أكد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض معالي الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد أن الأمة تواجه اليوم تحديًا كبيرًا في ظل أعدائها والمتربصين بها الذين عاهدوا أنفسهم ألا تقر لهم عين إلا بالإضرار بالبلاد والعباد، وأمام هذه التحديات الجسيمة والعظيمة أصبح يتحتم علينا جميعًا الوقوف مع ولاة الأمر صفًا واحدًا لإحباط كيدهم وإفشال خططهم.
وأضاف الحميد: “هذا الواجب تمليه علينا العقيدة. وليتق الله أبناء هذه الأمة ولا ينخدعوا بدعاة الفتنة لشعارات ودعوات رتب لها أعداؤها. فالمتأمل للدول التي جربت الفوضى والشعارات الزائفة يجدهم ما جنوا إلا هلاك البلاد والعباد والخوف والفزع والدمار. فهل يكون الإصلاح هكذا؟ هل يستبدل هؤلاء النعم العظيمة التى تصبحنا وتمسينا ويعيشها الناس جميعًا بالفوضى والقتل والفساد أي منطق هذا؟ إنه الانخداع الفكري، والفساد وعدم النظر إلى المآلات الضارة. فلنكن جبهة قوية وسدًا منيعًا لحماية بلادنا وأهلنا وأموالنا ومكتسباتنا. إنها الوقفة الصادقة أمام دعاة الفوضى والتخريب. إنها الوقفة التاريخية كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا خلف ولاة أمرنا ورجال أمننا”.
وأشار معاليه إلى أهمية نعمة الأمن واجتماع الكلمة فبالأمن تتقدم البلاد، ويأمن الناس على الضرورات الخمس الدين والعقل والنفس والمال وحفظ النسل، ووبالأمن يتعلم الناس وبالأمن يتقوى الاقتصاد ويعم الرخاء، ويتعبد الناس لربهم فيسمع نداء الحق وتقام الجمع والجماعات، وتتاح الفرص للتسابق في الصالحات وفي الأرزاق، ويتواصل الناس والأرحام.
وتابع: “لهذا قامت عقيدة أهل السنة والجماعة على هذه المبادى العظام والثوابت التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان وأمام هذه الحقائق، وهذه النصوص القطعية نهجت بلادنا منهج أهل السنه والجماعة وهي العقيدة السلفية الصحيحة. اجتمع شتاتها بعد فرقة، وتوحد أهلها بعد نزاع واقتتال، فأمن الناس وعاشوا متحابين متآخين طائعين لله ولرسوله ولولاة أمرهم امتثالًا لقوله تعالى: “أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ”. وتقدمت بلادنا وشرفت أيما شرف برفع راية التوحيد وإظهار شعائر الدين، وتحكيم شريعة الله، وإعزاز القضاء ونشر العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتوسع في التعليم بكافة أفرعه وتعليم كتاب الله، وتشجيع تحفيظ القران، وغير ذلك من النعم الكثيرة التي توجب علينا شكر المنعم سبحانه، ثم الدعاء لولي الأمر، وكافة القائمين على كيان هذه الدولة المباركة”.