خطب وأم بالمصلين فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبدأ فضيلته الخطبة قائلاً: أيها المسلمون طاعة الله خير مغنم ومكسب، ورضاه خير ربح ومطلب، والجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، قال تعالى (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
ألا وإن في انصرام الأزمان أعظم معتبر، وفي تقلب الأيام أكبر مزدجر، وقد قال تعالى (إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيت لقوم يتقون)
وأضاف: قد جعل الله حساب السنة بالشهور اثنا عشر شهرا، وحساب الشهور بالأيام تسعا وعشرين أو ثلاثين تترا، وحساب الأيام بتعاقب الليل والنهار آية وعِبرا، فقد قال تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض).، و لقد خلق الله السماوات سبعا، والأرضين سبعا، وتواترت الأدلة على اعتبار
أيام الأسبوع سبعا، فخلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام منها، وخلق آدم في يوم الجمعة.
وتحدث فضيلته عن يوم الجمعة فقال: معاشر المسلمين، يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع عند الله، وهو خير يوم طلعت فيه الشمس، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تيب عليه، وفيه ساعة الإجابة، وفيه تقوم الساعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُدخلَ الجنة، وفيه أُخرجَ منها).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجمعة لساعة، لا يوافقها مسلم، قائم يُصلي، يسأل الله خيرا، إلى أعطاه إياه)
وأكمل فضيلة الشيخ قائلاً: إن الله تعالى قد خص يوم الجمعة ببعض الأحكام والآداب، ففرض فيه صلاة الجمعة، وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الجمعة ورغب فيها، وحذر من تركها، والتخلف عنها.
وختم فضيلته الخطبة بذكر آداب يوم الجمعة فقال: ومن آدابها التبكير إليها، والغسل والتطيب، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة سورة الكهف.، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعة وَيَتَطهَّرُ مَا اسْتَطاعَ منْ طُهرٍ وَيدَّهنُ منْ دُهْنِهِ أوْ يَمسُّ مِنْ طِيب بَيْته ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَين، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ لهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمامُ إِلَّا غُفِرَ لهُ مَا بَيْنَهُ وَبَين الجُمُعَةِ الأُخْرَى)