
حذّر الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس؛ من الانفتاح الإعلامي، موضحاً أنه زَمَن الانْفِتَاح الإعلامِي العَالَمِي المُبْهِر، بِفَضائِيَّاتِهِ، وتقنياته.
وقال: لَزِمَ على العُلماء الأجلاء، والدُّعَاةِ المخلصين الفُضَلاء بَذْل غاية الجهود للنظر في النوازل المستحدثات، والقضايا المستجدات.
وقال الرئيس العام في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام، اليوم، إنها لَقِمِينَةٌ بِأنْ تُؤَصَّل في ضَوْءِ المفاهيم الشرعِيَّة الصَّحِيحَة، التي تُجَلِّي فِقْهَ المَآلاَت، واعْتِبار الأوْلَوِيَّات، والاجتهاد المقاصدي. وتابع قائلاً “ولَنْ يكون استِنْباطُ الرَّأي صَوابًا سدِيدًا، والفهم مُحْكَمًا رشيدَا إلاَّ أنْ يَرِدَ أدِلَّةَ مُسَلَّمَات الشريعة، وقواعِدَها المنيعة، ومَقَاصِدَها السَّامِية الرفيعة في ترفع؛ أن تلوكها أقلام الصحافة أو تتراشقها المنتديات وشبكات المعلومات.
وأضاف بخصوص حرية الرأي: ينبغي أن يُعلم أن ما يُثار اليوم حول حرية الرأي والتعبير في تجافٍ عن الثوابت والقواسم المشتركة بين الثقافات والحضارات خلاف هذا المنهج الأصيل، مما يثير التعصب والكراهية والأحقاد وصدام الحضارات، ويبعث على التطرف والإرهاب.
وأردف خطيب الحرم المكي: وما قضية تكرار حرق المصحف الشريف، والمساس بمقدّسات المسلمين إلا نماذج من سوء الفهم لما اشتملت عليه الشرائع من مراعاة المقاصد الكبرى في حفظ الدين والأنفس والعقول والأعراض والأموال، فنعم للحرية المنضبطة وألف لا للحرية العبثية الاستفزازية المزيفة، فهل يعي العالم اليوم ضبط المصطلحات وعدم الانخداع بلبس الحقائق والعبارات بما يحقق عالماً إنسانياًّ يتحقق فيه الأمن والسلام والتسامح والتعايش والوئام.