حول المواطن دحيم آل حسينة الدوسري، منزله في محافظة وادي الدواسر، إلى متحف شعبي خاص، قام بتنسيقه كما كانت البيوت القديمة وأقسامها وأجزاءها في محافظته، حتى تفاصيلها الدقيقة سواء في “المقهاة” المعروفة بالمجلس اليوم، أو غرفة النوم وما تحتويه من أغراض تخص المرأة، أو المطبخ بكل أدواته القديمة في حقبة زمنية خلت، أو الباحة ” الساحة” التي دائماً ما تكون وسط البيت، بالإضافة إلى جناح خاص يقوم فيه بتصنيع بعض النماذج للقطع التراثية الشعبية التي يحرص الكثيرون على اقتنائها.
وأوضح الدوسري أن تعلقه بجمع التراث وصناعته شغف منذ أيام الصبا عندما كان طالبًا في المدرسة ونما معه ذلك الشغف بعد التقاعد من العمل الوظيفي من أجل المساهمة في حفظ جزء من ثقافة المحافظة وتراثها الشعبي والذي يعتبر جزء لا يتجزأ من هويتها التي يعتز بها، بالإضافة إلى حرصه بالمساهمة في غرس ذلك في نفوس الأجيال الحالية والقادمة.
وأشار إلى أنه يقوم بتصنيع الكثير من القطع بنفسه خاصة ما يتعلق بالأخشاب كالرفوف والصناديق المختلفة الأنواع والأحجام، والحلي وأكسسوارات الزينة ولا يعنيه التكسب المادي من بيعها بقدر حرصه على إظهار مقتنيات المحافظة للجيل الجديد، والدعوة الى المحافظة عليه خاصة أنها تحاكي مقتنيات خاصة بحياة الآباء والأجداد وثقافتهم خلال حقبة زمنية محددة.
وأكد الدوسري أنه تحصل على تلك القطع النادر بعضها بالجمع منذُ أكثر من أربعة عقود، وبعضها بالإهداء، أو الشراء حيث يحرص على حضور بعض المزادات في الرياض تحديداً أو الحراج في المحافظة وغيرها في المنطقة الوسطى للحصول على المقتنيات التي تخص ثقافة وادي الدواسر حيث تتفق مع العديد من المحافظات في تلك الثقافة، كما يتبادل مع آخرين ممن يتفقون معه في ذلك الاهتمام والشغف بعض القطع المكررة لديهم.