كشفت الخطوات الأخيرة التي اتخذتها شركة ”فيسبوك“ الأمريكية، من استحواذات بالمليارات على شركات الواقع الافتراضي VR، عن رغبتها الشديدة في قيادة هذا القطاع العالمي المتنامي.
وتشير تقارير تقنية إلى أن 20% من إجمالي عدد موظفي الشركة يعملون بشكل رئيسي ضمن هذا القطاع، إلى جانب اهتمام الشركة أيضا بمجال الواقع المعزز AR.
ومن أكبر الاستحواذات التي قامت بها الشركة الأشهر في مجال التواصل الاجتماعي الاستحواذ على شركة Oculus VR في مقابل 2 مليار دولار أمريكي، ومنذ تلك الخطوة طورت الشركة كثيراً في نظارتها برمجياً وعتاداً حتى وصلت لصيغة متميزة مع نظارتها Quest 2، عكس نظارة PlayStation VR من سوني التي تعمل سلكياً وتحتاج أيضا الاتصال جاهزا بالبلايستيشن.
ومن أبرز الاستحواذات التي قامت بها ”فيسبوك“ الاستحواذ على ستوديو BigBox VR المطور للعبة Population: OneK وهي لعبة تحاكي تجربة لعب فورتنايت لكن على نظارات الواقع الافتراضي، مع الاستحواذ على استوديو Unit 2 Game مطور لعبة Craya.
وحققت نظارة Oculus Quest 2 VR من ”فيسبوك“ منذ إطلاقها نجاحاً ملحوظاً مع المستهلكين، في ظل توقعات من مارك زوكربيرغ، رئيس الشركة، بأن يفتح مجالا الواقع المعزز والافتراضي آفاقا جديدة أمام الناس يكشفون فيها عن قيم واستفادات جديدة، وفقاً لما صرح به.
والجيل الحالي Quest 2 يكلف فقط 300 دولار أمريكي.
وبمجرد أن تدفع هذا المبلغ ستبدأ في اللعب والاندماج ضمن هذه المنصة، على عكس بدائل من سوني وستيم، والتي ستحتاج منصة أخرى تشغل النظارة.
وتوقعت شركة Fortune Business Insights وصول إيرادات مجال ألعاب الواقع الافتراضي إلى 45.2 مليار دولار أمريكي في عام 2027، مقارنة بـ5.1 مليار دولار أمريكي في 2019، ولو تمت ترجمة الرقم لنسبة نمو مركبة، سنجد أن المجال متوقع له أن ينمو بمقدار 31.8% وهي نسبة مميزة.
وفي ظل هذا الزخم ووسط سيطرة الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت ”فيسبوك“ أنها ستبدأ في اختبار عرض الإعلانات على بعض الألعاب المختارة على منصة Oculus، إلا أنها لم تنفذ تلك الخطوة فعلياً حتى الآن.
وتتكتم شركة ”فيسبوك“، حتى الآن، على إيرادات قطاع ألعاب الواقع الافتراضي، لكن هناك قطاع في نتائج الشركة المالية تحت اسم ”إيرادات أخرى“، وغالبًا هذا القسم يتمحور حول الواقع الافتراضي، وقد حققت الشركة إيرادات 732 مليون دولار أمريكي ضمن هذا القسم، ما يشكل 146% نموا مقارنةً بالعام الفائت، بحسب تقارير تقنية.
ثورة الميتافيرس
يسود في الأوساط التقنية حالياً مصطلح جديد فرض نفسه بقوة، وهو ”الميتافيرس“ الذي يفسره الكثيرون بأنه ”الخيال العلمي“ الذي يقدم رؤية جديدة للمستقبل، وهو ما يراهن عليه مارك زوكربيرغ ويصفه بأنه ”الثورة المقبلة“ في تطور الإنترنت.
وظهر مصطلح ”الميتافيرس“ لأول مرة عام 1992، وتمت صياغة المصطلح على يد “Neal Stephenson”، في روايته التي تحمل الاسم “Snow Crash”، وهو الذي عبّر حينها عن عالم افتراضي يمكن للبشر أن يتفاعلوا مع بعضهم البعض فيه.
ويمثل عالم ”الميتافيرس“ بالمعنى الأساسي عالما افتراضيا، حيث يمكن لشخصيتك الرقمية أن تتواجد وتتفاعل في مجموعة من الطرق، وفي مساحة جديدة بالكامل.
ويتم تفسير ”الميتافيرس“ ببساطة على أنه أن تكون قادرا على الجلوس مع صديقك الذي يبعد عنك آلاف الكيلومترات، أو أن تحضر بشكل افتراضي في مقر عملك بالرغم من أنك على الشاطئ.
وكان هذا المصطلح خياليا بالكامل عندما ظهر للمرة الأولى، لكن في الوقت الحالي هو في طريقه للتحول إلى حقيقة، حيث تحولت هذه الفكرة في الأشهر الأخيرة لواحدة من أهم الأفكار المتداولة في المجتمع التقني.
وازدادت أهمية الأمر عندما أعلنت ”فيسبوك“ رسميا عن تأسيس فريق عمل جديد داخل الشركة للعمل على الميتافيرس، طبقا لرؤية مارك زوكربيرغ، الذي قال عنه: ”هذا سيكون جزءًا ضخمًا من الفصل القادم في صناعة التكنولوجيا“.
وتقول الشركة الزرقاء: ”يمكن لأجهزة Portal و Oculus اليوم نقلك إلى غرفة مع شخص آخر، بغض النظر عن المسافة المادية، أو إلى عوالم وتجارب افتراضية جديدة“.
وتعمل مجموعة المشروع الجديدة على إنشاء البارامترات الرئيسية فيما أصبح الآن محور تركيز رئيسي للشبكة الاجتماعية.