اختتم ملتقى مكة الثقافي، اليوم الثلاثاء فعاليات أسبوعه الثقافي في جدة بندوة “طريقنا للقدوة”، وأبرز الأسبوع الثقافي نماذج وطنية حققت نجاحات محلية، وعالمية واستطاع بعضها أن يحول الصعوبات التي واجهته إلى نجاحات وقفزات عالمية غير مسبوقة، حيث استعرض استشاري أمراض القلب بمركز القلب بالحرس الوطني الدكتور محمد علي البارقي، تجربته وكيف تحقق له هذا النجاح عالميا، مشيرًا إلى أن الجميع يحتاج إلى قدوة ليسير وفق خطاها ويتأثر بشخصيتها، كذلك تطوير المهارات وتحديد الأهداف والتغلب على الخوف من الفشل وعدم التوقف عن التعلم والعمل على تطوير المهارات وكيفية الاتصال هي عوامل النجاح.
من جهته بيَّن الدكتور عصام امان الله بخاري الملحق الثقافي في اليابان سابقًا تجارب سعوديين كانوا يدرسون في اليابان ونجحوا في تقديم صورة مشرفة للمملكة بنجاحاتهم وإنجازاتهم وإبداعهم في مجالات عده منها، الروبوت واللغة، وصناعة الطيران، والسيارات، إضافة إلى النجاح السعودي في صناعة البترول وإصرار قيادتها على تعليم الشباب وتدريبهم في صناعة البترول ليقودوا هذا القطاع على مستوى العالم، موكدًا أن حضارة الأوطان قوتها هو الشباب والفتيات وهم الثروة وبهم تصنع الحضارة.
فيما أوضح مدير شركة كريم في السعودية حاتم الكاهلي، في جلسته أن تجربته في تحويل شركة كريم من مشروع بسيط إلى مشروع عالمي، وقال في ورقة عمل عن الاقتصاد المعرفي: “إن المشاريع البسيطة أحيانًا هي ما يحدث النجاح ولكن بالاجتهاد والتطوير، ووضع الخطط الجيدة والإشراف عليها بدقة والصبر”، مفيدًا بأن النجاح لا يعتمد على الجانب المالي فقط، بل يتطلب أشياء أكبر من ذلك، والقدوة الحسنة والقاعدة الثابتة والأخلاقيات في العمل والإصرار على بناء مؤسسة مبدعة.
من جانبه أفاد الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتورعثمان محمد بكر، بأن تجربته الناجحة التي بدأت من دراسته الأولى وما رافقها بعد تخرجه من الثانوية من صعوبات لاختيار التخصص، مشيرًا الى أن الجامعة وافقت على مقترحه بإنشاء مختبر للنانو ومواصلته من عام 2010 إلى 2013 حتى استطاع مع بعض زملائه المميزين أن يحققوا إنشاء هذا المختبر.
إلى ذلك اتفق مشاركون في جلسة “الثقافة وصناعة القدوة” للدكتوره هند آل خليفه، والدكتور سعود كاتب، والدكتورة دلال نمنقاني، والدكتور سعد البازعي، وأدارها الدكتور عبدالله الخطيب على أهمية دور الأسرة في صناعة قدوة للطفل والشاب وأهمية إيجاد البدائل عند منعهم عن أمر غير مناسب.
وأكدت الاستشارية الأسرية والمحاضرة بجامعة جدة الدكتورة هند آل خليفة، أهمية القدوة في حياة الطفل التي لها أهمية بالغة في تنشأته النشأة الصحيحة وغرس القيم لديهم ونشر الوعي، وقالت: “إن الاقتداء والتقليد والمحاكاة لدى الطفل فطرة وجبلة من الإنسان، فيحب المحاكاة من تلقاء نفسه فهو يبحث عن القدوة فيلجأ إلى إيجادها من خلال الأجهزة اللوحية التي أصبح يقضي الساعات الطويلة يتصفحها ويطلع على محتواها”.
من جهته استعرض الدبلوماسي بوزارة الخارجية والكاتب الصحافي الدكتور سعود كاتب القدوة الحسنة في حياته التي لخصها في أحد أصدقائه، وأطلق عليه “الصديق القدوة” الذي أسهم في نجاحه وتغيير حياته إلى الأفضل فكان ذلك الصديق القدوة دورًا في اختيار دراسته وتخصصه.
وقال الدكتور كاتب: “إن القدوة كانت ضيقة ومحصورة داخل المنزل وتقتصر على الوالدين، غير أن الثورة المعلوماتية والتقنية جعلت القدوة تصبح أكثر توسعًا لدى الطفل بل بالإمكان أن تتشكل القدوات في نطاق خارج الدولة وفِي دول وقارات بعيدة عن طريق البرامج التقنية والألعاب المباشرة عن طريق الانترنت وهو ما يتوجب علينا الحذر وهو ما قد يصبح خطرًا حقيقيًا على الأبناء”، مشددًا على أن منع وسائل التواصل الاجتماعي عن النشء أمر غير مجدٍ ولا يحقق المأمول والحل في التربية الصحيحة والتنشئة الإسلامية وزيادة الثقة لديهم.
وأشارت أستاذ علم الأمراض و عميدة كلية الطب بجامعة الطائف الدكتورة دلال نمنقاني في حديثها إلى ثقافة العمل وأساليب بناء القدوة إلى طرح عدد من الأسئلة (لماذا أعمل، كيف أعمل، ومتى أعمل، وماذا أعمل) وهي أسئلة الهدف منها الكشف عن اتجاهات الخريجين، وطرق تفكيرهم في البحث عن عمل، وهو ما يسهم في بناء ثقافتهم في مجال العمل.