إن أهمية الرسومات التراثية والتي تعد مصدرًا من مصادر التاريخ البشري، وتمثل علامات تساعد على فهم الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية، والاقتصادية في حقبة ما قبل التاريخ (العصر الحجري والعصر البرونزي، والعصر الجليدي)، كما تمثل أيضًا إبداعً فنيًا يترجم فهم القاطنين في تلك الفترة للعالم.
إلى ذلك، أكد المصور المتميز عبدالإله بن خلف الفارس وهو مختص بالآثار والتراث والتصوير، وله أكثر من 200 مادة عن مواقع أثرية وتراثية بالمملكة، وله بحوث ومنشورات تاريخية، واكتشف عدة مواقع، كما كتب عن معالم القرى والأسواق والقصور القديمة والنقوش الصخرية، وقدم محتوى وطنيًا هادفًا لتراثنا.
البلداني المتميز، قام بجولات في ربوع بلادنا، وقال إن بعض دارسي هذه الرسوم يرجحون أن تشكل الأسس الأولى لفكرة الكتابة، حتى إن بعضهم يذهب إلى الاعتقاد بأنها كانت فعلا تشكل نوعًا من الكتابة في تلك الحقبة الغابرة.
ولعل من أهم تلك الرسوم الصخرية ما نقلها المصور والمهتم بالآثار أن تلك الأعمال تجسد تاريخ الإنسان ونشاطه وتكيفه مع البيئة، ومستواه الثقافي خلال هذه العصور القديمة، في ظل شح المعلومات حول تلك المنطقة.
وعبر عن الرسوم الصخرية والنقوش الأثرية المنتشرة في منطقة تبوك، وعن تاريخ العصور المختلفة التي حولت الصخور بلوحات فنية توثيقية لحضارة الإنسان.
ومن المواقع الأثرية موقع قصر العان الأثري، والمنشاف الأثري “برقا المحانذ”، وموقع صيدح الأثري بمنطقة حمى الثقافية أحد المواقع المسجلة بالتراث العالمي، والذي احتضن نقشًا فريدًت بالخط المسند، وجسد إرثًا حضاريًا، وتميز بالفنون الصخرية المتقنة، وانفرد بالرسومات البديعة للأحداث اليومية والاستقرار البشري لتلك الحقبة بمنطقة نجران.
ومن النقوش الإسلامية الأثرية بضواحي العلا التى رصدت جوانب من حضارة المكان، لتجسد ثروة ثقافية ذات قيمة تاريخية فريدة، حيث حظيت باهتمام مملكتنا الحبيبة إذ تعد امتدادًا لإرث الحضارات الإنسانية التي عاشت على أرض الجزيرة العربية.
وفي واحة تيماء التى سطرت إرثًا حضاريًا و تاريخيًا منذ القِدَم، يمتد إلى تاريخ ما قبل الميلاد، مما جعلها تحتل مكانة ثقافية مهمة لصياغة تاريخ الجزيرة العربية القديم، لتنفرد بأجمل المكتشفات الأثرية من شواهد ومسلات ومجامر حجرية مثل قلعة الناجم، التي تعد من أقدم القلاع الموجودة، وسور تيماء الأثري، وهو من أشهر وأقدم الأسوار في الجزيرة العربية، ويحيط بالمدينة القديمة من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، ويمتد السور لأكثر من 10 إلى 15 كم، وهو مشيد من الحجارة واللبن والطين، ويبلغ ارتفاعه في بعض الأجزاء أكثر من عشرة أمتار ويؤرخ إلى الألف الثالث ق.م.
وتيماء الحضارة جسدت الدولة الآشورية في عهد الملك تيجلات بلاسر الثالث، وجسدت الدولة البابلية في عهد الملك البابلي نبونيد، واستوطن فيها أحد أوفياء العرب السموآل بن غريض ملك وشاعر جاهلي، وتعتبر ذات أهمية عظيمة مما جعلها مستقرة حضاريًا منذ أقدم العصور.
كما أن قرية آل ينفع الأثرية في تمنية بمنطقة عسير تعد أكبر قبيلة وأقدمها، وقد احتضنت القرية تراثًا عمرانيًا شامخًا وفريدًا وجسدت إرثًا حضاريًا وثقافيًا، لتحتفظ بعبق التاريخ وقصص وحكايات إنسانية ،وانفردت بالجامع القديم الذي يؤرخ لسنة 105هـ.
وقرية النجاد التراثية بعسير، وواحة عينونة بتبوك، وقرية القريِنة التاريخية بمحافظة حريملاء، التي احتضنت تراثًا عمرانيًا عريقًا، وانفردت بمباني الطين الفريدة، وتميزت بجمال التصميم لتجسد إرثًا حضاريًا شاهدًا على الأصالة والإبداع الإنساني.
وبيت البسامي في عنيزة وبير الوليدي بمرات، وبوابة وتراثيات الدرعية والطريف وقرية المالحة بالبدع، وقرية ربوع السرو التاريخية بمركز السرح وقرية تبالة في بيشة وموقع جبل ثاري الأثري بالسليل، وقصر العقير، وقصر الفعيم التاريخي بالشماسية الذي يتميز بموقعه كونه في مكان ريفي زراعي.
ووادي ملكان جنوب مكة المكرمة الذي انفرد بالنقوش والكتابات الإسلامية الأثرية التى نقشت بالخط المدني المتطور عن الخط المكي، كما سطر نقشًا فريدًا غير منقط في الآية ٥٤ من سورة الأعراف، واحتضن رسومات صخرية أثرية تعود لعصور موغلة في القدم.