بمناسبةتدشين مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية حملة ( الحج عبادة وسلوك حضاري ) أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس قائلاً :” الحمد لله جعل الحج إلى بيته الحرام ركناً من أركان الدين وأعظم الأجر للملبين من حجاج ومعتمرين والصلاة والسلام على خير النبيين وأشرف المرسلين نبي الأمة وهاديها إلى الصراط المستقيم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن سلك طريقهم إلى يوم الدين.
أما بعد :
فلما كان الحج فريضة شرعية وشعيرة مقدسة وقيماً حضارية كما أنه نظام كامل ومنهج شامل وعبادة خالصة مفعمة بالمعاني السامية والأهداف النبيلة وفرصة عظيمة للتوبة والإقبال على الله سبحانه من هنا كانت اهتمامات الدولة المباركة ومنذ قيام المملكة على يد المؤسس العظيم وإلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين بالتوجيهات الكريمة والتطلعات الراشدة برعاية هذا الركن من كافة الجوانب وتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وحتى يستشعر ضيف الله مكانة هذا البيت العتيق وقداسة هذه البقاع المباركة وما اختصت به من التعظيم والمهابة وما حظي به الحرمان الشريفان في ظل هذه الدولة المباركة من فائق العناية وبالغ الرعاية من هنا كانت الدعوة إلى الحملة المباركة (حملة الحج عبادة وسلوك حضاري) والتي أطلقها مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج المركزية – أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حيث تدخل هذا العام المرحلة الخامسة فقد هدفت في مرحلتها الأولى لتعظيم مكة المكرمة وزيادة الوعي بشرف مكانة هذا البلد الحرام واستشعار عظمة المشاعر المقدسة وغطَّت في المرحلة الثانية مسؤولية خدمة الحجيج على جميع المستويات مع الاهتمام بسكان منطقة مكة المكرمة – وعالجت في المرحلة الثالثة أهمية تصريح الحج وما يترتب عليه من المصلحة العامة .
وأكدت في المرحلة الرابعة رسالة الحج وسلوكياته الفاضلة وأبرزت السلوكيات السلبية خلال تأدية هذه الفريضة العظيمة , وقد أكد الأمير الفيصل – حفظه الله – في تدشينه للمرحلة الخامسة للحملة هذا العام أن الحج عبادة وسلوك حضاري ولذا استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى ( لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) وأن المملكة قيادة وحكومة وشعباً تحرص على تقديم كافة الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة داعيا حجاج بيت الله الحرام إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية وأن يكونوا أنموذجاً حضارياً للإنسان المسلم .
وإن في عنوان الحملة تأكيد على موقف المملكة الثابت من أن الحج عبادة وسلوك حضاري وأن الأنظمة ستطبق بكل حزم بأخلاق اسلامية , وبفضل الله وتوفيقه فقد حققت الحملة ومنذ انطلاقها نجاحات كبيرة وعلى جميع الأصعدة والمراحل إذ سجلت بحمد الله إنخفاظاً في المخالفات والمخالفين وتناقصاً في الحملات الوهمية , وعالجت جانباً كبيراً من الظواهر السلبية وعززت الكثير من السلوكيات الإيجابية من احترام الأحداث والأمكنة والإنسان والأنظمة , وعمقت عبر مضامينها تنمية إحساس الحاج والمعتمر بالمسؤولية واستشعار دور الإنسان المسلم المتحضر إزاء الفريضة والمشاعر .
لذا فأنا نرفع خالص الشكر وعميق الامتنان وأوفر الدعوات بأحسن الجزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة نظير هذا الاهتمام البالغ بضيوف الرحمن , ونرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يكتبه مبروراً لهم ومتقبلاً منهم وأن يعيدهم إلى بلدانهم سالمين غانمين , وقد خرجوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم إنه سميع مجيب ” .