قال رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض عبدالعزيز بن صالح الحميد: “حب الوطن فطري وله أصل في الشرع، ووطننا المملكة العربية السعودية ليس كسائر الأوطان، بل إنه مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، إنه بلد الحرمين الشريفين اللذين يشد لهما الرحال إنه بلد نبينا محمد صلى الله عيه وسلم ومكان قبره عليه السلام”.
وأضاف الحميد: “المتأمل في حال الأمم على مدار التاريخ يجد أن الإنسان بفطرته وطبعه يحب وطنه، يحب بلده، يدافع عنه يعتز به يتلذذ العيش فيه، وديننا يقر ذلك، بل قدوة الناس جميعاً محمد صلى الله عليه وسلم يروى عنه لما أخرجه قومه قال “بأبي وأمي والله إنك أحب البلاد إلي، ولولا أن أهلكِ أخرجوني منك ما خرجت، حب وطننا دين وفخار وعز ومجد ومكانة هذا الوطن الذي شرف بجمع وحدته على يدي جلالة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته جمع وحدته على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، جمع وحدته على تحكيم شرعه العدل بين شعبه وحدته على إعلاء شأن الدين وعلى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، جمعه ووحده على حماية جناب التوحيد ومحاربة البدع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبقي هذا الوطن على ثوابته حتى هذا العهد عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ويحل علينا اليوم الوطني السابع والثمانون، ومن باب ولئن شكرتم لأزيدنكم وقوله “وأما بنعمة ربك فحدث”، لابد من وقفات”.
وأوضح أن الوقفة الأولى هي: نعمة وحدة الأمة واجتماع كلمتها واتفاقها على ما يحقق الأمن ويحافظ على المكتسبات هذه أمور يجب على من يعيشها أن يحمد الله ويشكره بالشكر تدوم النعم.
والثانية: بعد تذكر هذه النعم ننظر بعين الإنصاف والعدل للإنجازات الحضارية في أمور كثيرة، الإنجاز العمراني في المدن والمحافظات والقرى والهجر وبمستويات عالية، سواء في المدن الكبيرة أو غيرها، البنية التحتية من كهرباء وصرف صحي ومياه وتعليم وجامعات وارتفاع مستوى التعليم والمستوى الصحي، والنمو الاقتصادي وتوفر السلع، والتغير في المستوى الاجتماعي والمعرفي، ويحيط ذلك أمن وارف وانخفاض لمستوى الجريمة.
والثالثة: أي تطور ونمو إذا لم يكن هناك منظومة عدلية لفض النزاعات ولتوثيق حقوق الناس فإن ذلك يعتبر معيقاً لأي تطور، ولهذا المتابع للتطور القضائي وفي شقيه الإجرائي والموضوعي يجدر وبإنصاف أن قضاءنا وجهازنا التوثيقي تطور تطوراً كبيراً، ويشهد بذلك التخصص للمحاكم الأمر الذي سهل العملية القضائية وساعد على سرعة الإنجاز، ويشهد بذلك الإحصائيات الموثقة، ومما يفخر به الوطن وبخاصة المتابعون للشأن القضائي سواسية الناس أمام القضاء.
ونلمس ذلك في مخرجات المحاكم، أما قضاء التنفيذ والقضاء العادل هو أهم ركائز الوطن، اليوم الوطني نعيشه في كل يوم لكن هي فرصة لشكر المنعم سبحانه وتعالى وشكر بعد شكر لولاة أمرنا ولكل من يعمل بإخلاص لبناء الوطن والمحافظة على مكتسباته.
والرابعة: في يوم الوطن نشيد برجالنا على الحدود الذين يدافعون عن وطنهم ويسترخصون دماءهم في سبيل الله لأنهم يجاهدون في يوم الوطن نتذكر رجال أمننا الساهرين في الحفاظ على أمننا وسلامة مجتمعنا من العابثين والمفسدين في يوم الوطن، نتذكر شهداءنا الأبطال وندعو الله أن يقبلهم عنده من الشهداء وأن يرفع منزلتهم في جنات عدن في يوم الوطن نتذكر رجالاً عظماء ساهموا في بناء هذا الوطن، وندعو الله أن يغفر لهم ويرحمهم وبعد هذا المنجز العظيم هذه الوحدة الوطنية أمانة في أعناقنا يجب علينا المحافظة عليها ويجب على كل واحد منا رجل كان أو امرأة صغيراً أو كبيراً أن يحافظ عليه، ولا يسمح أو يسمع لدعاة الفتنة والفساد الذين يحاولون ويسعون لتقويض هذا البناء العظيم مهما أرجفوا أو شككوا أو دعوا لفتنة، والله الهادي إلى سواء السبيل، حفظ الله خادم الحرمين وولي عهده الأمين وأدام الله العز على بلادنا.