خطفت الروبوت “صوفيا” أنظار رواد وحضور مبادرة مستقبل الاستثمار، وتعرفوا من خلالها على أحدث التطورات في صناعة تكنولوجيا الروبوتات. وبعد الإعلان عن مشروع ” نيوم ” العملاق، في المبادرة تركز الحديث اليوم على التسارع الهائل الذي تشهد تقنيات الروبوتات والذكاء والاصطناعي، واطلع الحاضرون على أحدث التطورات في تكنولوجيا الروبوتات، وصعد على المنصة الروبوت “صوفيا” وهي روبوت شبيه بالبشر.
وفي ذات الوقت، تم عرض الروبوت “سبوتميني” المصمم على هيئة كلب، ورافق ذلك توضيح مفصل من المتحدثين بشأن نطاق الإمكانات التي يوفرها التكامل بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وكان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة سوفت بنك ماسايوشي سون، قد تنبأ بأن تكون ثورة الذكاء الاصطناعي والروبوتات أكبر ثورة في تاريخ الابتكارات البشرية.
وقال في هذا الصدد: “لقد اخترع البشر الأدوات على افتراض أننا سنكون دوماً أكثر ذكاء من أدواتنا، أما الآن فقد دخلنا في عصر ستصبح فيها الأدوات قريبًا أكثر ذكاءً من البشر، وسيطرأ التحول على جميع القطاعات.
وأضاف: “لقد شهدنا في السنوات العشر الماضية تحولًا كبيرًا في نمط الحياة بعد انتشار الهواتف الذكية، لكن الروبوتات ستفعل ما هو أكبر من ذلك، وستكون أكبر من الإنترنت، فالعقل البشري لا يتطور بحيث تتضاعف قدراته، لكن هذا ما يحدث للتكنولوجيا، والبشر سيبقون دومًا في المقدمة فيما يتعلق بالإبداع، لكن التعلم العميق في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يتيح للحواسيب أن تتعلم بذاتها، يعد بنشوء ذكاء خارق سيكون له أثر على قدرات الذكاء والتواصل، وسوفت بنك يتعاون مع قائمة واسعة من الشركاء في هذه الحقبة من ثورة المعلومات”.
وكان صندوق رؤية سوفت بنك، المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، قد حقق عائدات بنسبة 22% تقدر بحوالي 3 مليارات دولار أمريكي، وذلك في الشهور الخمسة الماضية، ويسعى ماسايوشي سون لإطلاق جولات تمويل جديدة في المستقبل القريب، وذلك لإيمانه بالإمكانات الهائلة لقطاع الذكاء الاصطناعي. وقد أثار عرض الروبوتات إعجاب الحاضرين واهتمامهم، نظرًا للمستوى المتقدم والمعقد الذي وصلت إليه الروبوتات اليوم، وقد وضح المتحدثون العديد من الجوانب المتعلقة بقدرات البشر الحركية والحسية وكيف صارت الروبوتات قادرة على محاكاة هذه القدرات.
واستعرض الرئيس التنفيذي لمجموعة إيه بي بي، أولريتش سبيسهوفر، روبوتًا يدعى “يومي” يستطيع التفاعل مع البشر، وقال: “لقد بدأنا بالروبوتات القادرة على بذل مجهود حركي هائل وحسب، ثم قمنا بالتحكم بهذه الحركات عبر تعديل “دماغ” هذه الروبوتات، ونحن الآن نضيف على هذه الخبرات المتراكمة التي يتطلبها هذا النظام، من أجل التمكن من صنع الأشياء والتفاعل مع المواقف والتخطيط للنتائج”.
وأضاف: “حين قام الروبوت يومي بقيادة أوركسترا مؤخرًا شارك فيها الفنان الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي فإنه لم يحتج سوى 17 ساعة حتى تعلم ما هو مطلوب، وهي عملية كانت ستستغرق 5 إلى 10 سنوات من العمليات البرمجية لو أردنا فعل الأمر ذاته قبل 5 سنوات من اليوم”.
وفي عرض آخر قام روبوت بحل أحجية مكعب روبيك وذلك بالاعتماد على التقاط صور من ست زوايا مختلفة، وذلك لتوضيح القدرات الإدراكية الموقفية وحساب الخطوات المنطقية التي يتمتع بها هذا الروبوت.
وفي حين يبلغ معدل الذكاء الطبيعي عند البشر 100 درجة، فإن الجيل الأول من الروبوتات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ستمتلك معدل ذكاء يصل إلى 10 آلاف درجة. ومن المرجح أن يستمر تطبيق هذه التطورات التقنية في مرحلتها الأولى في التأثير على مجالات النقل والخدمات اللوجستية والإنشاءات، وسيتبع ذلك تطبيقات للمزيد من المهام البشرية في المستقبل القريب.
ويعد استخدام تقنية الروبوتات من أجل تحسين البيئات التكنولوجية هو المحرك الحقيقي لثورة الذكاء الاصطناعي.
كما أن فرصة الدمج بين تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والبيانات الضخمة والروبوتات قد تؤدي على سبيل المثال إلى أتمتة حلول الرعاية الصحية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بوسطن دايناميكس مارك رايبرت، أثناء عرضه للروبوت “سبوتميني”: “هنالك تريليون صندوق يتم نقلها حول العالم اليوم، ولا شك أن الروبوتات ستساعد في تسريع هذه العملية، ولعل أحد أهم التطبيقات في هذا المجال هو العناية بالأشخاص الذين يعانون من بعض الصعوبات الحركية، ونحن عازمون على الاستفادة من الروبوتات وتوسيع نطاق تطبيقاتها”.