الإبداع يكتبه أهله .. ولا يستطيع أن يكون من أهله ألا من يمتلك القدرات المؤهلة له ،
و “محسن السهيمي” هو من خاصته وأهله.
محسن .. الشاعر والكاتب والمؤلف أحد الأسماء التي سخرت وقتها وجهدها لخدمة المجتمع في العرضيات لسنوات طويلة بقلمه وفكره وشعره ، أسس اللجنة الثقافية في محافظة العرضيات التابعة للنادي الأدبي بجدة وترأسها لسنوات ، اتجه للتأليف وصدر له عدة كتب ، وتفضل مشكورًا بإهداء جميع مؤلفاته لنا.
ونحن في “منبر” وتقديرًا لإنجازه تواصلنا معه في هذا الحوار للحديث عن تلك المؤلفات.
▪︎ في البداية نود التعرف على عدد إصداراتك ومسمياتها.
شكرًا لك أستاذ محمد وشكرًا لصحيفة “منبر” التي عودتنا على تسليط الضوء على كل منجَز وعلى الاهتمام بمحافظة العُرضيات وما يرقى بها.
لديَّ سبعة إصدارات تنوعت بين الشعر والسرد؛ ففي الشعر هناك أربعة دواوين هي (وجه الصَّباح – الصورة تنفح عطرَها – قَنا.. قوافٍ وشجن – تعاويذ القُرى)، وفي السرد هناك ثلاثة كتب هي (في أزمات الوعي.. إشكالات فكرية وثقافية واجتماعية – جدليات فكرية في المشهد الثقافي العربي – مفاهيم النخبة.. من الاعتلال إلى الاعتدال).
▪︎ لعلك تُعرِّج -باختصار- على محتوى كل إصدار.
ديوان (وجه الصَّباح) يحمل قصائد البدايات التي يميل أكثرها إلى الوجد والنسيب، وديوان (الصورة تنفح عطرها) موضوعه مختلف تمامًا؛ فكل قصيدة فيه تصف صورة فوتوغرافية أو لوحة تشكيلية لـ(إنسان أو مكان أو مَعلَم أو آية كونية أو طائر أو حدث…إلخ)، وديوان (قَنا..) قصائده جميعها هي القصائد التي قلتُها عن بلدة قَنا (الإنسان – المكان – الجبال – المعالم – المناسبات – الفراق….) في تهامة عسير حينما كنت معلِّمًا فيها وبعد أن رحلت عنها خلال (٣٤) عامًا، وديوان (تعاويذ القُرى) تميل أكثر قصائده إلى التأمل.
أما من حيث الكتب فكتاب (في أزمات الوعي…) يناقش عددًا من الإشكالات الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية، وكتاب (جدليات فكرية) يهتم ببعض القضايا الساخنة على المشهد الثقافي مثل أدوار المثقف والفلسفة واللغة وبعض الظواهر الكونية، وكتاب (مفاهيم النخبة..) يُعنى ببعض المفاهيم التي أنتجتها النخب محاولًا بيان اعتلالها ومن ثَم طرائق اعتدالها.
▪︎ لكل إصدار فكرة ينبثق منها، فما فكرة كل إصدار من إصداراتك؟
بالنسبة لديوان (وجه الصباح) ففكرته جاءت من الأديب الكاتب الأستاذ علي بن خضران القرني نائب رئيس أدبي الطائف السابق الذي حفَّزني وحرَّضني على إصدار ديوان يجمع شتات قصائدي فكان رأيه فاتحة خير، أما ديوان (الصورة تنفح عطرها) فإن موضوع الديوان هو الذي حرضني على إصداره؛ حيث إن موضوعه يزاوج بين الصورة والقصيدة المتولِّدة من وحي الصورة، بالتالي فالفكرة ربما تُعد نادرة ولهذا أصدرت الديوان، أما ديوان (قَنا..) فإن البروف عبدالرحمن المحسني أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك خالد هو الذي أوحى لي بالفكرة؛ فبعد أن قرأ قصيدتي (سلام على الفَهم) والفهم هذه هي أول مدرسة عملت فيها وتقع قريبًا من منزله في قَنا قال لي لماذا لا تجمع ما كتبتَ من قصائد عن قنا في ديوان؟ فاستحسنت الفكرة وظهر الديوان الذي ربما يُعد من النوادر في فكرته؛ حينما وُظِّفت قصائده جميعها لمكان بعينه، أما ديوان (تعاويذ القرى) فقد كان لديَّ كَمٌّ وافر من القصائد المُحكَمة ورأيت أن الوقت قد حان لظهورها في ديوان.
أما الكتب الثلاثة فإن المشهد الثقافي بصراعاته وتقلباته وتحولاته وجِدالاته ومفاهيم نُخَبه وما تحمله من أفكار، هذه وغيرها كانت المولِّدة لفكرة إصدار هذه الكتب؛ لأُسهم في هذا المشهد بما أراه يحمل رؤيتي ويُوْصل فكرتي، فكانت هذه الكتب الثلاثة.
▪︎ يلاحظ على إصداراتك التنوع في أماكن صدورها.
هناك ثلاثة دواوين صدرت عن طريق الأندية الأدبية؛ فديوان (وجه الصباح) صدر عن طريق أدبي الطائف، وديوان (قَنا..) صدر عن طريق أدبي أبها، وديوان (تعاويذ القرى) صدر عن طريق أدبي مكة. وهناك ديوان وكتاب صدرا عن طريق دار نشر محلية، وهناك كتابان صدرا عن طريق دار نشر عربية. والحقيقة أن الأندية الأدبية تكفيك المؤنة وتعب الفسح وإذن الطباعة وتعطيك مكافأة بسيطة وبعضها تتعامل مع دور نشر خارجية من حيث الطباعة والتوزيع، أما دور النشر المحلية فتكفيك تعب الفسح وإذن الطباعة لكن بعضها يغالي في ثمن الطباعة ولدى بعضها قصور في التوزيع والحضور في معارض الكتب العربية. أما الدور الخارجية فغالبًا تقع عليك مشقة الفسح وإذن الطباعة وتتفاوت في الأسعار لكنها -في المجمل- جيدة في التوزيع والحضور في معارض الكتب العربية.
▪︎ أي إصداراتك أقرب لنفسك؟
للحق فكلها قريبة لنفسي؛ حيث إن كل إصدار له مبرراته وله موضوعه المختلف وله غايته المغايرة، فالكتب كحقول الزهور المتنوعة وكل حقل مختلف عن غيره وله قيمته ومكانته في النفس.
▪︎ أي إصداراتك جلب السعادة لنفسك؟ وما السبب؟
كلها لها نصيب في السعادة؛ نظرًا لتنوع مضامينها واختلاف موضوعاتها وقناعتي بمحتوياتها، لكن ربما يتقدم ديوان (وجه الصباح) بفارق بسبط؛ كونه أول إصدار، والإصدار الأول كما تعلم له اعتباراته.
▪︎ أيها أخذ صدى أوسع؟
أكثرها حظي بتسليط الضوء عليها وأخذ حيزًا في التداول عبر الوسائط المختلفة وحظي ببعض القراءات من أسماء محلية وأخرى عربية. فعلى سبيل المثال كانت هناك قراءة سريعة من الأستاذ علي خضران القرني لديوان (وجه الصباح) وذلك في مجلة المنهل، وكانت هناك قراءة موسعة للديوان نفسه من الأديب الأستاذ سعد البواردي في المجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة، وكانت هناك قراءة موسعة للديوان نفسه من الناقد الأستاذ خلف عامر في صحيفة بقعة ضوء السورية. أما كتاب (في أزمات الوعي..) فقد تم تسليط الضوء عليه وعلى مضامينه في حلقة كاملة من برنامج نور وبصيرة وذلك من قِبَل المهندس عون العجمي من سلطنة عُمان، وأجرى الأستاذ محمد باوزير حوارًا مطولًا معي حول الكتاب ومضامينه في الملحق الثقافي بصحيفة الرياض. أما كتاب (جدليات فكرية..) فقد حظي بقراءة مطولة من المفكر الناقد الدكتور صلاح الدين يونس -رحمه الله- ونشرها في صحيفة الفكر السياسي السورية، وحظي الكتاب نفسه بقراءة على ثلاث حلقات من الناقدة الدكتورة غيثاء قادرة ونشرتها في المجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة. أما ديوان (الصورة تنفح عطرها) فكانت هناك قراءة سريعة له من قبل الأستاذ علي بن خضران القرني في صحيفة البلاد، وكانت هناك قراءة موسعة للكتاب نفسه من الناقد الأستاذ خلف عامر في صحيفة بقعة ضوء السورية. أما ديوان (قَنا..) فلم يمضِ على صدوره سوى ثمانية أشهر وقد حظيت بعض قصائده -قبل صدوره- بقراءات من الدكتور عبدالرحمن المحسني سواء في كتابه (قَنا عسير.. دراسة في حركة الفكر والأدب) أو من خلال صحيفة الوطن السعودية. أما ديوان (تعاويذ القرى) فلم يمضِ على صدوره سوى سبعة أشهر، وكذلك الكتاب الأخير (مفاهيم النخبة..) لم يمضِ على صدوره سوى شهر واحد.
▪︎ مالفرق -بالنسبة لك- بين الإصدار الأول والأخير؟
لا فرق، إلا أن الإصدار الأول يحمل التفكيرُ في إصداره معنى المغامرة ويستجلب ظهورُهُ الشعورَ الكبير بالدهشة، أما الإصدار الأخير فتتوافر على إصداره عناصر الخبرة والدراية ويغدو ظهوره أمرًا طبيعيًّا لا يستجلب الكثير من الدهشة.
▪︎ متى سيكون الإصدار القادم؟ وهل لنا أن نتعرف على عنوانه ومحتواه؟
مبدئيًّا ربما يكون نهاية السنة الهجرية الحالية بإذن الله، وسيكون ديوانًا يحوي قصائد أغلبها ذات طابع معين واتجاه مغاير لا يتقاطع كثيرًا مع قصائد الدواوين السابقة، وكما تلاحظ فإنني أحاول في دواويني أن يكون لكل ديوان بصمة تختلف عن سابقيه.