أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“، في وقت مُبكر من اليوم السبت، مسبار ”لوسي“ الفضائي من قاعدة ”كيب كانافيرال“ الجوية في ولاية فلوريدا الأمريكية، في بداية مُهمة مدتها 12 عامًا لدراسة ”كويكبات طروادة“ على كوكب المشتري.
وانطلقت المركبة الفضائية غير المأهولة على متن صاروخ ”United Launch Alliance Atlas V.“، إذ يعتقد العلماء أن ”كويكبات طروادة“، التي تدور حوّل الشمس على نفس مسار كوكب المشتري، قد تحمل أدلة حول تكوين النظام الشمسي.
وقالت الوكالة الأمريكية إنها أول مهمة لمركبة فضائية منفردة تابعة لها لاستكشاف العديد من الكويكبات المُختلفة.
وبينت أنها تحمّل اسم ”لوسي“، نسبة للهيكل العظمي البشري المتحجر، الذي تم اكتشافه في إثيوبيا عام 1974، والذي قدم رؤى أساسية حول التطور البشري.
وحصلت الحفرية على اسمها من أغنية البيتلز ”Lucy in the Sky With Diamonds“، التي كانت تُعرض في الموقع، حيثُ عثر عليها المُنقبون.
وأشارت وكالة ”ناسا“ إلى أن مركبتها الفضائية ستوفر نظرة ثاقبة للتطور، مثلما فعلت الأحفورية، ولكن هذه المرة على نطاق كوكبي
وينتظر ”لوسي“ مساراً مُعقداً سيشمل ثلاث رحلات عائدة نحو الأرض للمساعدة في الجاذبية، أولاً، ستدور المركبة حول الشمس ثم تعود إلى الأرض العام المُقبل؛ للحصول على مساعدة الجاذبية.
وسيؤدي ذلك إلى تسريع وتوجيه مسار المركبة إلى ما وراء مدار المريخ، وذلك عندما تعود ”لوسي“ إلى الأرض مرة أخرى للحصول على مساعدة أخرى في الجاذبية في عام 2024، وسيساعد ذلك الأمر في دفع المركبة نحو كويكب ”دونالدجوهانسون“ في عام 2025.
وبعد ذلك، ستتجه المركبة نحو ”كويكبات طروادة“، لتصل في عام 2027، وبعد ذلك ستعود ”لوسي“ إلى الأرض للحصول على مساعدة الجاذبية الثالثة في عام 2031، والتي ستدفعها نحو ”كويكبات طروادة“ لمواجهة أخرى في عام 2033.
وقال هال ليفيسون، الباحث الرئيسي في معهد ساوث ويست للأبحاث (SwRI): ”لقد بدأنا العمل على مفهوم مهمة لوسي في وقت مُبكر من عام 2014، لذلك كان هذا الإطلاق قيد الإعداد لفترة طويلة“.
وأضاف في بيان أن ”الأمر سيستغرق عدة سنوات قبل أن نصل إلى أول كويكبات طروادة، لكن مثل هذه الاستكشافات تستحق الانتظار وكل الجهد بسبب قيمتها العلمية الهائلة، إنها مثل ألماس في السماء“.