كرَّم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة اليوم الأحد الفائزين بجائزة الأمير خالد الفيصل للاعتدال، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في جامعة الملك عبدالعزيز.
وقال معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي في كلمته خلال الحفل المعد بهذه المناسبة: “إن انتماءنا لهذا الدين القويم هو شرف لا يضاهيه شرف، وأن انتماءنا لهذه البلاد الطاهرة شرف كبير وعزة وإباء، وأن قيادة هذه البلاد المقدسة لهي صمام الأمان لكل من الوطن والمواطن، وفي هذا الإطار نبعت فكرة تأصيل منهج الاعتدال السعودي، وكان فارسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، حتى تمحورت الفكرة وتتابعت الجهود إلى أن آتى مشروع الاعتدال أكله ثمارا يانعه”.
وأكد معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز أن من الثمار التي تم قطفها في هذا التوجه جائزة الأمير خالد الفيصل للاعتدال، في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز بدعم سخي من سموه الكريم، معربًا عن سعادته بالاحتفال بتكريم الفائزين سويا في نسختها الأولى، التي جاءت متميزة في رؤيتها ورسالتها وأهدافها، من خلال تحفيز الأفراد والمؤسسات والقطاعات المجتمعية، لتعزيز مفهوم الاعتدال والتوعية بمبادراته وأهدافه”.
وقدَّم معاليه شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على تبني هذا المركز الفريد من نوعه، وعلى هذه الرعاية الكريمة للجائزة ودعمها، التي من واقع سجلات الأمانة العامة للجائزة، حيث تسلمت أكثر من 300 مشاركة من مختلف الأعمال والمجالات، تم إعدادها بشكل تقني عال ومحتوى دقيق، مهنئا الفائزين وجميع القائمين على مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال على الجهود المقدرة لإنجاح الحفل وإخراجه بالصورة المتميزة.
وجرى خلال الحفل عرض فيلم تعريفي عن الجائزة والفائزين، التي استقبلت نحو 372 عملًا تنافسيًا ركزت في مشاريعها على محاربة التطرف والغلو، حيث بلغ إجمالي قيمة الجائزة مليون ريال على النحو التالي: 200 ألف ريال للأفلام القصيرة، و100 ألف ريال للرسوم المتحركة، و50 ألف ريال للتصوير، و50 ألف ريال للفنون الرقمية، و100 ألف ريال للدارسات الإحصائية، و150 ألف ريال للترجمة، و100 ألف ريال للمبادرات الإبداعية الفردية، و150 ألف للمبادرات المؤسساتية الإبداعية.
وفاز في فرع الأفلام القصيرة مناصفة كل من فهد بن عليان الرحبي عن فيلم “الحقيقة”، وكلية الأعمال بجامعة جدة عن فيلم “ممر الهلاك”، وفي فرع الرسوم المتحركة فاز بالجائزة مناصفة كل من فريق بلاد الخيال عن فيلم “إرهاب التواصل الاجتماعي”، وفيصل بن موسى بن محمد مدربا عن فيلم “القناع”، في حين فاز بالجائزة في فرع الترجمة معهد اللغة الإنجليزية بجامعة الملك عبدالعزيز بـ”ترجمة 50 مقالة في الاعتدال”.
وفازت المشاركة زكية بنت سهل محسن اللحياني بجائزة المركز في فرع المبادرات الفردية التي جاءت بعنوان “أنا وطني”، فيما فازت في فرع المبادرات المؤسسية جمعية إطعام عن مبادرتها “إطعام”، كما فاز في الجائزة فرع الدراسات الإحصائية الكمية مناصفة كل من الدراسة المقدمة من الباحثين الدكتور ناصر بن محمد عبيد الساعدي والدكتورة هناء بنت علي محمد الضحوي، كذلك الدراسة المقدمة من الباحث محمد بن دلاج النوب المطيرير، فيما حجبت الجائزة في فرع الفنون الرقمية وفرع التصوير الفوتوغرافي.
وفي نهاية الحفل، كرَّم سموه الفائزين بالجائزة والرعاة.
وفي تصريح صحفي عقب المناسبة قال سمو الأمير خالد الفيصل: “أتقدم بالشكر والتقدير لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- و لسمو ولي عهده الأمين على النقلة الحضارية التي يشهدها الإنسان السعودي ويشهدها العالم أجمع، والطريق مفتوح أمام الجميع للوصول للمركز المرموق الذي نهدف إليه جميعًا.
وأضاف سموه: “إن ما وصل إليه مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال منذ أن كان كرسيًا وحتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم خطوات جيدة ومباركة تشكر عليها جامعة الملك عبدالعزيز التي بذل القائمون عليها عملًا جادًا لتصل الجائزة والمركز إلى هذا المستوى الذي نشهده اليوم، سائلاً الله أن يستمر هذا التقدم وهذه الروح الطموحة”.
واستعرض أمير منطقة مكة المكرمة تاريخ المركز الذي بدأ بكلمه ألقاها سموه في جامعة الملك عبدالعزيز قبل نحو 7 أعوام قائلًا: “تلك الكلمة التي حملت عنوان منهج الاعتدال السعودي تحدثت عن منهج المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى اليوم وهو منهج الاعتدال في السياسة والتعليم والثقافة والمسائل الاجتماعية ومشاريع التنمية وفِي شتى المجالات الاخرى”.
وأضاف سموه: “بعد تلك الكلمة أنشأ الكرسي في جامعة الملك عبدالعزيز ثم ألقيت كلمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أعقب ذلك أن تحول الكرسي إلى مركز وأصبح له جائزة وهذا المجال يتسع لكل محب لهذا الوطن، ومن ثم يتولون نشره بدأ بالأسرة ثم الآخرين، وختم سموه تصريحه بالتأكيد على أن المملكة متمسكة بهذا النهج الذي بنيت عليه”.