
بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره ودعنا بالأمس فقيدنا الكبير رجل التعليم والعلم والأدب رجل الحل والعقد رجل الحكمة والبصيرة وبعد النظر رجل الصلح والإصلاح صاحب الفكر النير والرأي المستنير الناصح الموجه ودعنا علمًا من أعلام الوطن وصديق من أصدقاء المجتمع
رجل الأعمال الشيخ محمد بن عاقل البشري الحربي رحمه الله وأعلى درجته في عليين والحمد لله على ماقدر وقضى
أبن عاقل الرجل الذي سيرته اعتلت بمكانته و سمت بمحبته لدى الجميع
لقد رحل أبو ماجد عن دنيانا الفانية كما رحل عنها الأولون فالأعمار فيها معدودة محدودة والبقاء لله وحده فقد مات سيد الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
والأنبياء قبله رحلوا ولنا فيهم عزاء
ومما يهوّن مُصابنا في أبي ماجد أننا فقدناه جسداً وبقيت ذكراه الجميلة خالدة في أذهان الكل
وذلك بما قدم يرحمه الله من أعمال إنسانية جليلة وبما له من أفعال كريمة ومواقف نبيلة
فقد كان يرحمه الله حريص على ماينفع الناس من يعرف ومن لا يعرف بالداخل والخارج
نسأل الله أن يتقبل ذلك منه وأن يجعله مكتوبًا بميزان حسناته وأن يجعله من السبعة الذين يظلهم يوم لا ظل إلا ظله فهو من المساهمين في الخيرات والساعين لقضاء الحاجات ومساعدة المحتاجين و الأيتام ودعم الجمعيات الخيرية والأنشطة الإجتماعية الهادفه وتقديم الإعانات للمتزوجين وله إسهامات متعددة
كما تبقى ذكراه الطيبة محفورة بأذهان معارفه لما اتسمت به شخصيته من سمو في النفس ورجاحة في العقل ونبل في الأخلاق وبما يملك من سعة ثقافية وشجاعة أدبية وأسلوب خطاب وحوار وإقناع وبما لديه من مبادئ إدارية وأساليب تربوية وبما اكتسب من خبرات وتجارب صاغتها سنون عمره
غفر الله له فهو المعلم والمدير والمستشار والمصلح ورجل الأعمال
لقد عُرف يرحمه الله بطاعته لربه وتقربه بصالح الأعمال نحسبه كذلك ولا نزكي على الله وكذلك كان باراً بوالديه
هذا وقد شكلت مراحل حياته أنموذجاً مثاليًا ومختلف للرجل المتزن المقدام العصامي المكافح الناجح ، فلم يتوقف طموحه بعمله كمعلم او مدير مدرسة بل بدأ في اقتحام سوق المال والأعمال وهو في بداية العشرينات من عمره متسلحًا بما يملك من ثقة نفس وصدق عزيمة وقوة إرادة وتوكل على الله وقناعة بوجوب السعي في مناكب الأرض وتنويع مصادر الدخل والاسهام في التخفيف من أعباء الحياه عن والده يرحمه الله وأثناء نضاله بميدان العمل اعتلت همته وارتقت آماله و طموحاته وتوقد حماسه حتى أصبح من رجال الأعمال الناجحين
لقد ودعنا وبكل الألم والحزن الأخ الكبير والصديق العزيز الذي اختاره الله عز وجل في شهر فضيل من شهور السنة شهر رمضان الكريم ولا نملك له إلا الدعاء بواسع المغفرة والرحمة
( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً)