الأستاذ عطية بن شامي العقيلي علم بارز من أعلام التربية والتعليم يشار له بالبنان في مجتمع محافظة القنفذة بصفة عامة، ومجتمعه المحلي (وادي حلي) على وجه الخصوص.
قضى في التعليم أربعة عقود مثمرة معلمًا ومديرًا ومشرفًا تربويًا ورئيسًا لقسم اللغة العربية بالإشراف التربوي بتعليم القنفذة، ومديرًا أول لمكتب التعليم في حلي عند افتتاحه، حتى أُحيل على التقاعد النظامي، وقد ترك سيرة خلاقة عطرة في كل مكان حل به مسئولًا، وكنت شاهدًا على بعض هذه السيرة.
وقد كُرِّم من منسوبي التعليم في المحافظة ومكتب حلي ومن الوزارة في حفل كبير جدًا بمناسبة تقاعده، شهده منسوبو التعليم وبعض أساتذة جامعة أم القرى واهالي حلي في نهاية شهر رجب ١٤٢٢ للهجرة.
سعى “أبو شامي” لتطوير قدراته تأهيلًا وثقافةً منذ تخرجه في معهد المعلمين الابتدائي بالقنفذة، حتى حصوله على درجة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية في جامعة الملك سعود بالرياض عام ١٣٩٧ للهجرة، وقد تنقل للعمل معلمًا في بعض مدارس محافظة القنفذة ومكة المكرمة وجدة .
وهو من أوائل الموجهين (المشرفين) الوطنيين في تعليم القنفذة، وتميز بقدرته على إيصال توجيهاته للمعلمين وزملائه كتابة بخط جميل وفريد كجمال أخلاقه، ومشافهة أسسها التوجيه بالتقدير والتواضع الجم فكسب ثقة زملائه ووجد الثناء والذكر الحسن طيلة مسيرته وبعدها.
ولم يكتف بعمله التربوي التنويري في مجتمعه، بل تجده السباق لفعل الخير في إصلاح ذات البين ومشاركة مجتمعه في الأفراح والأتراح، وكان المقدم ذكره في تلك الأفراح أستاذًا للحرف وسائسًا للكلمة الجامحة والمفردات متحدثًا لبقا تنساب العبارات الفارهة من فيهه بجماليات اللغة السهلة الممتنعة فيشنف بها الآذان ويسعد به قلوب الضيوف والحضور.
وعلى مستوى الجانب الثقافي في مسيرة “أبي شامي” الثقافية؛ فهو أديب مفوه، وهو من مؤسسي اللجنة الثقافية بمحافظة القنفذة وأمينها الفاعل والناشط فيها طيلة عشر سنوات من عمرها بعد إعلان تأسيسها.والإسهام في أمسياتها وإدارتها.
ولا ينسى الكثير من أبناء حلي تلك الافتتاحية الباذخة عن حلي الإنسان والمكان لغةً وتاريخًا وأدبًا التي ألقاها في ليلة المسامرة الأدبية لأعضاء نادي أبها الأدبي الثقافي في حلي، وإسهامه في مؤلف معجم البلدان والقبائل العربية في شبه الجزيرة العربية للدكتور عبدالله ناصر الوليعي، وخصوصا ماكتبه عن (قبائل وادي حلي) الصادر عن دارة الملك عبدالعزيز عام ٢٠١٤م ، وإدارته مقدمًا لمحاضرة تاريخية خص بها الأستاذ الدكتور أحمدعمر الزيلعي في أسبوع جمعية الدعوة بحلي في ميدان بلدية حلي.
ولقد وقف بجانب الكثير من أصحاب مواهب الشعر والقصص والروايات ناقدًا ومقيمًا ومشجعًا ومحفزًا، ولديه على المستوى الشخصي قدرة على إمتاع مُجالِسه ومؤانسته بحسن سبك ذكرياته والمواقف التربوية والحياتية التي مرت به وأحاديثه ذات الطلاوة طيلة مدة عمله التي لا يمل سماعها.
وذات لقاء معه حرضته على حفظ مادوّن قلمه الأنيق أدبًا وتاريخًا (وخصوصًا عن حلي )ولقاءاته ومداخلاته الثقافية المختلفة في مؤلف يحفظها ويستمتع بها آخرون، وأعتقد أن ظروفًا ما تسببت في عدم تنفيذه لما طلبت.
وعندما احتاجوا له في محافظة القنفذة وهو متقاعد كأمين للمجلس المحلي فيها لم يتردد وهب لخدمة وطنه ومحافظته طيلة أثني عشر عامًا واستطاع فيها بثاقب بصيرته أن يوثق جلسات المجلس المحلي وما اتخذ حيالها من توصيات وقرارات من مقام إمارة منطقة مكة المكرمة، وإخراجها وتبويبها في سجلات تعد تاريخًا موثقًا لهذا المجلس الذي احتذى به بعض المجالس المحلية الأخرى في ظل تحفيز وتشجيع من محافظ محافظة القنفذة السابق الأستاذ فضا بن بين البقمي .
يعيش “أبو شامي” هذه الأيام ظروفًا صحيةً حجبت نشاطه الاجتماعي والثقافي، الله نسأل له العافية والأجر والثواب فاللهم ألق محبتك على الأستاذ عطية وألبسه ثوب الصحة ليعود في صدر المجالس وبهجتها كما عهدناه، إنك على كل شيء قدير.