنيا كلها فلن يرضى وفي الحديث “من رضى له الرضا ومن سخط فعليه السخط”.
وقال في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة أن ما منح العبد المؤمن منحة أفضل من منحة الثبات في القول والعمل، يجد ثمرة ذلك في حياته كلها، وأعظم ما يجده حينما يكون في قبره ولا يكون الثبات على وجهه -عباد الله- إلا حينما يرى العبد شحا مطاعا، وهوى متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه؛ والثبات هو دوام استقامة المسلم على الحق والهدى أمام دواعي الهوى، وبواعث الشهوات، ومثيرات الفتن.
وأضاف فضيلته:والمؤمن حين يحسن الظن بربه لا يزال قلبه مطمئنا، ونفسه آمنة، تغمره السعادة والرضا بقضائه الله وقدره، وخضوعه لربه؛ ومن أحسن الظن بربه حصل له اليقين بصدق وعده وتمام أمره،وما أخبر به من نصرة الدين والتمكين للمؤمنين، وحينئذ يجتهد في العمل والدعوة إلى الله،والجهاد في سبيله بماله ونفسه ولسانه، وقلمه، واثق بموعود الله، معلق آماله بربه متوكل عليه، ومن أحسن الظن أحسن العمل ومهما تحاوشت العبد الفتن، وتناوشته المحن، فإن حسن ظنه بربه حافظ له من كل فتنه، ومخفف عليه كل بلية. والمسلم حين يحسن الظن بالله تراه كلما رأى المتغيرات ازداد نشاطا في بيان الحق، والدعوة إليه، ونشر الفضائل ومحاربة الرذائل. فيكون من الصالحين عند فساد الناس، والمصلحين لما أفسد الناس، ومن أعظم وسائل الثبات اليقين بأن العاقبة للتقوى، وأن وعد الله حق، فيصبر على ما يقولون، ويصبر لحكم ربه، ويعلم أن دين الله محفوظ.
وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من الناس اللذين إذا رأى التغير في بعض أحوال أهل الإسلام جزع، وكَلَّ، وناح، كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل، والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن ما يصيبه فهو بذنوبه، أو بتقصير منه، وأن وعد الله حق، وليستغفر لذنبه، وليسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار.
من جهة أخرى تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير عن الخلود في الدنيا، مشيرًا إلى أنه لا خلد لأحد في الدنيا.
وبين فضيلته أن الغفلة أنست الآخرة فوجب الاتعاظ ممن سبقونا والانتهاء عن اللهو وأن نخشع لله تعالى.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي، أن الدين هو رأس المال وشرف الحال والمآل، فكل المصائب تهون إلا مصيبة الدين، مشيرًا إلى أن الفتن قد تلاطمت، لافتا إلى أن العبد إذا أراد أن يعرف هل أصابته الفتنة فلينظر إلى حاله من قبل، حاثا المسلمين على الثبات على الكتاب والسنة والشريعة والقيم والأخلاق، ومحذرًا من الغواة الذين يسعون لفتن الناس.