أعلن وزير النقل اليوناني كوستاس كارامانليس اليوم (الأربعاء)، استقالته عقب اصطدام قطارين بوسط البلاد مما أودى بحياة 36 شخصاً على الأقل وتسبب في إصابة العشرات.
وقال كارامانليس في بيان، إن «الاستقالة واجبة»، وأكد أن هذا أقل ما يمكن أن يفعله لتكريم ذكرى الضحايا. كما أشار إلى أنه يتحمل مسؤولية «إخفاقات الدولة المستمرة لفترة طويلة».
وقطعت رئيسة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو زيارتها إلى مولدوفا لتعود إلى بلادها بعد الحادث. وأصيب 85 آخرون جراء اصطدام قطار شحن وآخر للركاب في اليونان ليل أمس (الثلاثاء)، إذ خرجت عربات بالكامل عن القضبان في أكبر حادث يخلف قتلى تشهده السكك الحديدية في اليونان منذ عقود.
وأفاد أحد مسؤولي الإطفاء بأنه تم نقل 66 من المصابين إلى المستشفيات، من بينهم ستة في وحدات للعناية المركزة. وقع الحادث لدى خروج قطار الركاب من نفق. وشوهدت العربات التي خرجت عن القضبان وقد تضررت بشدة وتهشمت نوافذها مع تصاعد أعمدة دخان كثيف في الموقع حيث يبحث رجال الإنقاذ عن مزيد من الناجين. واستقرت عربة من قطار الركاب على أحد جانبيها بزاوية 90 درجة تقريبا مع باقي القطار المحطم، بينما مالت العربات الأخرى التي خرجت عن القضبان من دون أن تستقر.
ووصف ستيرجيوس مينينيس، وهو راكب عمره 28 عاماً قفز سالما من القطار المحطم، الحادث بأنه «كابوس مروع» سمع خلاله دويا كبيرا قبل أن تندلع النيران. وقال: «كنا نتقلب في العربة حتى سقطنا على جانبنا… ثم ساد الذعر… اشتعلت النيران في الحال… بينما كنا نتقلب كنا نحترق… كانت النار يمينا ويساراً». وأجلي نحو 250 راكبا من إجمالي 350 بسلام في حافلات.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة يانيس أوكونومو أن «الأولوية الآن هي معالجة الجرحى والبحث عن المفقودين بين الحطام وتقديم الدعم النفسي لأقارب الضحايا من قبل علماء النفس المتجهين إلى مدينة لاريسا». أما المتحدث باسم إدارة الإطفاء فأشار إلى أن «إجلاء الركاب جارٍ في ظروف صعبة للغاية نظراً لخطورة الوضع».
وذكرت وسائل إعلام محلية أن قطار الركاب خرج من أثينا في نحو السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (05:30 بتوقيت غرينتش). وقالت فرقة الإطفاء إنها أبلغت بالحادث قبل منتصف ليل الثلاثاء بقليل.
وكان قطار البضائع مسافرا من سالونيك إلى لاريسا. وقتل 19 شخصاً عام 1972 عندما اصطدم قطاران من الأمام خارج لاريسا.
ويحتاج نظام السكك الحديدية المتقادم في اليونان إلى تحديث فيما يتعلق بالمسارات وأنظمة الإشارات والتحكم الآلي في العديد من المناطق. وباعت اليونان شركة السكك الحديدية ترينوز لشركة فيروفي ديلو ستاتو إيتالياني الإيطالية في 2017 في إطار برنامج الإنقاذ الدولي، وتوقعت استثمار مئات الملايين من اليوروات في البنية التحتية للسكك الحديدية في السنوات المقبلة. ووفقاً لموقع الشركة الإيطالية على الإنترنت، فهي المزود الرئيسي لخدمات النقل بالسكك الحديدية للركاب والشحن في اليونان، وتدير 342 مساراً للركاب والمسارات التجارية يوميا.