مازالت الأوساط السياسة المولعة بالتحالفات والاستقطابات الثنائية تتناقل مخرجات قمم الرياض، فمرة أخرى تضرب السعودية موعدًا مع التاريخ بمبادرتها الرائدة بتنظيمها للقمة العربية الصينية، والتي كانت رسالة واضحة بأن بلاد الحرمين الشريفين رائدة، بل قائدة الشرق الأوسط بلا منازع، و بأنها منفتحة على القوى الاقتصادية العالمية غير عابئة بسياسة المحاور، و باحثة عن أجدى السبل لتطوير اقتصادها من خلال تحالفات استثمارية ضخمة انطلاقا من توجهها العربي الخليجي.
فقد ساهمت المملكة في تكوين تحالفات تستطيع منافسة القوى المهيمنة والمسيطرة التي لا هم لها سوى استنزاف خيرات عالمنا العربي، ولسحب البساط من تحتها بادرت السعودية إلى التعاون مع الصين، القوة الصاعدة والتي تؤمن بضرورة إعادة “تعبيد” طريق الحرير لتقوية وتنويع التبادل التجاري والصناعي بينها وبين العالم العربي المنخرط في الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة، وهذا طبعًا سيتنج عنه قلق أمريكي من ضعف النفوذ في منطقتنا العربية التي تتوجه قياداتها نحو عالم متعدد الأقطاب.
فقمم الرياض سلطت الأضواء على المملكة، وجعلتها محط الأنظار بفضل الرؤية واضحة المعالم لخادم الحرمين الشريفين بتنفيذ وإشراف مباشر من سمو ولي العهد الذي يسابق الزمن لتحقيق آمال الشعب السعودي في تلك الربوع الطيبة.