أكد معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح طاهر بنتن، أن أكثر من مليوني حاج، تمكنوا من الوصل إلى صعيد عرفات الطاهر بيسر وسهولة، بتظافر جهود منظومة متكاملة من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، تعمل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس لجنة الحج المركزية، وسمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، ونائبيهما، سائلاً الله أن يعين الحجيج على إكمال أداء مناسك الحج، والوصول إن شاء الله في هذه الليلة إلى مشعر مزدلفة ومشعر منى .
وثمن معاليه في لقاء تلفزيوني بالقناة السعودية، جهود رجال الأمن في تسيير ما يزيد عن 20 ألف حافلة، ومثلها من السيارات الخاصة، مشيرًا إلى أن المملكة تبذل جهودًا كبيرةً تبدأ مع الحاج قبل وصوله إلى أرض المملكة، حيث تشرع في تقديم التسهيلات مع الحصول على التأشيرات، حيث استحدث نظام إلكتروني متكامل يسمح لبعثات الحج أو الحجاج أنفسهم، بتسجيل جميع معلوماتهم قبل وصولهم، ومواعيد رحلاتهم، والخدمات التي تقدم لهم في مساكنهم .
وقال معالي الدكتور بنتن : نحن في وزارة الحج والعمرة نتعامل مع رحلة الحاج عبر مجموعة من المسارات التي يتم تفويج الحجاج فيها, فالمرحلة الاولى تبدأ بتفويج الحجاج من المنافذ إلى مساكنهم، سواءً كانت في مكة المكرمة أو المدينة المنورة إذا كان وصولهم إلى المدينة المنورة، والمرحلة الثانية هي مرحلة الانتقال بحجاج المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، أو الذين يرغبون بزيارة المدينة المنورة قبل الحج، فيما تبدأ المرحلة التي تليها بمرحلة الصعود إلى منى أو عرفات .
وأشار معاليه إلى وزارة الحج والعمرة تتعامل مع عددٍ كبيرٍ من الحجاج، بمشاركة العديد من الجهات الحكومية والخاصة، حيث يتم التواصل مع منافذ المملكة والمطارات والتنسيق مع هيئة الطيران المدني، وتبدأ بعد ذلك عملية النقل من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أو العكس، مؤكدًا أن هذه المرحلة تتطلب تخطيطًا دقيقًا مع الجهات الأمنية وأمن الطرق والخدمات المساندة في حال تعطل الحافلات – لا قدر الله – بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية في هذه الطرق .
كما أضاف معالي وزير الحج والعمرة : ” أن رحلة الحاج تمر بمراحل عديدة يتم التخطيط لها بكل عناية مع انتهاء موسم الحج, وتبدأ المرحلة الأهم منها في هذه الليلة، وهي مرحلة خروج الحجاج من مشعر عرفات، وخروج أكثر من مليوني حاج في وقت واحد، وما يزيد عن 20 ألاف حافلة، يتطلب جدولة دقيقة وتحديد أماكن للوقوف لمزدلفة، وتحديد خطوط ورجوع الحجاج، لأن الحافلات وحدها لا تستطيع نقل جميع الحجاج”، مشيرًا إلى أن الرحلات الترددية أسهمت في نقل ما يقارب من 800 ألف حاج في أوقات قياسية من مشعر منى إلى مشعر عرفات، بفضل تضافر الجهود بين الجهات العاملة وخاصةً رجال الأمن العاملين في الميدان .
وتابع معاليه : وتبدأ بعد ذلك مرحلة مهمة وهي رمي الجمرات للحجاج, ويتم وضع جداول تفويج دقيقة لهم, وتقديم العديد من ورش العمل للحجاج وفق الأوقات التي يخرجون فيها لرمي الجمرات, حيث أن هنالك أوقات لا يسمح فيها للحجاج بالخروج لرمي الجمرات، على سبيل المثال جميع الحجاج النظاميين لا يسمح لهم بالخروج لرمي الجمرات من الساعة السادسة صباحاً إلى الساعة العاشرة صباحاً، وكل هذه الجداول والمتابعات تتم لضمان سلامة وأمن الحاج وأدائه للمناسك بكل يسر وسهولة حتى عودته إلى بلاده سالماً غانماً .
ونوه معالي وزير الحج والعمرة بأهمية التقنية في تبسيط الإجراءات وإدارة الحشود الكبيرة التي تتحرك في أوقات محددة إلى أماكن محددة وضيقة من الصعب جداً تركها للعشوائية والقرار الميداني البحت، كما أن استخدام التقنية يسهم في تيسير أنظمة التتبع للحافلات والحجاج، وبالتالي معرفة الخطوط التي تسير فيها الحافلات في حال تأخرها، كما أن الإسوارة الإلكترونية التي يلبسها الحاج في يده، تساعد على التعرف عليه في حالة ضياعه ومكان سكنه ومعرفة خروجه لرمي الجمرات ووقت سفره، وجميع هذه المعلومات تسهم في حماية حقوق الحاج الذي تعاقد عليها دفع قيمتها، ومسجلة في المسار ، وبالتالي يمكن الرجوع إليها في حال إخفاق من يقدم هذه الخدمة .
كما أشار معاليه إلى أن حج هذا العام شهد إنشاء أكثر من 12 مشروعًا جديدًا في المشاعر المقدسة لتسهيل أمور الحجاج، وهذه المشروعات عادة تأخذ وقتاً طويلاً لدراستها وتنفيذها ولكنها تنفذت في المشاعر المقدسة في أوقات قياسية، بفضل الدعم السخي الذي تقدمه حكومة المملكة لخدمة الحجيج .
وحول برنامج ( كن عونًا ) التطوعي الذي أطلقته وزارة الحج والعمرة, أكد معالي الدكتور بنتن أنها تجربة ناجحة تفيد الراغبين في التطوع بخبراتهم ووقتهم في خدمة ضيوف الرحمن, حيث تم تحديد كثير من الخدمات التي يحتاجها الحاج تبدأ بالخدمات الصحية والترجمة وخدمات أخرى ميدانية, كاشفاً أن عدد المسجلين في الخدمات يصل إلى حوالي 3000 متطوع, وهم مصدر فخر للجميع لأنهم يحملون شهادات عالية، وتمت الاستفادة من المتطوعين في الخدمات الصحية بإيجاد طبيب وممرض أو ممرضة في كل مخيم من مخيمات الحجاج في منى وعرفات, كما أصبح لدينا مترجمين لجميع اللغات وبلهجاتها المختلفة، ومتطوعين لمساعدة الحجاج في أوقات الحرارة والوقوف في الشمس برش الماء على الحجاج ومساعدة كبار السن .
وتابع معاليه يقول : ” أحد شروط الحج والمحرم هو السلم، الحاج يسالم لا يؤذي لا النبات ولا الحيوان والإنسان، هذه البلد بلد أمن المحرم، لا يحق له أن يقطع الشجر ولا يحق له أن يصطاد الطير ولا يحق له أن يؤذي الإنسان بل يجب أن يتفرغ للعبادة والنسك فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، لذلك كان موضوع ندوة الحج الكبرى عن السلام في بلد الله الحرام المملكة العربية السعودية، بلد السلام، وحضر في هذه الندوة حوالي 180 عالم من جميع دول العالم، في تخصصات عالية ودقيقة ومختلفة، اجتمعوا جميعاً وقدموا أوارق عمل تتحدث عن هذا البلد والجهود التي تبذلها المملكة وعن الاعتدال والوسطية التي يجب أن تعمّ العالم الإسلامي .
وأعرب معالي وزير الحج والعمرة عن تأثره بمشاهدة برامج استقبال الحجاج، حين ينزل الحاج من الطائرة ويخرج من المطار ويجد البشاشة ويجد الاستقبال بالورود وبالتمور وماء زمزم, مما يجسد ابتهاج المملكة بقدوم الحجاج، والفرح والسرور الذي نستشعره في وجوه الحجاج وقلوبهم وما يعبروا عنه .
وأضاف معاليه : ” أن مركز التواصل يؤدي مهامه بفعالية في تقديم المعلومات للحجاج ، بالإضافة إلى التطبيقات الخاصة على الهواتف الذكية التي تساعد الحاج في الحصول على المعلومات بنفسه، كما جندت الوزارة أبنائها للتواجد في مراكز حول المسجد الحرام وحول المسجد النبوي لمساعدة الحجاج وايصالهم في حال كانوا تائهين وتقديم المعلومات التي قد يحتاجونها، كما يتم توعية الحجاج بالإجراءات لأداء مناسك الحج قبل وصولهم عن طريق مكاتب شؤون الحجاج أو بعثاتهم، حتى أصبح أكثر من 60 في المائة من الحجاج، يقدمون للحج وهم على دراية بالمراحل التي سيمرون فيها، ونطمح إن شاء الله في السنوات القادمة لتوعية جميع من الحجاج بالإجراءات كاملة, واتباع برامج التفويج والأنظمة التي ستكون لهم عوناً، وتساعدهم على حفظ أمنهم وأمانهم بحول الله .