
في مثل هذا اليوم من كل عام، أقف أمام ذكراك أيها المعلم والقائد الفذ، وأجدني عاجزًا عن التعبير عما يجيش في صدري من مشاعر الفقد والامتنان، تسع عشرة سنة مضت منذ رحيلك، لكن ذكراك لا تزال حيّةً في قلبي، ونصائحك وإرشاداتك ترشدني في دروب الحياة.
لقد كنتَ لي أكثر من معلم، كنت قدوةً أستلهم منها معاني القيادة الحقيقية، وحب الخير، والتواضع الذي كان يسبقك أينما حللت، لم تكن فقط موجهاً في العمل، بل كنت أباً روحياً أتعلم منه مداراة الناس، والوفاء بالعهد، واحترام الإنسان كإنسان بغض النظر عن أي شيء آخر.
في رمضان قبل تسع عشرة سنة، رحلتَ إلى جوار ربك، تاركاً خلفك إرثًا من الأخلاق والمبادئ التي غرستها فينا، ورغم أن جسدك ووري الثرى في مقبرة نزوى، إلا أن روحك لا تزال تسكن قلوبنا، وأعمالك الصالحة تشهد لك.
إن الكلمات تعجز عن رد الجميل الذي أدين لك به، ولكن عزائي أنك تركت أثراً خالداً في نفوس من عرفوك، أسأل الله أن يجزيك عنّا خير الجزاء، وأن يرفع مقامك في الفردوس الأعلى، ويجعل كل خيرٍ علمتني إياه في ميزان حسناتك.
رحمك الله يا معلمي وقائدي، وأسكنك فسيح جناته.