أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المشرف العام على برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الدكتور علي الغبان، مضي الهيئة في تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يعد إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، بعد اعتماده منذ ثلاثة أعوام من قبل الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- وأعيد إقراره والتأكيد عليه وتوسيع مجالاته من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في مطلع العام الماضي 1437هـ.
وأوضح الدكتور الغبان أن الدولة اعتمدت مبلغ مليار و951 ألف ريال للمرحلة الأولى من البرنامج، خصص 335 مليون ريال منها في ميزانية هذا العام، مشيرًا إلى أن البرنامج يهدف إلى تحقيق الحماية والمعرفة والوعي والاهتمام والتأهيل والتنمية لمكونات التراث الثقافي الوطني، ويعنى بجعلها جزءًا من حياة وذاكرة المواطن والتأكيد على الاعتزاز به وتفعيله ضمن الثقافة اليومية للمجتمع السعودي وربط المواطن بوطنه عبر جعل التاريخ والتراث عنصرًا معاشًا وتعزيز الانتماء لدى النشء.
وينقسم العمل في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة على مرحلتين أساسيتين، تمتد المرحلة الأولى حتى عام 2020م، وتشمل تأهيل وتشغيل (17) مركزًا للحرف اليدوية، وتأهيل (18) قرية تراثية، وإنشاء وتأهيل وتشغيل (18) متحفًا إقليميًا، وتأهيل (80) موقعًا أثريًا وجعلها متاحة للزيارة، وتسجيل (6) مواقع في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو ليصبح مجموعها (10) مواقع مسجلة، كما يخطط أن ينبثق عن البرنامج في المرحلة الأولى (3) شركات، وهي (الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية، والشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية، وشركة ترميم المباني التراثية).
من جهة أخرى، خصص في ميزانية هذا العام مبلغ 5,1 مليون ريال للشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية (المنبثقة من البرنامج)، من إجمالي التكاليف المعتمدة للشركة وقدرها 87 مليون ريال، حيث تتولى الشركة دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية بمناطق المملكة، والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الأساسية المتعلقة بهذا القطاع.
وكشف الدكتور علي الغبان أن الهيئة ستعمل من خلال مسار تطوير قرى التراث العمراني والمدن التاريخية على حماية وتأهيل وتنمية مواقع التراث الوطني، وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار فيها وتشغيلها، موضحًا أن الهيئة تستهدف تطوير (28) موقعًا من مواقع التراث العمراني بحلول العام 2020م منها 10 مواقع خلال العام الحالي، ومن هذه المشاريع: توثيق مباني التراث المعماري لمواقع (عودة سدير، وسط بدر، أشيقر، الكلادا، قرية الروان)، وإعداد الدراسات التأهيلية والتطويرية لكل من (قرية رجال المع التراثية – قرية ذي عين التراثية – حي الدرع التراثي بوسط دومة الجندل- وجزيرة فرسان التراثية)، إلى جانب العمل على دراسة تطوير وتأهيل وسط مدينة العيون التاريخية، وتنفيذ وتطوير المرحلة الأولى من المباني الخدمية بقرية ذي عين التراثية، وترميم عددٍ من المباني التراثية ببلدة العلا التراثية (المرحلة الثانية)، وتنفيذ المرحلة الأولى من ترميم وتوظيف المباني التراثية بوسط جدة التاريخي، والعمل على إعداد دراسة تصميم فندق تراثي ببلدة العلا التراثية، بالإضافة إلى العمل على تحسين ومعالجة واجهات المباني العشوائية والمشوهة بصريا بقرية رجال المع التراثية (المرحلة الأولى)، والقيام بالترميم الانقاذي العاجل لعدد من المباني التاريخية والتراثية ضمن واحة الأحساء (المرحلة الأولى)، والقيام بدراسة تأهيل وتطوير المباني التراثية المسلمة للهيئة من المواطنين (المرحلة الأولى)، وإعداد دراسة تنمية التراث العمراني في الموانئ التاريخية على البحر الأحمر (المرحلة الأولى)، وإعداد الدراسات التأهيلية للمراكز التاريخية في كل من (أشيقر، شقرا، الخبر، الطائف، أبها، نجران).
ويتمثل الهدف الرئيس من مسار تطوير قرى التراث العمراني والمدن التاريخية حماية وتأهيل المواقع الأثرية، من خلال (155) موقعًا بحلول عام 2020م. أما المستهدف في عام 2017م فيبلغ (95) موقعًا من المواقع الأثرية القابلة للزيارة، حيث سيتم تسوير هذه المواقع وتركيب اللوحات التعريفية والتوعوية للمواقع الأثرية، والقيام بإعداد دراسات وتصاميم ووثائق طرح تأهيل المواقع الأثرية. وبين الدكتور علي الغبان إن الهيئة تستهدف تطوير (17) موقعًا للتراث العمراني بحلول عام 2020م.
أما المستهدف في عام 2017م فهو (8) مراكز للإبداع الحرفي في كل من: حي الطريف بالدرعية، ومدينة بريدة، والهفوف، والعلا وبيت بابطين التراثي في محافظة ينبع، ومركز الزوار بقرية رجال المع التراثية، وسوق المسوكف الشعبي بمحافظة عنيزة، وقصر الإمارة التاريخي بمدينة نجران، ومحلات الحرف بمحطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة، وتأسيس وتشغيل مركز الإبداع الحرفي في جزر فرسان.
وتعمل الهيئة في منحى آخر على إعداد دراسة جدوى اقتصادية لتأسيس الشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية، كذلك القيام بإعداد دراسة جدوى اقتصادية لتأسيس شركة ترميم المباني التراثية. كذلك، تعمل الهيئة حالياً على إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية عن التراث الحضاري الوطني للمملكة، وإصدار مطبوعات التراث الحضاري للمملكة، وإنتاج برنامج تلفزيوني متخصص يبث من المساجد التاريخية، بالإضافة إلى إنتاج البرنامج التلفزيوني (قصة مكان).
وفي هذا الإطار أيضًا، ستعمل الهيئة على استحداث شركة وطنية للحرف والصناعات اليدوية لدعم الحرفيين (80% منهم نساء) عبر تطوير علامة تجارية راقية للحرف والصناعات اليدوية ذات منتوجات عالية الجودة سترقى بتراث الحرف والصناعات اليدوية التقليدية السعودية، إلى جانب تطوير مراكز لبيع هذه المنتجات عبر مجموعة من شركاء القطاع الخاص والمتاجر، إلى غير ذلك.
ويعد برنامج التحول الوطني 2020 أولى الخطوات نحو تجسيد رؤية المملكة 2030 باعتبارها منهجًا وخارطة للعمل الاقتصادي والتنموي في المملكة، وهو يرسم التوجهات والسياسات العامة والمستهدفات والالتزامات الخاصة بها لتكون نموذجًا رائدًا على كافة المستويات.
وتأتي مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الجديدة في سياق المرحلة الأولى من برنامج التحول الوطني 2020 التي يجري تنفيذها حاليًا بالشراكة بين مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية و18 جهة حكومية تتضمن 755 مبادرة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، التي ينتظر أن تسهم في تحول المملكة نحو العصر الرقمي، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوليد الوظائف، وتعظيم المحتوى المحلي.