نظمت الأمم المتحدة من خلال المكتب المعني بمنع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية بمشاركة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومجلس الكنائس العالمي، والشبكة العالمية للأديان وصانعي السلام، لقاء دولياً في مقر الأمم المتحدة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، وذلك يوم أمس الأول الجمعة لتدشين الخطة العالمية لتفعيل دور القيادات الدينية في منع التحريض على العنف ومكافحته بخاصة: العنف المؤدي إلى ارتكاب إبادة جماعية.
وقد ألقى الأمين العام للأمم المتحدة كلمة قال فيها إن جميع الأديان في جوهرها تدعو إلى احترام الحياة والنظر للبشرية بمساواة، وهذه المبادئ تستدعي منا احترام كافة الناس حتى من نختلف معهم في ثقافاتهم، وأشاد الأمين العام بما تحتويه الخطة داعياً إلى نشرها وتنفيذها على نطاق واسع، فقد تساهم في إنقاذ حياة أو تقليل معاناة والأمل هو تحقيق رؤيتنا المشتركة في سبيل بناء مجتمعات يسودها السلام والعدل والمواطنة المشتركة, حيث يتم فيها تقدير التنوع والتعددية وحماية جميع حقوق الأفراد، مشيدا بما يقوم به مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات في هذا الجانب.
وقال “أداما ديينغ” وهو مستشار الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية: إن مسؤولية حماية الأفراد من مخاطر التحريض على العنف تقع بالأساس على عاتق الحكومات. ولكن نظرا للدور الأساسي الذي يلعبه رجال الدين في هذا المجال، نحن نرى أن تأثيرهم على أتباعهم لا يمكن تجاهله لما له من صدى على حال المجتمعات. وبما أن الدين قد أسيء استخدامه لتبرير العنف والتحريض على كراهية الآخر فنحن نرى أن رجال الدين لهم دور قيادي في توضيح جوهر الدين الأساسي وتنفيذ تعاليمه السامية من أجل السلام.
كما ألقى الشيخ عبدالله بن بيه كلمة صرح فيها بأن الهجوم على دين واحد هو هجوم على جميع الأديان.
وأضاف أن إنسانيتنا المشتركة لا بد أن تجمعنا لاستعادة تقاليد السلام المنسية وإعادة النظر في جوهر الدين لتطبيق مبادئه السامية.
ثم ألقى الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر كلمة شكر فيها الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام انطونيو غوتيريس على هذه المبادرة العالمية المهمة وعلى مبادرات الأمم المتحدة لإرساء دعائم تنمية مستدامة للسلام والتعايش وإيجاد حلول شاملة تعالج جذور المشاكل والنزاعات.
وأكد بن معمر أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يساند جهود الأمين العام من خلال جهود الدول المؤسسة للمركز وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة اسبانيا ودولة الفاتيكان كمؤسس مراقب. ومن خلال مجلس إدارته الذي يضم ممثلين عن خمسة أديان سائدة في العالم وهي الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية. حيث استطاع المركز تسخير أدوات الحوار ووسائله وتهيئة مشاركة المعنيين بالشأن الديني من أفراد ومؤسسات للمساهمة في إنتاج هذه الخطة العالمية وهذا الإنجاز العالمي يحسب للمركز والشركاء في هذه الخطة العالمية حيث انه لأول مره في تاريخ الأمم المتحدة تستعين هذه المنظمة الدولية بمساهمة مؤسسات وقيادات دينيه للمساهمة في بناء خطة دوليه ترعاها المنظمة الدولية مع الدول الأعضاء وهذا الإنجاز العالمي يحسب لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات والشركاء الفاعلين مثل مجلس الكنائس العالمي والشبكة العالمية للأديان صانعي السلام ودعم الدول الأعضاء في الامم المتحدة التي ساهمت في الاتفاق على هذه الخطة.
وأوضح “بن معمر” في كلمته أن النجاح الذي تحقق كان بفضل الجهود المشتركة التي قامت بها الامم المتحدة من خلال جهود المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة “أداما ديينغ ” ومركز الملك عبدالله العالمي للحوار ومجلس الكنائس العالمي وشبكة صانعي السلام لإقامة أربعة لقاءات دوليه في افريقيا وآسيا وأمريكا وأوربا وانطلقت أولى أعمالها في مدينة فاس بالمغرب وغيرها من دول العالم بحضور قيادات ومؤسسات دينيه متنوعة لمناقشة ملامح هذه الخطة الأولية بالإضافة إلى الدول التي ساندت هذه الخطة.
وأضاف “ابن معمر” : إنه ومن خلال النقاشات التي تمت في الاجتماعات الماضية اتضح أن المؤسسات الدينية والأفراد المسئولين عن التوجيه الديني لا يستطيعون لوحدهم منع التحريض ومكافحة العنف, فهم في حاجة إلى تعاون الإعلام وإتاحة للفرصة لهم لمساندة صناع القرار السياسي والأنظمة القانونية والمؤسسات المختصة بالتنمية الاقتصادية، ومن خلال هذه الرؤية اتفق الجميع على أن استغلال التعاليم الدينية للتحريض على العنف والكراهية وارتكاب أعمال الإبادة تعتبر جرائم عالمية، حيث استغل الدين من قبل المتطرفين لتبرير العنف. وبث الكراهية وارتكاب جرائم وحشية. وشدد ابن معمر على أهمية إشراك المؤسسات الدينية ورجال الدين في الحوار حول القضايا العالمية لمساندة صناع القرار السياسي لإيجاد حلول مستدامة لما تواجه المجتمعات الإنسانية من الصراعات وعنف وكراهية.
وقدم ابن معمر شكره للأمم المتحدة ومؤسساتها المتنوعة لمساندة أعمال المؤسسات المشاركة وعلى تفعيل دور القيادات الدينية للعمل مع صناع القرار السياسي لمواجهة العنف والكراهية.
وتابع : أن مركز الملك عبدالله عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أنشى منصات حوارية للمؤسسات والقيادات الدينية للمساهمة في دعم مصالحات السلام والتعايش بين الجماعات الدينية، كما أن المركز يقوم بتدريب نشطاء للمساهمة في مكافحة الكراهية والعنف عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال : إن المركز سوف يعلن قريبا عن إقامة منصة حوارية هي الأولى من نوعها في العالم العربي بين المسلمين والمسيحيين مؤكدا على أن جميع هذه البرامج والمشروعات هدفها ترسيخ التعايش وبناء السلام وتعزيز المواطنة المشتركة مما يحقق الأمن والاستقرار لمختلف الأمم والشعوب في العالم.
وقد شهد اللقاء الدولي في نيويورك انطلاق الجلسة الأولى لأعمال هذه الخطة العالمية بحضور الامين العام للأمم المتحدة ومشاركة الشيخ الدكتور صالح بن حميد عضوا هيئة كبار العلماء وامام وخطيب المسجد الحرام وقيادات دينيه متنوعة بدعوة من مركز الملك عبدالله العالمي للحوار حيث تحدث المشاركون في الجلسة الافتتاحية عن الجهود الدولية في هذه المجال وموقف التعاليم الدينية والأنظمة العالمية من التحريض على العنف وارتكاب إبادات جماعيه واتفق الجميع على ضرورة قطع الطريق على المتطرفين والارهابيين من استغلال الدين في نشر التطرّف والكراهية وارتكاب اعمال وحشيه وقد تحدث الشيخ صالح بن حميد عن الرأي الشرعي في الاسلام حول العنف والتطرف والارهاب واستغلال الدين في ذلك مؤكدا أن الإسلام دين سلام وتعايش ورحمة مشددا على جريمة ربط الإسلام أو أي دين كان بالإرهاب أو التطرّف موضحا جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال ومنها رعاية مركز الملك عبدالله للحوار العالمي مع الدول المؤسسة وقد توجت جهود المملكة العالمية بإنشاء تحالف عالمي لمكافحة التطرّف “اعتدال” ومركز الملك سلمان العالمي للسلام ومركز الحرب الفكرية ومركز مكافحة الاٍرهاب وان المملكة العربية السعودية تقوم بجهود متنوعة وعلى عدة مسارات لمشاركة المجتمع الدولي مكافحة التطرّف والإرهاب وتجفيف منابعه. وعقدوا بعد ذلك جلستين رئيستين شارك فيهما أفراد ومؤسسات دينية إسلامية ومسيحية و يهودية وبوذية وهندوسية وغيرهم من الجماعات الدينية والثقافية المتنوعة في العالم حيث اختتمت هذه الجلسات بالاتفاق على جميع بنود الخطة ومباركتها والاتفاق على العمل على التوعية بتطبيقها على نطاق دولي واسع.