
أنجز الباحث محمد بن أحمد معبّر، كتاباً توثيقياً بعنوان: “مسجد المسقي في جنوب المملكة العربية السعودية بمنطقة عسير – دراسة وصفيّة توثيقيّة”
وجاء الكتاب الذي نشرته “مكتبة الحكمي” في 224 صفحة، مقسمة على ثلاثة فصول تحتوي على الموضوعات التالية: “المسقي لمحات جغرافية وتاريخية”، و “وصف مسجد المسقي القديم قبل سنة 1395م”، و “آثار المسقي الماضي والمستقبل”، كما يحتوي على ملحقين للتراجم والصور.
واستهل الباحث كتابه بنبذة موجزة عن قرية “المسقي”، ذاكراً أنها حاضرة “مركز الشعف”، التابع لمنطقة عسير، وهي إلى الجنوب الشرقي من مدينة أبها بمسافة 35 كم، ويحدها شمالاً قرى بني جابرة والدحيض والرهوة، ومن الجنوب قرية آل قزع، ومن الشرق قريتا العقالة والبهيمة وجبل اللحي، ومن الغرب جبلا جربان وجريبة، وأورد أن الهمداني هو أول من ذكرها من المؤرخين، حيث قال بعد ذكر أهلها: “ولهم قرية كبيرة ذات مسجد جامع يقال له المسقي”.
وبيّن أن ما أوقد جذوة تأليف هذا الكتاب هو ما كتبه “الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة”، في كتابه: “عسير في عهد الملك عبدالعزيز”، حول هدم مسجد المسقي الأثري القديم من أجل إعادة عمارته سنة 1395م، وهو هدم أزال معلماً أثرياً مهماً، عندها قام الباحث في جمع المعلومات عن هذا المسجد ووضعها في ملف، وكلما عثر على معلومة أضافها، وأعد استبانة تشتمل على بعض الأسئلة حول المسجد القديم ووزعها على بعض سكان المسقي، موضحاً أنه أتته مذكرة بعنوان: “جامع المسقي في سطور”، بقلم محمد بن عبدالله آل صالح وأفاد منها في الوصف والتحليل.
ويمثل الكتاب محاولة لتوثيق تاريخ “مسجد المسقي القديم”، قبل سنة 1395هـ، ووصف عمارته وما يتصل به من إقامة الصلوات والتعليم وتحفيظ القرآن، إلا أن الباحث لم يجزم بتحديد تاريخ بناء المسجد حيث يقول: “لايمكن تحديد تاريخ بناء المسجد الذي تم هدمه، ولا يمكن إرجاعه إلى عصر الهمداني؛ إلا أن ما أستطيع الجزم به هو وجود مسجد في المسقي منذ دخول الإسلام، وقد سجل التاريخ، الفتح الإسلامي لمدينة جرش في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في السنة العاشرة للهجرة، وبلدة جرش غير بعيدة من المسقي، فلعل أهلها دخلوا في الإسلام في سنة الفتح أو التي بعدها، وكما هي العادة فإن أول ما يتم فعله هو إقامة المسجد، ثم تتوالى إنشاء المساجد حسب الحاجة”.
وتوصل الباحث إلى تصور كامل عن مسجد المسقي القديم بعد فحصه عدداً كبيراً من الروايات الشفهية واطلاعه على بعض الوثائق والصور، ومما توصل إليه أنه لا يمكن الجزم بتاريخ محدد لبنائه، وموقعه في النصف الشمالي للقرية، ومساحته 500 متر ويتكون من 6 أعمدة و9 سوار، وعرض محرابه متر وارتفاعه يصل إلى المترين، وأما منبره فمصنوع من الخشب، وعدد أبوابه 10 ونوافذه 6، وأرضيته مفروشة بشجر المظر ثم الخصف ثم الحنابل الحمراء ثم الطواليات التي توزعها وزارة الأوقاف آنذاك، واستعملت في إضاءته القازة ثم مسرجة الحجر ثم الفوانيس والأتاريك، ويلحق بالمسجد بئر تسمى “المفضاخ”، ليس لها نبع ماء حيث يجلب إليها الماء من بعض آبار المسقي، وله مزارع موقوفة على مصالحه.
ويزخر الكتاب بالمعلومات الثرية عن مسجد المسقي، و على شرح 73 مفردة واردة في ثنايا البحث، وعلى خريطة يدوية أبدعها المؤلف للمسجد وملاحقه، وعلى خطة مرسومة بعنوان: “إحياء آثار المسقي”.
يذكر أن ثمة كتب صدرت عن “المساجد الأثرية” في المملكة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مساجد صلى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم -، والمساجد الأثرية في المدينة النبوية، والنبذة عن مسجد مشايخ لبدة بحائل، وتاريخ مساجد بريدة القديمة، ومساجد الرس وأطرافها، والمدارس الشرعية والمساجد الأثرية في الأحساء، وجواثى ومسجدها، ومساجد الطائف داخل السور تاريخ عمارتها ودورها العلمي، وتاريخ المساجد والأوقاف القديمة في بلد الرياض، وتاريخ المساجد والأوقاف القديمة في بلد الدرعية، والمساجد القديمة ببلدة روضة سدير.