وجهت وزارة التعليم جميع إداراتها بمناطق ومحافظات المملكة بالاستمرار في تطبيق مشروع تطوير برنامج رعاية الموهوبات المدرسي وفق الدليل الإجرائي والتنظيمي للمشروع، وبآليات تتوافق مع تطلعات الرؤية الوطنية 2030 وتخدم الهدف الاستراتيجي العام لبرنامج التحول الوطني 2020، “تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار”، على نحو يسهم في تحقق المؤشر العام لقياس الأداء “نسبة الطلبة المستفيدين من البرامج الخاصة بالموهوبين”.
وحرصت الإدارة العامة للموهوبات على إدراج برنامج “تطوير برنامج رعاية الموهوبات المدرسي” في الخطة التشغيلية لوكالة التعليم، وتم تشكيل فريق عمل لإعداد الدليل التنظيمي والإجرائي المطور، ويأتي الدليل كوسيلة تسهل التطبيق والتفعيل الأمثل للبرامج على أرض الواقع الميداني وليسهم بحلول عملية مناسبة من شأنها تذليل التحديات.
كما تأتي أهمية البرنامج لخلق بيئة محفزة تتحدى قدرات الطالبة الموهوبة وترفع من دافعيتها نحو التعليم الذاتي والإنجاز، وإعداد الطالبة للمنافسات المحلية والدولية، والكشف عن المواهب الخاصة ومتابعتها وتقويمها، إضافة إلى توعية المجتمع بفئة الموهوبات وخصائصهن واحتياجاتهن وأهمية تقديم الرعاية لهن.
ويستهدف البرنامج الطالبات الموهوبات من مخرجات المشروع الوطني للتعرف على الموهوبات أو الواعدات بالموهبة في مدارس التعليم العام للمراحل التعليمة الثلاث من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني ثانوي.
وتبنت وزارة التعليم في عام 1423هـ إطلاق “برنامج رعاية الموهوبين والموهوبات المدرسي” باعتبار أن هؤلاء الموهوبين ثروة وطنية عظيمة تستحق العناية ببرامج خاصة تلبي احتياجاتهم وتمنحهم فرصة تحقيق النجاح.
ويهدف البرنامج إلى تمكين الطالبات الموهوبات من مهارة التعلم في القرن الحادي والعشرين القائمة على المشروعات في محاضن خاصة يتم خلالها تنفيذ “النموذج الإثرائي الفاعل” الذي تم بناؤه استنادًا على عدد من النماذج العالمية في هذا المجال حيث يتم إثراء الموهبة علميًا و مهارياً في برنامج يتناسب وقدراتها العالية.
وخلال الأعوام الماضية استثمرت الوزارة ما خصص من ميزانية لبرامج الرعاية المدرسية للتوسع في تلك البرامج وركزت على تأهيل المعلمات القائمات عليها وتدريبهن على انتهاج طريقة التعليم المتمركز حول الطالبة، وعلى دمج مهارات التفكير في المحتوى العلمي الذي يتناوله البرنامج، واستخدام الأساليب التي تعتمد على المشروعات في العملية التعليمية لدعم وتقويم تعلم الموهوبات وفق رؤية الوطن 2030.
ونص الدليل التنظيمي والإجرائي لبرنامج رعاية الموهوبين والموهوبات المدرسي على ضوابط اختيار المدرسة المنفذة للبرنامج بحيث يكون المبنى حكوميًا للمدارس “الحكومية” يقع ضمن مجمع مدارس “ابتدائي – متوسط – ثانوي”، ومراعاة الموقع الجغرافي للمدرسة والكثافة السكانية للطالبات السعوديات وتوفر المرافق المهمة في المدرسة “معامل علوم – معمل حاسب – غرفة مصادر – فناء خارجي وداخلي”، إضافة إلى توفر التجهيزات التقنية لفصل مصادر الموهوبات وللفصول التجميعية “حاسب – جهاز عرض – لوحات رقمية بعدد الطالبات – شبكة إنترنت” وألا يتجاوز عدد الطالبات داخل الفصل الدراسي التجميع 30 طالبة، ولا يتجاوز غرفة مصادر الموهوبات 20 طالبة، ولا يقل عن 10 طالبات، وأن تكون غرفة مصادر الموهوبات ضمن نطاق المبنى الأساسي ويتوسط الفصول الدراسية.
كما نص الدليل على ضوابط اختيار معلمة الموهوبات، ويأتي أبرزها أن يكون مؤهلها الجامعي في أحد التخصصات (فيزياء – رياضيات – كيمياء – أحياء – تربية خاصة – موهوبين) ويتم ترشيحهن من قبل مشرفات التخصص، وألا تقل خبرة المعلمة عن ثلاث سنوات في مجال التدريس، وألا يقل أداؤها الوظيفي عن “ممتاز” في السنتين الأخيرتين واجتياز المقابلة الشخصية.
وتشير ضوابط التحاق الطالبة بالبرنامج إلى اجتياز الطالبة لمقياس المشروع الوطني للتعرف على الموهوبات -أعلى 5% من مخرجات المشروع-، وفي حال عدم اكتمال نصاب برنامج رعاية الموهوبات المدرسي يكمل النصاب وفق محكات التعرف المعتمدة وزاريًا وهي (مقياس القدرات العقلية – السمات الشخصية – التحصيل الدراسي – الناتج الإبداعي) على أن تجتاز الطالبة محكين فأكثر بشرط أن يكون مقياس القدرات العقلية أحدها بدرجة لا تقل عن 120 درجة، وموافقة الطالبة وولي أمرها.
ويتم وفق الدليل التنظيمي والإجرائي تخفيض نصاب معلمة المواد في الفصول التجميعية للموهوبات إلى 18 حصة أسبوعيًا وتوفير ما لا يقل عن 15 حصة أسبوعيًا لمعلمة الموهوبات، وإعفاء المعلمة من المناوبات الصباحية والشهرية، وإعفاء المعلمة من حصص الاحتياط لغير فصول الموهوبات التجميعية واقتصارها عليها، كما أن لمعلمة الموهوبات الأولوية في حضور (برامج التنمية المهنية – المؤتمرات – المشاركة في المسابقات المحلية والدولية)، ومنحها شهادة خبرة معتمدة من الإدارة التعليمية.
وتمنح الطالبة الموهوبة شهادة مشاركة سنوية في برامج الرعاية المدرسية للموهوبات معتمدة من قائدة المدرسة، ولها الأولوية في الحصول على المشاركة في البرامج الإثرائية على مستوى الإدارة التعليمية وعلى المستوى الوطني، وكذلك المنح الدراسية، كما تمنح الطالبة بطاقة موهوب معتمدة من الوزارة لتسهيل الزيارات العلمية للجامعات والمراكز البحثية والمعارض العلمية، وبطاقة تزكية معتمدة للطالبة الموهوبة بعد المرحلة الثانوية.