دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي الحذيفي – في خطبة الجمعة – المسلمين إلى الاعتبار والانتفاع بأحداث التاريخ , مؤكدا أن ذكر الأنبياء في كتاب الله عز وجل وسيرهم وقصصهم مع المؤمنين بهم والمعاندين لهم هو للاتعاظ والاعتبار.
وقال : لا ينتفع بأحداث التاريخ والحكم من أحواله إلا المعتبرون المتفكرون الذين يقتدون بأهل الصلاح والإصلاح ويتركون أهل الفساد والإفساد , وأما من لا يعتبر ولا يتعظ , ولا يحاسب نفسه ولا يعمل لآخرته ولا يحجزه دين ولا عقل عن القبائح والآثام فهو كالبهائم , قال تعالى : ” أم تحسبوا أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا “.
وأضاف : ما ذكر الله سيرة الأنبياء والمرسلين وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا لنعتبر بتاريخهم ونقتدي بهديهم وأخلاقهم , ونسلك طريقهم وقد أمر الله عز وجل نبيه عليه السلام بالاقتداء بهم فقال سبحانه : ” أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ”
وتابع : قص الله عز وجل علينا قصص الأنبياء والمؤمنين بهم لنسلك طريق النجاة معهم , ونعتبر بسيرتهم ونعلم أحوالهم , وقص الله تعالى علينا أيضا أخبار المكذبين لهم والمعاندين للحق والمستكبرين عن اتباعهم المؤثرين للحياة الدنيا على الآخرة , والمتبعين للملذات والشهوات لنعتبر بعقوباتهم , ونتعظ بما حل بهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة , ونحذر من اللعنة التي حقت عليهم , قال تعالى : ” كل كذب الرسل فحق وعيد ” , وتاريخ الرسل عليهم الصلاة والسلام مع المكذبين المحادين لله والرسل يعلمها الناس وتعرفها الأجيال الآخر عن الأول وهي من أكبر حجج الله تعالى على خلقه في تأييد الحق وأهله ومعرفة التوحيد والدعوة إليه ونصر الموحدين وحسن عاقبتهم.