بعد عامين من توقف استقبال الحجاج من خارج المملكة نظرًا لجائحة كورونا التي مر بها العالم أجمع، عادت المملكة هذا العام لتستقبل ضيوف الرحمن من شتى بقاع الأرض بطاقة استيعابية قاربت المليون حاج.
وكعادتها نجحت وزارة الحج والعمرة بالشراكة والتعاون مع الجهات كافة في تنظيم موسم الحج لهذا العام على أكمل وجه، وقدمت جميع الخدمات لضيوف الرحمن منذ وصولهم حتى مغادرتهم بسلام آمنين إلى بلادهم.
هذا النجاح يعكس لنا الجهود الجبارة والخطط المتكاملة التي تم وضعها مسبقاً من القائمين على وزارة الحج والعمرة وعلى رأسهم الدكتور توفيق الربيعة، وتقديم كل ما يمكن للتسهيل والتيسير على الحجاج في أداء مناسكهم بطمأنينة وسكينة.
ومن الأمور المميزة التي رأيناها في موسم حج هذا العام، توسع وزارة الحج في استخدام التقنية الحديثة وتسخير أفضل الخدمات الإلكترونية لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، ومنها استخدام المسار الإلكتروني وتطبيق اعتمرنا لتسجيل الحجاج من داخل المملكة، إضافة إلى إطلاق التسجيل الإلكتروني لحجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا الذي أسهم في خفض الأسعار كثيرًا.
كما توسعت الوزارة في استخدام بطاقة الحج الذكية للحجاج وهي بطاقة تعريفية لكل حاج تُسهم في إرشادهم إلى سكنهم بالمشاعر، إضافة إلى دورها في الحد من الحج غير النظامي، ورافق هذه البطاقة 3 تطبيقات إلكترونية جديدة، وهي “تطبيق الحج الذكي، وتطبيق المنظمين، وتطبيق العاملين”، مما أسهم في تأدية الحجاج للنسك بيسر وسهولة.
ومن نجاحات موسم حج هذا العام، العمل الإعلامي والتوعوي لوزارة الحج والذي أبرز الجهود الكبيرة والمبادرات النوعية للوزارة، ومن أهمها مبادرة أدلة الحج التوعوية التي لاقت تفاعلًا واسعًا وإشادة كبيرة من الحجاج بمختلف جنسياتهم، وتضمنت 13 دليلًا توعويًا بـ14 لغة تناولت الموضوعات التي تهمّ الحجّاج، بأسلوب سهل ومُبسط يشمل جميع المراحل التي يمرون بها أثناء تأديتهم للمناسك.
ولم يتوقف التميز عند هذا الحد، بل شاهدنا إبداعًا وتألقًا في الأعمال والمقاطع المرئية التي نشرتها الوزارة عبر منصاتها المختلفة تبرز قصصًا إنسانية غاية في الروعة حققت ملايين المشاهدات، إلى جانب المقاطع التوعوية لضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية، مع الحرص على ترجمتها بلغات متعددة.
كل هذه النجاحات لوزارة الحج والعمرة في التنظيم والتوعية وغيرها من الجوانب، تُقدم درسًا في التفاني بالعمل ليكون نهجًا يُدرس عنوانه الإبداع والتميز.