في مرثية خالد الحارثي “أبو سعد” لصديقه تراحيب البقمي “أبو محمد”
رحلت أبا محمد .. نعم رحلت .. لكن بقي لنا ذلك الفيض الأخوي.
الذي كان وما زال يشع إخفاءً وعطاءً.. نعم رحلت.. ولكن بقي لنا شذى تلك الصحبة الطاهرة، تحيطنا بتلك الروح التي ما عرفت غلًا وحقدًا ولا حسدًا.
نعم رحلت.. لكن مواقفك ما زالت تنبض بالحياة.. ومشاعرك نعيشها ونتعايش لأجلها؛ مع حياة خلت من خطواتك؛ ولم تخلو من آثارك.
رحلت حبيباه؛ لنترقب دنيانا.. نتأمل حياتنا.. كل شيء لم يعد ذاك.. غاب البريق واختفت البهجة.
نغوص في خبايانا لنجد شمسًا من الحب والشوق تشرق الوجدان وتضيء الحنايا.. إنها لمسات تلك اليد الحانية البيضاء التي كانت تضفي علينا من صفاء نفسها ونقاء سريرتها.
رحلت أبا محمد.. وتركت لنا أضواء تلك الابتسامة، ووداعة تلكم القسمات، وهدوء ذلك المحيا في أعماق.. ستظل على ذكراك حتى بمشيئة الله نلقاك.
إيه أخي تراحيب.. لقد كان لك بصدق من اسمك نصيب.. رحيب القلب والروح والصدر.. ذلك أنت بحر خير، وغيث جود، وعلم فضل.
رحلت حبيباه.. وكل مواقفك معنا بكل تفاصيلها دقائق أيامها.. عالم من السماحة والطيب والصفاء والنقاء.. عالم من المصداقية، وجميل الصحبة، والوفاء.. عالم من المثالية، والخيرية، وصدق العهد، والرجاء.
تعلم أخي.. لو كانت الدنيا نهاية المطاف؛ لحق لنا قتل أنفسنا بعدك، لكنها مرحلة عابرة ومن ثم لقاء سرمدي أبدي في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر بفضل الحي القيوم جل وعلا.
رحمك الله أخي وحبيبي.. وجمعنا بك في دار كرامته إنه ولي ذلك والقادر عليه.