قال متحدث باسم ميتا ”Meta“، إن الشركة ستنفق على السلامة والأمن في عام 2021، أكثر من 5 مليارات دولار، وإن لديها 40 ألف شخص للقيام بعمل واحد، وهو الحفاظ على سلامة مستخدمي تطبيقاتها.
جاء ذلك ردا على ما قالته الموظفة السابقة في شركة ”فيسبوك“، فرانسيس هوغن، في كلمة لها بقمة الويب المنعقدة في العاصمة البرتغالية لشبونة، دعت فيها مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ، إلى التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي لـ“ميتا“، بزعم أن ”عملاق التواصل الاجتماعي سيكون في وضع أفضل مع قائد بديل يركز على سلامة المستخدمين“.
ونقلت صحيفة ”الغارديان“ في تقرير عن حيثيات قمة الويب، انتقاد هوغن قرار زوكربيرغ الذي وصفته بـ“غير المعقول“ بالاستثمار في ”ميتافيرس“، وتغيير اسم العلامة التجارية للشركة بدلا من التركيز على إصلاح مشاكلها الداخلية.
وكانت شركة ”فيسبوك“ قد غيرت اسمها الأسبوع الماضي، إلى ”ميتا“ المشتق من مفردة ”ميتافيرس“ المعروفة في قاموس الخيال العلمي، حيث يختلط العالم الحقيقي بآخر افتراضي.
وبحسب معنى المصطلح الجديد، فإن البشر يتفاعلون كـ“أفاتار“ مع بعضهم البعض في فضاء افتراضي خيالي ثلاثي الأبعاد يشبه العالم الحقيقي.
وثائق داخلية من فيسبوك
وكانت هوغن قد مثلت في الشهر الماضي، أمام لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي، بعد أن سرّبت لصحيفة ”وول ستريت جورنال“، وثائق داخلية للشركة نشرتها الصحيفة في سلسلة تحقيقات، خلصت إلى أن المسؤولين في ”فيسبوك“ كانوا على دراية بالأضرار التي تسببها الشركة والمنصات التابعة لها في المجتمع، خاصة على الأطفال والمراهقين.
وروجت هوغن، كمسؤولة سابقة في ”فيسبوك“، لما وصفته بأنه ”تأثير مدمر لفيسبوك التي تفضل التركيز على الربح على حساب بعض القضايا الأساسية، مثل الاتجار بالبشر“، بحسب تقرير صحيفة ”الغارديان“.
وطالبت الحكومة الأمريكية باتخاذ إجراءات ضد الشركة من أجل إجبارها على التراجع عن سلوكها.
وفي جلسة أمام البرلمان البريطاني خلال الشهر الماضي أيضا، دعت هوغن إلى ”إجراءات عاجلة“ لتقليل الضرر الذي تلحقه منصات ”ميتا“ بالمجتمع، وقدمت تصريحاتها دعما لمقترحات الحكومة البريطانية لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلها تتحمل بعض المسؤولية عن المحتوى على مواقعها.
وردا على ملاحظات ودعاوى هوغن التي كررتها في قمة الويب، أمس الاثنين، قال المتحدث باسم ”ميتا“ إن ”الحجة القائلة بأننا نروج عمدا للمحتوى الذي يجعل الناس غير أسوياء، من أجل الربح، هو ادعاء غير منطقي تماما“.
وأضاف: ”نحن على الطريق الصحيح لإنفاق أكثر من 5 مليارات دولار على السلامة والأمن في عام 2021، وهو أكثر من أي شركة تقنية أخرى، ولدينا 40 ألف شخص للقيام بعمل واحد، وهو الحفاظ على سلامة الأشخاص على تطبيقاتنا“.
وتابع أن ”ميتا قادرة على الاستثمار في التوسع والأمان في نفس الوقت“.
وكانت هوغن قد سُئلت في قمة الويب، عما إذا كان يجب على زوكربيرغ التنحي، فقالت: ”أعتقد أن فيسبوك ستكون أقوى مع شخص يرغب في التركيز على السلامة، لذا أُجيب بنعم“.
ومع ذلك، لم ترجح هوغن أن يكون هناك تغيير في منصب الرئيس التنفيذي للشركة، على اعتبار أن زوكربيرغ الذي يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة، يستحوذ على أغلبية أسهم ميتا“، مشيرة إلى أن سيطرة زوكربيرغ على الشركة تمثل مشكلة لأي مساهمين مستقلين قد يرغبون في التغيير للأفضل داخل الشركة.
ويمتلك مارك زوكربيرغ 54% من حصص التصويت في ”ميتا“، ما يجعله يتحكم في عمليات صنع القرار بالشركة.