أُسدل اليوم الستار على فعاليات ملتقى ألوان السعودية الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات خلال الفترة 24-28/3/1439 هـ الموافق 12-16/12/2017م، وسط حضور فاق 30 ألف زائر من جميع فئات المجتمع لجميع الفعاليات طيلة أيام الملتقى.
وأكدت مدير ألوان السعودية بدور بنت عبد الله السديري أن الهدف الأساس الذي انصب عليه اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في هذا المحفل السنوي، أن يتعرف المواطن والمقيم على كنوز المملكة، ففي كل منطقة كنوز مخفية ظهرت من خلال الإبداع والفن الجميل الذي قدمه شباب الوطن في أعمالهم.
وأضافت أن الصور والأفلام لا تحتاج إلى ترجمة ولا نصوص، فهي رسالة بصرية عالمية والأسرع وصولًا إلى المتلقي، فمن خلال الصورة والفيلم تنتقل هذه المخرجات السنوية داخليًا و دوليًا لتعكس الصورة السعودية الحقيقة من خلال نافذة واقعية لجميع مناطق المملكة بشكل ملفت وجميل ومتنوع.
ولفتت السديري النظر إلى أن “ألوان السعودية” فيه الكثير من الأنشطة التي تقام على مدار العام، فهو إحدى المبادرات التي دعمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان لدعم المصورين والهواة والمحترفين من خلال عدساتهم وإبداعهم لإبراز وطنهم، حيث تقيم ألوان السعودية رحلات خاصة لمصوري ومنتجي الأفلام من المملكة والخليج لاستكشاف مناطق جديدة ومتنوعة من المملكة، وهذه الرحلات تغطي فعاليات ومهرجانات وأيضا تغطي مواقع أثرية ومواقع تراثية، ونتاج هذه الرحلات يعرض في موقع مكتبة الصور والأفلام السعودية.
وأضافت أن معرض ألوان السعودية يجول سنويًا على مناطق المملكة بالتعاون مع فروع الهيئة بالمناطق والشركاء، تعرض خلاله جميع الصور والأفلام التي فازت في السنوات الماضية، معلنة أن المعرض سيكون له محطات بدول الخليج العربي.
وأشارت السديري إلى أن ملتقى ألوان السعودية بصفته محفلًا سنويًا هو نتاج كل ما سبق ذكره من برامج، إضافة إلى مسابقة للتصوير الفوتوغرافي والأفلام، الذي يتنافس فيها كل من المواطنين والمقيمين، مبينة أن ما ميز ملتقى ألوان هذا العام هو استضافة أكاديمية متخصصة بالأفلام على مستوى العالم وهي “نيويورك فيلم أكاديمي” المدعومة من الهيئة التي استهدفت المصورين ومنتجي الأفلام المحترفين والمختصين، إذ تقام دورة متخصصة للتصوير ودورة متخصصة للأفلام يوميًا، إضافة إلى الجلسات العلمية التي تعقد طيلة أيام الملتقى، لإثراء الجانب الخاص بتطوير صناعة الأفلام والتصوير والفن بشكل عام.
ونوَّهت السديري بجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان للتصوير التي تعد المنصة الضوئية لتكريم من لهم إسهامات لخدمة الوطن من خلال الصورة والفيلم ، حيث كرَّم سموه هذا العام مصوري المملكة القدامى عن “محور الرواد”، منهم محمد بن عبدالله اللهو من أوائل المصورين في المملكة حيث بدأ التصوير في عام 1977م، ومن أوائل المصورين السعوديين الذين وثقوا النباتات العشبية في المملكة لصالح الموسوعة الشعبية، وأقام العديد من المعارض المحلية وشارك في المسابقات العالمية بصور تعبر عن المملكة وسعد بن محمد السنيدي من أوائل السعوديين الذين حصلوا على بكالوريوس في التصوير عام 1400هـ من المعهد العالي للسينما بمصر، وأول من أدخل فن التصوير في محافظة شقراء 1390 هـ.
وأشارت السديري إلى استحداث محور جائزة “التراث الحضاري” لمسابقات ألوان السعودية كونها أحد الجوانب التي تحظى باهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على الصعيد المحلي والدولي، وقد فاز بها المصور الضوئي عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل لما له من إسهامات تطوعية، إذ قام بتأسيس فريق “إرث” التطوعي للتوثيق الجوي، ووثق معالم من السيرة النبوية الشريفة والتاريخية والطبيعة والمواقع الحضارية التي تمت بعهد الدولة السعودية الحديثة في كل من منطقة المدينة المنورة ومكة المكرمة والرياض والقصيم وتبوك بأكثر من عشرة آلاف صورة لأكثر من 40 موقعًا، وجائزة الأمير سلطان لمحور “المؤلفات والمطبوعات” المتخصصة بمؤلفات التصوير الفوتوغرافي وفاز بها المؤلف محسن بن محمد الدعجاني عن كتاب جزيرة فرسان “الأرض والتاريخ والانسان”.
من جهته ذكر نائب الرئيس للتسويق والبرامج بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عبد الله بن عبد الملك المرشد أن الملتقى -الذي ضم عددًا من الأجنحة الخاصة بـ “الجهات الحكومية، وشركات الإنتاج الفني، وجمعيات التصوير، والشركات المشاركة والراعية”، إضافة إلى جناح المسابقة وأجنحة للورش العلمية تعكس كل منها موضوعات الملتقى- قد حقق الغايات التي وضع من أجلها، منوهًا بالحضور الكبير والتفاعل غير المسبوق الذي اتسمت به الفعاليات والجلسات العلمية وورش العمل على مدار أيامه.
وشدد على تميز أجنحة الجهات المشاركة، منها مجالس التنمية السياحية بالمناطق والجهات الحكومية وجماعات التصوير من محترفين وهواة، لافتًا النظر إلى أن الملتقى سعى إلى إبراز جمال بلادنا وتسليط الضوء على مقوماتها السياحية، والتأكيد على أن صناعة السياحة في المملكة باتت تحتل موقعا متميزا وأنها تأتي بعد النفط كمصدر ثان للدخل الوطني.
وبيَّن المرشد أن الملتقى نجح في لفت الأنظار إلى قدرات المشاركين في مجال التصوير وإنتاج الأفلام الفوتوغرافية، وأن العدسة تعد نافذة يرى الجميع من خلالها المقومات الجمالية والتراثية والمناظر الطبيعية الخلابة التي تنتشر في أرجاء المملكة، بما يخدم أهداف الهيئة ويدعم المنتج السياحي في المملكة التي أصبحت مقصدا سياحيا آخذا في النمو السريع.
وقال: “شهدت دورات الملتقى الخمس الماضية 150 ورشة عمل وحضور 170 ألف زائر ومشاركة 300 فيلم وعرض 15 ألف صورة”، موضحًا أن دورات “نيويورك فيلم” و”تاشينال جيوجرافيك” العالميتين المدعومة من الهيئة حظيت باهتمام كبير من المختصين وهواة التصوير.
وأفاد بأن ملتقى ألوان السعودية 2017 في دورته السادسة أتاح الفرصة لتعلم فنون التصوير وتقنياته، وأسهم في رفع مستوى الهواة والمحترفين وتزويدهم بالمعرفة العلمية، إيمانا من الملتقى بأهمية تشجيع المواهب الواعدة في مجال التصوير ودعم مسيرتها نحو مزيد من التميز والإبداع، إلى جانب التوعية بثقافة الصورة الأصيلة، والتوعية بدورها البناء في صناعة الحضارة.
وكشف عن أن الملتقى ستكون له إسهاماته في مجالات تنمية التراث الوطني، وإثراء الحياة الثقافية والتراثية والسياحية وذلك وفق معايير علمية وموضوعية، فضلا عن إبراز أهمية التراث الوطني والحضاري والتاريخي ودوره في مسيرة النهضة المباركة والتنمية المستدامة التي تشهدها المملكة حاليًا.
وأشار المرشد إلى أن الملتقى يؤسس لثقافة جديدة في الفنون والآداب والسياحة من خلال تقدم رؤى تصويرية “فوتوغرافية وفيليمة” عن المملكة حاضرها ومستقبلها، وكيفية ترسيخ صور ذهنية إيجابية عن المجتمع السعودي ودور المملكة البنَّاء في نشر ثقافات السلام والتواصل والتعايش داخليًا وإقليميًا وعالميًا.