ينصح المختصون الصحيون، مرضي السكري الذين يعتزمون أداء فريضة الحج القيام ببعض المجهود لكي يساعده بالتحكم في مستوى السكر بالدم، مؤكدين أهمية الانتظام على الحمية والتمارين الرياضية وأقراص خفض السكر أو الأنسولين لما لذلك من الأثر الأكبر في أداء هذا النسك العظيم دون ضرر على صحته.
ويوصون مرضى السكري بمراجعة الطبيب قبل مدة كافية من تأديتهم لهذه الفريضة لإمدادهم بتقرير طبي مفصل عن حالتهم الصحية والأدوية والجرعات التي يأخذونها، مؤكدين أن على كل مريض بالسكري يرغب في الحج أن يحمل معه بطاقة التعريف بمرضه، اسم علاجه ، وجرعته، أو سوار، ومن المهم أن تكون إلكترونية لتحمل المعلومات الكافية من الخلف التي تتضمن أهم المعلومات التي توضح حالة المريض، وأن يأخذ جميع أدويته بالكميات التي تكفيه خلال فترة بقائه في الحج حتى لا يضطرب عليه أداء المناسك.
وينصح الأطباء، المصاب بالسكري باستشارة طبيب لمعرفة ما إذا كان يستطيع تأدية فريضة الحج أو لا، خاصةً إذا كان مريض السكري يعاني من ضعف في الكلى أو من أمراض تصلب شرايين القلب خاصة وأن بعض مرضى السكري لا بد أن يجرى لهم فحص كامل لمعرفة مدى عمل وظائف الكلى ومدى انضباط هيموجلوبين السكر في الدم لديهم.
وحول المجهود البدني الذي يقوم به مريض السكري أثناء السعي والطواف ومدى تأثيره على انخفاض مستوى السكر في الدم ينصح الأطباء مرضى السكري الذين يأخذون الأنسولين أن يجروا تحليلًا للسكر قبل الطواف والسعي فإذا ما كان أقل من 80 ملجم -دس ليتر يجب أن يؤجلوا الطواف والسعي وأن يتناولوا وجبة أما إذا كان مستوى السكر بين 100 و 180 ملجم -دس ليتر فيستطيع مريض السكري أن يطوف ويسعى بعد تناوله وجبة خفيفة، أما إذا كان مستوى السكر لديه فوق 250 ملجم-دس ليتر فهنا يجب ألا يطوف لأنه أذا مشي مسافات طويلة سيرتفع السكر حتماً لا سيما عند مرضى السكر من النوع الأول، أما مرضى النوع الثاني الذين يتناولون عقار الحبوب فبإمكانهم أداء الطواف والسعي ولكن يستحسن أن يأكلوا وجبة خفيفة قبل بدء الطواف.
ويجب على المريض عدم التردد في مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن إذا ما شعر بأعراض انخفاض أو ارتفاع السكر أو إذا أصيب بمرض آخر عرضي مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الإسهال مع التبول الشديد لأن نسبة السكر ترتفع إذا حدثت مثل هذه الأعراض.
ومن أهم أعراض ارتفاع السكر في الدم ، كثرة التبول، وكثرة العطش، وكثرة الحكة، وعدم التئام الجرح، ونقص الوزن، والإجهاد والتعب والتنميل بالأطراف فيما تتمثل أعراض انخفاض السكر في التعرق بكثرة، وشعور بالجوع، وارتعاش، وشحوب اللون، ودوخة وعدم تركيز، وخفقان القلب، وإغماء وتشنجات.
ويجب أن تحتوي الحقيبة الطبية لمريض السكري على كمية كافية من الأدوية سواء أكانت على شكل أقراص أو جرع أنسولين وأن تحتوي على جهاز تحليل السكر سواء لمن يأخذ حبوب أو جرعات أنسولين إضافة إلى شراء كمية كافية من الأشرطة وعلى المرضى الذين يعالجون بالأنسولين تحديدًا عمل تحليل لمستوى السكر بما لا يقل عن 4 مرات في اليوم.
وعلى المريض أن يحرص على أن تحتوي الحقيبة الطبية على بطاريات إضافية ومسحات طبية، إضافة إلى بقية أدويته لا سيما إذا كان مصابا بأمراض مزمنة أخرى خاصة وأن مرضى السكري غالباً ما يعانون من الأمراض المزمنة.
وعلى المريض المستخدم للأنسولين أن يصطحب معه أيضاً حقن “الجلوكاجون” وهي حقنة اسعافية تؤخذ إذا أصيب مريض السكري بانخفاض مفاجئ في السكر أو دخل في حالة غيبوبة – لا سمح الله -، إذ تعمل على معادلة مستوى السكر بصورة مباشرة وسريعة ولمعالجة الغيبوبة التي تحدث في حالة انخفاض السكر وفي حال ارتفاعه أيضاً خاصة عند الأشخاص الكبار في السن الذين يعانون من ارتفاع السكر ولا يأخذون أدويتهم بشكل منتظم.
كما يجب على المرضى الذين يستخدمون الأنسولين شراء حافظة مبردة خاصة لنقل الأنسولين لتفادي تلفه، وعليهم أن يحذروا من إرسال الأنسولين في “العفش” سواء في البر أو في الطائرة بل وضعه دائما في شنطة اليد خاصةً وأن درجة الحرارة في شحن الطيارة منخفضة جدا إلى درجة التجميد.
وإذا اضطر مريض السكري إرسال الأنسولين في شنطة العفش فيجب أن يغلفه في علبة فلين أو في فقاعات النايلون وأن يضعه وسط الشنطة بين الملابس وأن يحمل مريض السكري في حقيبة يده بعضاً من قوالب السكر والحلويات والعصيرات لمواجهة انخفاض السكر في الرحلة.
وينصح مرضى السكري بالاعتناء بأقدامهم جيداً التي تشمل النظافة ومراقبة أي تغيرات تطرأ على القدم ووقايتها من الإصابة وذلك بلبس جوارب وحذاء جلدي مريح لاسيما أثناء الطواف والسعي لأن الوقاية من الإصابة أسهل بكثير من علاجها، وإذا لاحظ الحاج أي جرح أو تقرح أو تورم فعليه الإسراع بمراجعة الطبيب إضافة إلى تقليم الأظافر خاصة قبل الإحرام بطريقة مستقيمة حتى لا تجرح الأظافر ما بينها وألا ينسى التنشيف جيدًا واستعمال مرطبات البشرة حتى لا تحدث تشققات وجروح ولبس جوارب قطنية تمتص العرق والانتباه لأنه من الممكن لمريض السكري أن يمشي ويصاب بجروح دون أن يشعر به مما يحدث تنمل في القدمين.
أما مرضى السكري الذين يعانون من تلف في الأعصاب الطرفية خاصة ويشعرون دائماً كما لو كانت الرجل مخدرة فينصحون بأن يستخدموا الكرسي المتنقل في السعي والطواف بدلاً من المشي على أقدامهم وأخذ التطعيم الخاص بمرض الأنفلونزا، ومن الإرشادات المهمة في علاج مرضى السكري أخذ هذا التطعيم كل عام وقبل بداية فصل الشتاء إضافة إلى أخذ تطعيم ضد البكتيريا الكروية الرئوية مرة في العمر بحسب الدراسات والقرارات والتوصيات المحلية والدولية.
وينصح مريض السكري أخيراً بالعناية بالأسنان واللثة واستخدام الفرشاة والمعجون مما يجنبه تقرحات الفم والتهاب ونزيف اللثة وألا ينسى العناية بالجلد لأنه أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الجلدية إضافة إلى الحرص على تناول الوجبات الغذائية الصحية المقررة بحيث تحتوي على جميع العناصر الغذائية الرئيسة وعدم الانسياق وراء ما يقدم من مواد غنية بأطعمة لا تتناسب مع حالته الصحية فالمفروض توزيع السعرات الحرارية اليومية على ثلاث وجبات رئيسة ووجبات أخرى خفيفة بينها.
ويجب على الحاج المصاب بالسكري أن ينظم نومه في هذه الفترة بحيث لاتقل ساعات النوم عن 8 ساعات يومياً لأن قلة النوم تضعف من مقاومة الجسم للجراثيم وتؤخر من التئام الجروح، كما يجب عليه الإكثار من الماء لأنه ضروري جداً لأن مريض السكر يكون أكثر عرضة للجفاف.