يقوم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة بزيارة لمحافظة العرضيات بعد غدٍ الثلاثاء ، ويلتقي خلالها بالأهالي والشباب، ويطلع على احتياجات المحافظة ومطالب المواطنين.
وسعيًا من صحيفة “منبر” الإلكترونية إلى مواكبة الزيارة، التقت سعادة محافظ العرضيات الأستاذ علي بن يوسف الشريف في هذا الحوار الخاص.
كيف تنظر كمسؤول لزيارة الأمير عبدالله بن بندر للعرضيات؟
لا شك أننا كنا نترقب سنويًا زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة للمحافظات، لأن مثل هذه الزيارة لها أثرها ومردودها الكبير أولًا في نفوس المواطنين، وثانيًا فيما يخص الدعم لنا كموظفين ومسؤولين، كما أنها تعود بمعالجة للكثير من المشاكل التي تعانيها هذه المحافظات، وعندما ننظر لزيارات سمو الأمير -حفظه الله- منذ توليه الإمارة نجد الكثير من الأفكار التي تولدت عن مثل هذه الزيارات كمشروع تطوير المنطقة مثلًا، والبرامج التنموية المختلفة مثل ملتقى مكة وكيف نكون قدوة؟ وغيرها.
وهذا العام يقوم نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن بندر -حفظه الله- بهذه الزيارة، وبالتأكيد إن قيادة شابة وحكيمة مثله ستسهم في فهم الكثير مما تحتاجه هذه المحافظات والوقوف على المنجزات وأيضًا على تذليل الصعاب التي تعترض المشاريع المتعثرة، وبإذن الله سيكون هناك متابعة من سموه، خاصة وأن لديه رؤية لتطوير إمارة مكة والسير على خطى الأمير خالد الفيصل.
– هذه نظرتك كمسؤول، و لكن المواطن يعوِّل كثيرًا على هذه الزيارة في تحقيق بعض تطلعاته فكيف تقرأ طموح المواطنين من هذه الزيارة؟
لا شك إن المواطن يبني على هذه الزيارات الكثير من آماله وطموحاته، خاصة إذا علمنا أن هناك توجيهًا من خادم الحرمين الشريفين بأنه على كل المسؤولين والوزراء الانتقال إلى المناطق والمحافظات ومقابلة الناس ومشاركتهم همومهم وطموحاتهم.
ونحن في إمارة مكة نجد أن أمير المنطقة وضع هذه الأسس وهذه بادرته منذ أن كان في عسير، وبالتالي فإن المواطن يثق في زيارة أمير المنطقة وينتظرها سنويًا ويشعر بمدى حرص الأمير على تلمس احتياجات المواطنين ومقابلتهم والسلام عليهم والاستماع لهم ولشكاويهم وحلها.
ومحافظة العرضيات نالت نصيبها من زيارات سمو الأمير خالد الفيصل على مدار السنوات الماضية وقد أثمرت عن تحقيق كثير من المنجزات بعد التعرف على معوقاتها. وفي العام الماضي أثناء زيارة الفيصل لنا ناقشنا بعض المواضيع وبعض المشاريع المنجزة من خلال اجتماعه بأعضاء المجلس المحلي ومقابلته المواطنين. وهذا العام سيقف سمو الأمير عبدالله على المشاريع المتعثرة ويتعرف على المشاريع المنجزة ويلتقي الشباب والأهالي في المحافظة للعمل على تحقيق تطلعاتهم، وكل ذلك يبعث الثقة والطمأنينة في النفوس لدى كافة شرائح المجتمع في العرضيات بأن نتائج إيجابية وملموسة ستثمر عنها زيارة سمو الأمير.
– هناك ثلاثة أمور تهم المواطن في العرضيات أكثر من غيرها هي الصحة والتعليم والطريق، والملاحظ أن هناك مستشفيات متواضعة في خدماتها ولا زال سكان العرضيات يفضلون الذهاب لمستشفيات منطقتي عسير والباحة بحثًا عن العلاج، فما هو تصورك لمردود هذه الزيارة على قطاع الصحة بشكل خاص؟
لا شك أن زيارة سمو النائب ستعطي دافعًا كبيرًا إن شاء الله لكثير من مطالبنا وطموحاتنا في هذه المحافظة، خاصة وأنها محافظة ناشئة وفتية وتحتاج إلى دعم. وفي الجانب الصحي نحن ننتظر مستشفى بسعة 200 سرير سيكون في المنطقة المركزية للمحافظة. ولدينا رؤية عند إنشاء هذا المستشفى وهي تخصيص مستشفى نمره وثريبان بحيث يكون أحدهما للنساء والولادة والثاني لتخصص آخر، وذلك حسب ما يراه الزملاء في الجانب الصحي.
وأنا أقول وبكل صدق، منذ أن تشرفنا بالعمل في العرضيات وأنا أعطي الجانب الصحي متابعة شخصية ونرفع لأمير المنطقة. ونحن في اتصال دائم مع الأخوة القائمين على تلك المستشفيات لتطويرها.
وفي الفترة الماضية افتتحنا أربعة مراكز صحية ومنها مركز صحي ثلوث عماره بمبناه الجديد الذي نتمنى أن يكون قاعدة لمستشفى، كما نتمنى أن يكون مركزاً مؤهلًا بأعلى كادر وأن يكون نواة مشابها للمستشفى الموجود في ثريبان وفي نمرة، وبالنسبة لبقية المراكز فإنها مباني مستأجرة لكنها تؤدي أدوارها مثل “المريبي، بني سهيم، وبيان”.
كما لدينا ثلاثة مراكز صحية موافق عليها في مجلس المنطقة ويتم متابعتها ونحرص على التطوير والمتابعة وفي اتصال دائم مع الأخوة القائمين عليها.
– هل هناك مطالبات بمشروع المستشفى المشار إليه؟ وإلى أين وصلت؟
نعم أعتقد أن هذا المشروع موجود لدى وزارة الصحة باسم مستشفى العرضيات.
– وبالنسبة للتعليم الجامعي فالمحافظة منذ سنوات بعيدة ولها مطالب بافتتاح كليات جامعية ولكن وزارة التعليم لم تظهر تجاوبًا مع تلك المطالب .
لقد ركزنا خلال زيارة الأمير خالد الفيصل الأخيرة وخلال اجتماعه بالمجلس المحلي على نقاط منها التعليم الجامعى، ووجه الأمير خطابًا إلى معالي مدير جامعة أم القرى، والجامعة تواصلت معنا واقترحت فتح كليتين للبنات وكليتين للبنين وأظن حتى أنهم اختاروا الأقسام.
ونحن ننتظر جامعة أم القرى وأنا متفائل بزيارة سمو الأمير عبدالله لأنه مهتم بالشباب لأبعد حد ومتطلع إلى تحقيق مطالبهم وآمالهم.
– طريق العرضيات حوادثه قاتلة حتى أصبحت معروفة ومشهورة وكل وسائل الإعلام تتحدث عنها وكل مرة نسمع شركة تستلم وأخرى تنسحب فما هو الجديد في هذا الموضوع؟
بالنسبة للطريق المزدوج أنت تعلم باعتبارك صحفي ومتابع أن المشروع تعثر وفتحت مظاريفه في الوزارة وإن شاء الله في الطريق. أضف إلى ذلك أن لجان التثمين باشرت عملها كجزء من البداية، وإن شاء الله متفائلون بالغد وبزيارة النائب لأنها تحرك ما سكن في هذا الموضوع.
ولكني دعني أقول إن الحوادث يشترك في أسبابها السرعة والتهور وعدم المتابعة. ونحن ليس لدينا مرور لدينا قسم مرور لكنه لا يتابع وليس لدينا ساهر، والحوادث تكثر في منطقتنا لأنها تشهد تقاطعات، ورفعت ذلك لأمير المنطقة في قضية الإشارات والتقاطعات، وأنا أتواصل منذ عام مع مدير العاصمة المقدسة ومدير شعبة مرور القنفذة لأن لدينا قسم مرور وليس قسمًا للحوادث، ونرى أن المحافظة تحتاج إلى شعبة أو قسمين قسم مرور ويضاف إليه قسم حوادث قسم في الجنوبية وقسم في الشمالية.
– ما هي أبرز المشاريع التي ستعرضونها على سمو الأمير سواءً متعثرة أو منجزة أو للمطالبة؟
المشاريع المتعثرة لدينا هي مشاريع الطرق وأبرزها في الويد والجوف، أما الطريق المهم فهو الرابط الشريان طريق العرضيات العام، كما لدينا طرق أخرى متعثرة من وزارة النقل سنناقشها خلال زيارة الأمير وكذلك مبنى الدفاع المدني بمركز العرضية الجنوبية الذي هو يستحق أن يكون إدارة للدفاع المدني، ونعتبره أحد المشاريع المتعثرة، والمنجزة لدينا مركز غسيل الكلى بنمره.
– شباب العرضيات يمتلكون مواهب رياضية وأثبتوا إمكانياتهم في أنديتنا الكبيرة ومنتخباتنا الوطنية وبعضهم حقق بطولات دولية وهم بحاجة لنادي يحتوي الموهوبين، فما مدى إمكانية طرح مثل هذا الأمر أو الرفع به للهيئة العامة للرياضة والشباب؟
أنا متواصل مع فئات الشباب سواء في المجال الثقافي أو الرياضي أو التعليمي فهم ثروة المستقبل هم الشباب والرؤية، وفي هذه المحافظة سنركز على الشباب ولنا تجربة في ذلك خلال الفترة الماضية. ومحافظة العرضيات من أولى المحافظات التي استجابت إلى توجيه سمو نائب أمير مكة المكرمة في تكوين مجالس شبابية لأبناء المحافظة، فكان مجلس شباب محافظة العرضيات من أول المجالس على مستوى المحافظات الذين اجتمعنا بهم، كما أن لدينا لجان تطوعية ولجان تهتم بكل الفعاليات سواء الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية أو الوطنية، وهناك نخبة من الشباب نفخر به وليس على مستوى المحافظة فقط بل على مستوى مكة المكرمة وعلى مستوى الوطن.
– مركز الويد عشر سنوات أو تزيد على افتتاحه، ولا زال مركزًا وحيدًا دون أي مراكز حكومية حوله، والآن هناك مركز الرايم بعد افتتاحه بحاجة إلى دوائر حكومية واستكمال للخدمات حوله، فما ردك على ذلك؟
لدينا فرصة لإنشاء بلدية بمركز الويد. ولا شك أننا نسعى إلى إنشاء مخفر شرطة ومركز دفاع مدني وبلدية في المستقبل، وبالنسبة للمراكز الأخرى فمنذ باشرت افتتحنا مركز الرايم، ولدينا مركزين ستفتح قريبًا وهي مركز قنونا ومركز حلحال.
– العرضيات تتوفر فيها مقومات السياحة لكنها تحتاج عمل وجهد، فما دورك أنت كمسؤول لتنشيط الجانب السياحي في المحافظة؟
أنا آمل في الزيارة القادمة أن يقف سمو الأمير على موقع سوق حباشة التاريخي، خاصة وأنه يجمع الموقع ووادي قنونا وهو من أجمل المناطق السياحية ونهايته بالسد وهذه منطقة سياحية نسعى لها جميعًا، وهذا يجعلنا نهتم بوادي يبه لأن فيه أماكن جميلة نحرص عليها مستقبلًا وأيضا هناك مناظر سياحية لا بد أن تحافظ عليها البلديات كأشجار السدر في وادي الخيطان ومناطق العوامر.
وأنا اعتقد كي أكون أكثر دقة أنه لدينا أولويات منها منطقة المحافظة منطقة الوسط واستثمارها وتهيئتها لتكون المركز والنواة لهذه المحافظة، إضافة إلى تنمية المكان المحيط بمحافظة العرضيات والذي يقوم على مركزين هما مركز الشمالية ومركز الجنوبية، وهذا يجعلنا نسعى لتنمية المكان كله وإعطاء فرص لكل منطقة في المحافظة من شمالها لجنوبها كي يكون هناك نوع من التكامل في أرجاء المحافظة.
– مهرجان العسل واجهة المحافظة الإعلامية، ما هي الخطوات القادمة للمهرجان؟
لا شك أن الفترات الماضية شهدت عملًا جميلًا للجنة التنمية الاجتماعية بالعرضية الجنوبية ونرغب في التكامل والتعاون بين جميع اللجان مع حفظ الحقوق لتنمية الجنوبية.
ولكنه عمل غير مخطط له ونسعى للتعاون مع الغرف التجارية والشركات، لنضمن له التمويل والاستمرارية، ونحن هذا العام نعمل على إقامته بالإمكانيات المتاحة.
وخطتنا مع لجنة التنمية السياحية أن يكون هناك مستثمر ومتسوق لمهرجان العسل، بدلًا من أن يكون قائمًا على جمع التبرعات وخارج سياق صرفها، كما نحاول أن نثبت أسس التواصل مع الأخوة في الإمارة لتسهيل العقبات وإعطائنا فرصة مثل الأخوة في منطقة عسير والباحة بحيث يعطي مجال لمهرجان العسل ويستخدم للتسوق، ولذا نحتاج لموقع استراتيجي يخدم المستثمر والزائر.
– سنة ونصف، ماذا أنجزت؟
باختصار شديد اسألوا غيري.
– أنت المثقف القريب من الإعلام، فما مدى دعمك لمنسوبي الإعلام بالعرضيات للقيام بدورهم بالصورة التي ترضي المهنة؟
أنا كما تعلم لست من خارج السرب أنا من الوسط الثقافي وهو الوسط القريب من الصحافة وأهلها، ونحن نفتح مكاتبنا وصدورنا للجميع ونحاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي تلمس كل فكر ونقد هادف حقيقي وأشيد بمهنية الكثير من أبناء المحافظة وأنا أشيد بهم وأتابعهم، كما أنه لدينا مجموعة خاصة للمتابعة ولكني اطلب من الأخوة التريث والتأكد من الشائعات قبل نشرها، فالبعض يساعد على انتشار الشائعة والآخر يتريث لمعرفة الحقيقة.
– كيف تبني علاقاتك الخاصة في المحافظة؟
أنا لدي علاقات مع كل المحافظة ولا اختص أحد ولا أستثني احد وأرحب بالجميع وأتواصل واناقش الجميع كل بحسب اهتماماته وأشاركهم أنشطتهم المختلفة وما أنا إلا خادم لهم بهذه المحافظة وأتمنى أن أكون عند حسن ظن من اختارني لخدمة هذه المحافظة واتمنى أن أكون عند حسن ظن المواطنين بي.
– انتهى الوقت ولم تنتهي أسئلة “منبر” كلمتك الأخيرة؟
أنا بدوري أشكر اهتمامكم وأشكر صحيفة “منبر” التي أصبحت واجهة مشرفة على مستوى الوطن عامة وعلى مستوى المنطقة خاصة ولا غرابة في ذلك فربانها رائد من رواد الصحافة والإعلام بخبرته الطويلة وبتجاربه السابقة، ونفخر بحرصها ودقتها ومهنيتها واعتدالها.