شخصت أنظار السعوديين، والعالم بأسره، هذه الليلة، نحو ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث مركز “كينيدي للفضاء”، وهو الموقع الذي ستنطلق منه المركبة الفضائية، والمنفذ لمهمة “مهمة AX-2″؛ على متن صاروخ “فالكون9”.
وعانقت المملكة العربية السعودية حدود الفضاء الخارجي، في مهمةٍ تاريخية لمحطة الفضاء الدولية، بطلها رائدا فضاء سعوديان، “ريانة برناوي وعلي القرني”، ضمن أربعة رواد فضاء آخرين.
وتجد المهمة الفضائية اهتماماً بالغاً ومباشراً من قبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ الذي يتابع تفاصيل المهمة ساعةً بساعة، حسب ما أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس الهيئة السعودية للفضاء، المهندس عبدالله السواحة.
وكان رائدا الفضاء “برناوي والقرني” قد تزودا بهمة ولي العهد، الذي استقبلهما في جدة قبل قرابة شهر، وأكد “أنهما يمثلان قدرات الشعب السعودي، وطموحاته في الإسهام بالابتكارات وأبحاث الفضاء لإيجاد حلول مستدامة لخير البشرية”.
وربط ولي العهد بين الرحلة الفضائية والآمال الكبيرة المعقودة على بطليها السعوديين؛ واعتبرهما سفيرين وممثلين للوطن في محطة الفضاء الدولية، بمهمة تحمل أهدافاً سامية، لتمكين الإنسان وحماية كوكب الأرض، وفتح آفاق جديدة، من خلال مجموعة الأبحاث التي سيجريها رواد الفضاء في مجالات الصحة واستدامة البيئة.
وتتركز مهمة الفريق الفضائي على إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة، والإسهام في خدمة البشرية عبر الأبحاث العلمية، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية عالمياً في مجال الفضاء، وتقديم ثلاث تجارب تعليمية وتوعوية، وصولاً إلى التأكيد على إبراز مراكز الأبحاث السعودية.
وأطلقت الهيئة السعودية للفضاء، في وقت سابق، برنامج المملكة لرواد الفضاء، وتأتي هذه الرحلة ضمن حزمة متكاملة، بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية، والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والإسهام في رفع مكانة المملكة والإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م.
ويهدف طاقم مهمة AX-2 الفضائية لبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة، التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً، والإسهام في الأبحاث العلمية، التي تصب في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولوية، مثل الصحة؛ والاستدامة؛ وتقنية الفضاء.