أفاد محافظ مأرب اليمنية، سلطان العرادة، بأن مديرية “العبدية” التي يسكنها ما يزيد على 37 ألف نسمة تعاني الآن حصار ميليشيا الحوثي، وتمطرها بالصواريخ الباليستية والدبابات وبأنواع المدفعية على النساء والأطفال والعجزة.
وكشف “العرادة” في مقابلة مع “العربية الحدث” أمس الأربعاء عن رفض ميليشيا الحوثي دخول المستلزمات الطبية والعلاجات وسيارات الإسعاف إلى مديرية العبدية، التي وعدت المنظمات الحقوقية والجهات الإنسانية بإدخالها بعد مطالبتها بذلك.
وناشد محافظ مأرب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التدخُّل بسرعة لإنقاذ حياة 37 ألف مدني في المديرية، الذين يواجهون الحصار والقصف العشوائي منذ قرابة شهر. مشيرًا إلى أن حصار العبدية حصار ظالم وجائر، واستُهدف فيه النساء والأطفال وكبار السن والعجزة.
وأكد “العرادة” أن الحصار الحوثي على العبدية “ترك دم النساء والأطفال ينزف دون علاج ودون إسعاف.. داعيًا إلى السماح بدخول الإسعافات والعلاجات، وفتح المجال لخروج النساء والأطفال.
وتفرض ميليشيا الحوثي حصارًا مطبقًا على مديرية العبدية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعد أن صدت قوات القبائل بإسناد من تحالف دعم الشرعية جميع هجماتهم التي استهدفت السيطرة عليها.
وكانت شبكة حقوقية يمنية قد رصدت 2451 جريمة انتهاك وتضرر بشري ومادي، تعرَّض لها السكان المدنيون والممتلكات العامة والخاصة بمديرية العبدية بمحافظة مأرب خلال الفترة من 23 سبتمبر الماضي حتى 13 أكتوبر الجاري.
وأفاد تقرير أصدرته الشبكة اليمنية للحقوق والحريات بأن قصف الميليشيات الحوثية العشوائي للمناطق الآهلة بالسكان بمديرية العبدية، بالصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر، وكذلك مدافع الهاون والهاوتزر وقذائف الدبابات، والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أدى إلى مقتل 9 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة 123 مدنيًّا، بينهم 38 امرأة و15 طفلاً، بجروح مختلفة في الجسم بين إصابات بالغة ومتوسطة وخفيفة، وتدمير وتضرر 400 منزل، كما تم إتلاف نحو 182 مزرعة تابعة للمواطنين، و6 مضخات مياه زراعية، وأدى لتضرُّر أكثر من 320 مركبة، و6 سيارات إسعاف.
وأشار التقرير إلى أن المديرية باتت تعاني عجزًا ونقصًا كبيرًا في جميع المتطلبات الأساسية، وفي مقدمتها مواد الغذاء والدواء؛ وذلك من جراء حصار الميليشيا الخانق عليها.