قتل 6 من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي وأصيب 4 آخرون، مقابل إصابة عنصر من البشمركة، أمس، عقب اشتباكات متقطعة بين الجانبين في مركز قضاء طوز خورماتو جنوب محافظة كركوك العراقية.
ووفق البشمركة، بدأت المواجهة بعد ان استهدف «الحشد» أحد مقرات «حزب الاتحاد الوطني الكردستاني»، فردت البشمركة على مصدر النيران.
إلا أن الناطق الرسمي باسم «الحشد» بمحور الشمال علي الحسيني، قال إن «مسلحين تابعين لقوات البشمركة شنوا هجوما على حسينية وسط قضاء الطوز، فردت قوات حماية الحسينية على المهاجمين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الجانبين».
إعادة انتشار
من ناحيته، أعلن الأمين العام لوزارة البشمركة في الإقليم، الفريق جبار الياور، إعادة انتشار القوات الكردية حول كركوك، بطريقة أخرى، نتيجة التغيير في الوضع العسكري للمنطقة بعد تحرير مناطق الحويجة والرياض والعباسية، وغيرها من سيطرة تنظيم داعش، لحماية كركوك من الإرهاب.
وأمس، انتهت المهلة التي حددها الجيش العراقي للمقاتلين الأكراد، للانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها منذ عام 2014، في كركوك الغنية بالنفط.
وذكر مسؤول كردي رفيع المستوى أن القوات العراقية أمهلت المقاتلين الأكراد حتى مساء السبت – الاحد، للانسحاب إلى مواقعهم، قبل 6 يونيو 2014، وتسليم القواعد العسكرية والأمنية والمؤسسات النفطية إلى الحكومة الاتحادية.
أربيل تتحدّى
وردا على المهلة، أعلنت السلطات الكردية استعداد قوات الإقليم للدفاع عن مواقعها «مهما كلّف الثمن». بينما اعتبر مسؤول في البشمركة جبل حمرين ضمن حدود الإقليم، داعيا «الحشد» الى الابتعاد عنه.
وأمس الأول، استعادت القوات العراقية عددا من المواقع التي كانت سيطرت عليها القوات الكردية جنوب كركوك منذ عام 2014، من دون قتال.
وقال النقيب في الجيش العراقي جبار حسن إن القوات الاتحادية أنزلت أعلاما للإقليم كانت مرفوعة جنوب كركوك، واستبدلتها بالعلم العراقي. وأوضح أن قوات للجيش دخلت المنطقة في إطار خطة لإعادة الانتشار في المناطق الخاضعة لسيطرة البشمركة خارج حدود الإقليم.
ثوابت وطنية
سياسياً، اشترطت الحكومة العراقية، قبول الإقليم حزمة «ثوابت وطنية» مقابل بدء حوار معه وحل الأزمة التي نشبت بعد إجراء الأخير استفتاء على الانفصال، مؤكدة رفضها الشروع بحوار على الاستفتاء أو بحث نتائجه.
وقال سعد الحديثي الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي: «إذا ما أرادت حكومة الإقليم بالفعل أن تتجه إلى خوض حوار بناء صحيح، عليها أن تقدم جملة ثوابت وطنية لا يمكن لأي حوار أن يجري إلا بالاستناد عليها وهذه المتبنيات هي: الإقرار بوحدة العراق، وبالسيادة، واحترام الدستور العراقي والسيادة الوطنية العراقية على كل أراضي البلاد ومن ضمنها الواقعة في الإقليم، وأيضا عد الدستور سقفا للحوار». وتابع الحديثي: «كما تكون مخرجات وأسس هذا الحوار ضمن أحكام الدستور ولا تتعارض معه، وأيضا أن تقر الحكومة المحلية في كردستان بالصلاحيات السيادية المعطاة دستورا للحكومة الاتحادية في ما يتعلق بملف التجارة الخارجية منها تصدير وبيع النفط من الحقول الواقعة في الإقليم أو كركوك، وبإدارة المنافذ الحدودية البرية والجوية من قبل السلطات الاتحادية». وأكد أنه «لا حوار على الإطلاق في شأن استفتاء انفصال إقليم كردستان، ولا بحث في نتائجه لأنه مرفوض جملة وتفصيلا بالنسبة لنا».
إلى ذلك، يزور الرئيس العراقي فؤاد معصوم مدينة السليمانية للقاء المسؤولين من أجل بحث الأزمة. بينما أفاد مصدر مطلع بأن رئيس الإقليم المنتهية ولايته مسعود البرزاني عقد اجتماعا مع حزبه الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، لبحث مطالب الحكومة الاتحادية في شأن كركوك.