أصدرت وزارة الثقافة، اليوم (الأحد)، تقريراً بحثياً عن نتائج دراسة تحليلية أجرتها على جيل ما بعد الألفية (Gen Z)، للكشف عن توجهاته وتفضيلاته للفعاليات والأنشطة الثقافية.
وتهدف الدراسة، التي استهدفت الجيل ما بين عامَيْ 1996 و2016، لمعرفة هذا الجيل وفهم احتياجاته ومتطلباته، ليُضاف إلى جيلين آخرين درستهما الوزارة، وهما جيل الألفية (Gen Y) بين عامَيْ 1981 و1994، والجيل العاشر (Gen X) بين عامَيْ 1965 و1980.
نطاق الدراسة والأهداف
يمثل الجيل موضع الدراسة نحو 39% من إجمالي عدد سكان المملكة، وأفاد تقرير من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية عام 2019، بازدياد الطلب على خدمات “برودباند” بشكل كبير، خاصة مع إدخال الحكومة البنية التحتية الرقمية وإطلاق الخدمات الإلكترونية عبر الإنترنت، وامتلاك الغالبية للهواتف الذكية.
وسجل عدد مشتركي الجوال من الشباب 43.8 مليون، ويزداد هذا الرقم بمعدل يتجاوز 6% سنويًا، كما أكد التقرير أن الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الرسائل النصية، والألعاب، يمثلون المحرك الأساسي لهذه الفئات، وهو ما يشير إلى أن جيل الشباب من مواليد ما بين 1996 و2016، يتمتع بدرجة عالية من الذكاء التقني.
وتستهدف بشكل رئيسي اكتشاف الاستخدامات المتنوعة لوسائل الإعلام، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن تحديد الأنشطة الثقافية المثالية التي يرغب هذا الجيل في زيارتها، وفهم أفكاره وتصوراته تجاه أي موضوع، وإتاحة الأساليب النوعية لفهم مختلف الآراء في بيئة مريحة تشجع على المشاركة الحرة للآراء والتصورات.
نتائج الدراسة
وخلصت الدراسة إلى أن الترفيه يمثل شيئًا ممتعًا ومسليًا، وتعد الأنشطة الثقافية التي تجمع المرح والتعلم، من الأمور الأساسية التي تشجع على المشاركة في الأنشطة الثقافية، كما توصلت إلى أن الحصول على موافقة الوالدين أو دعمهما للمشاركة في هذه الأنشطة أمر إلزامي.
ورأت الدراسة أن جيل ما بعد الألفية يعتقد أن الأنشطة الثقافية تساعدهم في تعزيز الذات وتطويرها، وأنه جيل نشط يحب المشاركة في الأنشطة الرقمية وغير الرقمية التي تحتوي على عناصر التعلم والترفيه، بشرط أن يكون المكان رسميًا والنشاط غير جديد ومجرب سابقًا.
وتوصلت الدراسة إلى أن المكان الافتراضي لا يصلح لجميع الأنشطة، كما أن أغلبية الأفراد تستخدم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل واتساب والإنستغرام وسناب شات، مما يجعل هذه المنصات أفضل القنوات للإعلان عن الفعاليات الثقافية.
ورأت أن هناك فروقات واضحة بين الجنسين حول رؤية المسار الثقافي، حيث يعتقد الذكور أنه تراث يتمثل في معالم أثرية ومواقع تراثية وآثار، فيما ترى الإناث الثقافة على أنها أسلوب حياة كوصفات الطبخ التقليدية وقصص التراث الثقافي غير المادي.
كما خلصت الدراسة إلى أن بعض الأحداث الثقافية تحظى بشعبية أكبرى لدى هذا الجيل، حيث إنها ذكرت مرارًا، بما في ذلك معارض الكتاب، كما أن هناك ثقة أكبر في الأنشطة التي تنظمها الجهات الحكومية.
وأشارت إلى جاذبية التوقيت المعقول لهذا الجيل، كما أن الأنشطة الثقافية ذات السعر المجاني أو الأقل التكلفة أو التي توفر مكافآت مالية للمسابقات تعد أكثر جذبًا للفئات العمرية المنتمية لهذا الجيل.
المؤثرون
وأكدت الدراسة أن المؤثرين في جيل ما بعد الألفية يشملون الآباء والمدارس ووسائل التواصل الاجتماعي، ويعدون الأكثر تأثيرًا في هذا الجيل قياسًا بنظرائهم، إلا أن ذلك لم يمنع شعور الاستقلالية لدى الجيل، والذي يحب أن يكون مستقلًا بذاته ويحدد ويقرر بنفسه كيفية المشاركة في وقت الترفيه المخصص.
وعلى مستوى الجنسين، تتأثر الإناث من هذا الجيل بأنفسهن، ومواقع التواصل الاجتماعي، والأسر، فيما يتمتع الذكور بالاستقلالية بشكل أكبر، حيث يقررون أمورهم بأنفسهم، فيما كان الإخوة والوالدان الأقل ذكرًا حول تأثر الذكور.
الأنشطة المرغوب مشاهدتها
وجاءت السينما وتصميم الأزياء والفنون البصرية والمكتبة وفنون الطهي بين أكثر 5 أنشطة ثقافية ورد ذكرها بالدراسة، واحتلت أزياء التنكر والهندسة والآلات ودروس الفوتوشوب والتمثيل وقصص الخيال ومجموعات القراءة أعلى الأنشطة التي يرغب هذا الجيل في مشاهدتها بالرياض، أما في جدة فتنوع اهتمام هذه الفئات ما بين الكتب الصوتية والقصائد وكتب الأدب، والمتاحف، ومدارس الموسيقى، فيما تنوعت اهتمامات أبناء هذا الجيل في المناطق المختلفة، ما بين أنشطة الألعاب الترفيهية والحرف اليدوية مثل الفخار والخياطة، ومسابقة الطهاة، وتصميم الأزياء، والمكتبات وغيرها.
وتنوعت اهتمامات الإناث ما بين الحرف اليدوية والتصميم الداخلي، وتصميم الأزياء، وزيارة معارض الكتب والمتاحف والمكتبات العامة، بالإضافة إلى الدراحات والتزلج على الجليد والرحلات والسباحة والرماية وغيرها، فيما يفضل الذكور قراءة الكتب، وزيارة المتاحف وتصميم الأزياء والمواقع التراثية، والذهاب لمدينة مائية، وزيارة الملاهي، ولعب الشطرنج وكرة السلة والدراجات وغيرها.
الاهتمام بالقطاعات الثقافية
ولفتت الدراسة إلى اهتمام جيل ما بعد الألفية بتعلم مهارات جديدة مثل الموسيقى، ولذلك فإن توفير مدارس لها أمر بالغ الأهمية، كما لاحظت الدراسة أن هناك اهتمامًا كبيرًا بالموسيقى، ولكن مستوى المشاركة فيها لا يزال منخفضًا بسبب عدم توفر مدارس الموسيقى، كما أنه من الصعب تعلمها عبر الإنترنت.
ونوهت بأن هناك اهتمامًا أقل في الوقت الحالي بالفنون البصرية، حيث توجد رغبة في المشاهدة ولكن لا يوجد اهتمام كبير بالمشاركة فيها، كما أن هذا المجال محتمل أن يكون أكثر صعوبة لتحقيق النمو فيه، بسبب نقص الاهتمام الحالي، عكس ما تتمتع به الموسيقى.