يظل الجانب الإنساني هو الحائل أمام التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في الحرب ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لاستعادة الشرعية في اليمن وبتر أذرع الإرهاب التي طالت العديد من المناطق السكانية وأسفرت عن مقتل وتهجير وتشريد الآلاف من أبناء الشعب الشقيق، وبعد النجاح العسكري الكبير على الأرض لقوات التحالف مازالت هناك بعض المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون واضعين الأطفال والنساء والشيوخ كدروع بشرية للاختباء من ضربات التحالف الدقيقة الذي يحرص على تجنب إصابة المدنيين ويحترم بالكامل التزاماته بموجب القانونين الدولي والإنساني، وهو ما طال من أمد الأزمة حتى الآن مراعاة لحقوق الإنسان في هذه المناطق.
الأدهى في الأمر، خروج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتقرير زائف بشكل صريح لكل الحقائق الموجودة على الأرض، وبمعلومات وأرقام غير دقيقة ومضللة تشير إلى اعتماد الأمم المتحدة في تقريرها على البيانات التي تصدرها إيران بناء على بيانات حوثية للمنظمات التي تدعي الدفاع عن ملف حقوق الإنسان، مثل “منظمة العفو الدولية” ومقرها لندن، و”هيومن رايتس ووتش” التي أخذت من مدينة نيويورك الأمريكية مقراً لها لإصدار تقارير مسيسة بشكل واضح لخدمة دول مشبوهة تحمل على عاتقها التخطيط لتمزيق الشرق الأوسط ومحاولة تشويه القيادات السياسية في الدول العربية الكبرى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر.
حقيقة الأمر أن موقف الأمم المتحدة لم يكن الأول لها في تصرفاتها الضعيفة المتخبطة غير المسؤولة، حيث أنه في يونيو من العام الماضي، كانت الأمم المتحدة قد أصدرت تقريرا بعنوان “الأطفال والصراع المسلح” اتهمت فيه التحالف بقيادة السعودية، بالمسؤولية عن 60 بالمئة من الوفيات والإصابات بين الأطفال في اليمن خلال العام 2015م، و بعد 5 أيام فقط رفعت الأمم المتحدة “التحالف” من قائمتها السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال النزاعات، ولكن يبدو أنها لم تتعلم من أخطائها وارتكزت من جديد على معلومات قدمها طرف واحد من دون التنسيق أو التشاور مع السعودية أو التحالف.
وقال اللواء جمال مظلوم، الوكيل السابق لكلية العلوم الاستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة المصرية، إن هذا ليس جديدا على الأمم المتحدة، وعدم دقتها في البيانات التي تطلقها، وموقفها تجاه القضايا العربية بصفة عامة، فهي تخالف كل الأعراف والقوانين.
وأكد مظلوم في تصريحات وفقاً لـ “الرياض”، أن المملكة العربية السعودية تقود التحالف بدقة جدا في عملياتها، وتتعامل بحذر شديد تجنبا لإسقاط الضحايا من بين الأخوة اليمنيين.
وأشار مظلوم إلى أنه كان على الأمم المتحدة الرجوع والنظر إلى ميليشيا الحوثي طالما يريدون الحديث عن حقوق الإنسان، بدلا من الادعاءات على الدول بدون وجه حق.
وأضاف مظلوم أن الأمم المتحدة لا تهتم بقضايا الدول العربية، فالجميع يرى قطاع غزة محاصر منذ سنوات ولم تتحدث عنه الأمم المتحدة وعن جرائم الإسرائيليين اليومية في حق الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، ولن يتحدثوا عن هذا إطلاقا. كان من الأجدى أن يتحدثوا عن قطر التي سحبت جنسيات الآلاف من مواطنيها، وأتمنى أن يعدّلوا مسارهم ويسيروا على الطريق الصحيح ويعتمدوا على بيانات دقيقة معلنة من الدول، دون إطلاق اتهامات جزافية غير حقيقية.
وشدد مظلوم على أن الأمم المتحدة مسيسة، والأمين العام إذا لم يسر في فلك معين يتم إقالته أو عدم التجديد له، لأن الدول الغربية هي التي تهيمن على الأمم المتحدة، ولذلك أتمنى أن نتكاتف فيما بيننا ونستمر في سياساتنا ولا تؤثر فينا مثل هذه الشائعات، فمصر أيضا اُتهمت بالعديد من الاتهامات الباطلة، وبالتالي المملكة العربية السعودية لن تسلم من هذه الاتهامات التي توجه للدول الشريفة.