
على وزن التين الشجر المعروف أوله تاء مثناه مكسورة ثم ياء مثناة ساكنة ثم نون موحدة ؛ ذكر ياقوت دارة تين في المشترك وضعاً والمفترق صقعاً وقال : “تين جبل شاهق أحمر من وراء تربة في دار بني عامر بن صعصعة”.
وجاء في معجم عالية نجد :” هو جبل أسود أشهب كبير يقع في أسفل وادي الخرمة جنوباً من ذريرات وغربًا شماليًا من الغراميل في بلاد قبيلة سبيع وكان قديمًا في بلاد بني عامر وهو تابع لإمارة الخرمة .
وهو معلم من معالم الجزيرة العربية إذ كان ( تين) ملهم للشعراء قديمًا مما جعله مضربًا للمثل بالأمان والعلو والمناعة والحماية، فأصبح بين الرمز والتأثير إيحاءً مبهمًا عميقًا للشعراء في صورهم الشعرية الظاهرة في المعاناة والملازمة للبروز والبقاء.
وقال علامة الجزيرة حمد الجاسر: “جبل تين يقع شرق بلدة الخرمة بما يقارب 60 كم بقرب منهل القنصلية في الشمال الشرقي منه على نحو 10 كم غرب جبال حوضى يفصل بينه وبينها عرق سبيع” .
وهو جبل يتوسط منطقة مستوية ويراه القادم من مسافات بعيدة و علامة بارزة يستدل بها المسافرون وسكان البادية .
قال عبدالله الحضبي :
عَمَّ السحابُ على تينٍ ودارتِه
يُزْجى بغيْمٍ ظَليلٍ ماؤُه بردُ
وانساحَ نحوَ برامٍ واستحال له
حتى زهى الغيثَ برقٌ خيرُه سَعَدُ
أما هذا الجبل فهو جبل مشهور وله أخبار وأذكار في قصص المكارم ومواقف الرجال كما أنه من المعالم السياحية في بلادنا
حيث توجد به كهوف وأحجار كبيرة ظليلة، وفي جهته الجنوبية الشرقية ردهاء ( نقرة) تجتمع فيها مياه الأمطار ويمكث عدة شهور، في هذا المكان وحوله كانت عدة مواقع برز فيها أبناء هذه الأرض ببطولات ومواقف مجد، وتربى في صحرائه رجالٌ تسْمُو مكارمهم بالرفعة والعلو، والمكارم وعلى مدى عدة قرون أنشد الكثير من الشعراء مدائح الشعر في الإنسان والمكان.
كان لهذا الجبل قصص مجد ومواقف بطولات لأبنائه ، فعشقوا أرضه وطبيعته ومتنزهاته بجواره عدة آبار قديمة مثل القنصلية والسديرية وذريرة والإظفارة وكتيفان، وعنه شرقًا عرق سبيع وجبال الغراميل وحسن ، وجنوبًا جبل ضبع والوصيم وجبال العاقر وعنيزة.
قال الشاعر محسن بن عجل الثوري :
لي ديرةٍ حِددت مابين وديانِ
فيها الغَضَا والعَرين وتين ماريَّه
وقال محمد المهادي:
سقاها الحَيا جـنُوب تينٍ وجنَّبت
أسفل وديان الجِزع شَرقي هضَابها
ومن الركاء لا نسنَس القيظ والظمى
واحتر من الجَوزاء علينا ترابها