طور مهندسون في جامعة ”سينسيناتي“ بولاية ”أوهايو“ الأمريكية، طريقة جديدة لإنتاج الوقود باستخدام غازات الاحتباس الحراري، والمعروفة باسم الغازات الدفيئة (greenhouse gases)، حيث يمكن للعملية إنتاج الوقود على كوكب الأرض، وسطح كوكب المريخ أيضًا.
وإذا نجحت عمليات الإنتاج، فذلك ما تحتاجه وكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“، لتوفير الوقود للصواريخ والاستخدامات الأخرى على سطح المريخ، خاصة للمهام البشرية المستقبلية.
واستخدم الباحثون محفزًا كربونيًا ومفاعلًا لتحويل ”ثاني أوكسيد الكربون“ إلى ”ميثان“، ويعرف رد الفعل الذي تم استخدامه باسم ”تفاعل ساباتيير“، واشتق اسمه من الكيميائي الفرنسي الراحل، بول ساباتيير.
ومن المثير للاهتمام، أن هذه العملية تستخدم بالفعل من قِبل ”ناسا“ في محطة الفضاء الدولية، لإزالة ”ثاني أكسيد الكربون“ المنبعث من رواد الفضاء وتحويله إلى وقود ”صاروخي“، لاستخدامه بواسطة محركات الدفع الخاصة بالمحطة الفضائية.
ونظرًا لأن الغلاف الجوي للمريخ يتكون بالكامل تقريبًا من ”ثاني أوكسيد الكربون“، يعتقد الباحثون أن رواد الفضاء يمكن أن يولّدوا نصف الوقود اللازم للعودة إلى كوكب الأرض، حيث إن القدرة على توليد الوقود على سطح المريخ من شأنها أن تقلل بشكل كبير من كمية الوقود التي يتم نقلها من الأرض.
ومن خلال تقليل وزن الوقود، الذي يجب نقله للمريخ من الأرض، يمكن لرواد الفضاء حمل المزيد من الطعام والماء والمعدات اللازمة الأخرى.
والغازات الدفيئة (غازات الاحتباس الحراري)، عبارة عن غازات توجد في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وتتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تطلقها الأرض، فتحتفظ بها وترفع درجة حرارة الهواء، وهذا يقلل من ضياع الحرارة من الأرض إلى الفضاء مما يجعلها تُساهم بتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويحاول العلماء تطوير العملية لالتقاط غازات الاحتباس الحراري من غلاف كوكب الأرض للمساعدة بمكافحة تغير المناخ مع إنشاء مصدر وقود، يمكن استخدامه لوسائل أخرى.
وفي المختبر يقوم المهندسون بتجربة العديد من المحفزات للتفاعل بحثًا عن طرق لزيادة إنتاج غاز الميثان.
كما عمل فريق البحث أيضًا على المحفزات لإنتاج أنواع مختلفة من الوقود، بما في ذلك ”الإيثيلين“ الذي يعد مهمًا بشكل خاص لأنه مادة كيميائية تستخدم في صناعات متعددة، بما في ذلك ”البلاستيك والمطاط“.