ربما تنتظر أوروبا على أحر من الجمر المواجهة المرتقبة بين إيطاليا وإنجلترا يوم الأحد على ملعب ويمبلي في نهائي بطولة أوروبا، لكن هناك مباراة أخرى ربما تكون أكبر حجما لعشاق كرة القدم ستجري في أمريكا الجنوبية بين اثنين من أنجح المنتخبات في تاريخ اللعبة مطلع الأسبوع.
وستلتقي البرازيل مع غريمتها الأرجنتين في نهائي كأس كوبا أمريكا في مباراة قمة حقيقية على استاد ماراكانا.
والتقى الفريقان لأول مرة في 1914 ومن وقتها أصبحا من أبرز المنتخبات في كرة القدم عالميا، وفازا بسبعة ألقاب لكأس العالم فيما بينهما.
وتفوق المنتخبان على باقي الفرق المشاركة في كوبا أمريكا هذا العام، ويتصدر نيمار وليونيل ميسي أفضل اللاعبين في البطولة.
ولم تخسر الأرجنتين في 19 مباراة قبل المواجهة المرتقبة على ملعب ماراكانا، بينما لم تخسر البرازيل حاملة اللقب والدولة المضيفة أي مباراة منذ الهزيمة أمام الأرجنتين وديا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
وقال ريتشارليسون مهاجم البرازيل: ”شئنا أم أبينا ميسي هو أفضل لاعب في العالم، تجمعنا منافسة تاريخية. نعلم مدى صعوبة الفوز على الأرجنتين ليس حاليا فقط ولكن في الماضي أيضا. ندرك أيضا صعوبة الأجواء في ملعب ماراكانا“.
وأضاف: ”نهائي هذا العام يحمل مذاقا خاصا بسبب التوقيت والتنظيم المتأخر والنجوم الموجودين“.
وكان من المفترض إقامة كوبا أمريكا في كولومبيا والأرجنتين، لكن البرازيل تدخلت لتنظيم البطولة في آخر لحظة؛ بسبب الاضطرابات في كولومبيا، وارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 في الأرجنتين.
وتسبب هذا في حالة من الضيق للأرجنتين التي كانت تعول على المؤازرة الجماهيرية في بلادها بعد استضافة البرازيل للنسخة الأخيرة قبل عامين، حين فازت على الأرجنتين 2-صفر في الدور قبل النهائي بعد قرارات تحكيمية مثيرة للجدل لصالح الدولة المضيفة.
* صيام طويل عن الألقاب
تسعى الأرجنتين مرة أخرى لإنهاء فترة صوم طويلة عن الألقاب. ولم تفز بأي لقب كبير منذ الفوز بكوبا أمريكا 1993، كما لم يسبق لميسي الفوز بلقب مع منتخب بلاده.
وتملك البرازيل أفضلية نسبية ليس فقط بسبب لعبها على أرضها وسجلها الجيد في البطولة حتى الآن، ولكن أيضا بسبب الشهرة التي اكتسبتها بالفوز على الأرجنتين في المباريات الحاسمة.
والتقى العملاقان أربع مرات في النهائيات، ثلاث منها في كوبا أمريكا ومرة في كأس القارات في 2005.
وفازت الأرجنتين على البرازيل في بطولة سابقة على كوبا أمريكا في 1937، لكنها لم تفعل ذلك في مباراة حاسمة من وقتها.
وفازت البرازيل في 2004 في نهائي كوبا أمريكا في بيرو وكررتها في فنزويلا في 2007، بعد أن تلاعبت بتشكيلة رائعة تضم ميسي في أول مباراة نهائية دولية في مسيرته.
وتتحدث عناوين الأخبار قبل مباراة السبت عن بحث ميسي عن لقبه الأول، لكن الأمر يتعلق أيضا بنيمار.
وفاز اللاعب البرازيلي بكأس القارات في 2013، ومثل ميسي، حقق ميدالية ذهبية أولمبية، لكنه غاب عن الفوز بكوبا أمريكا 2019 بسبب الإصابة.
ويملك نيمار سجلا رائعا في ماراكانا.
وقال مهاجم باريس سان جيرمان: ”شريط الذكريات يدور في عقلي عن كل الانتصارات العظيمة والأيام السعيدة، لم يسبق لي الخسارة هنا وأتمنى ألا يتغير الوضع“.