إذا كان من شخصيات وطنية لها دور في الدعم اللوجستي لأفراد الكشافة السعودية وخاصة المجال الإعلامي فإن أول الأسماء البارزة في ذلك المجال المستشار التربوي والإعلامي والأمني والأكاديمي والنفسي سعود بن صالح المصيبيح لدعمه المستمر إعلاميًا وبطرق غير مباشرة ليسهم بذلك في تحقيق الأهداف التي ترجوها الكشافة السعودية، وإن كان له حضورًل آخر مباشر وهو ما يُصنف خارج دائرة الدعم اللوجستي، ومنه مُشاركته كعضو في الوفد الرسمي لجمعية الكشافة العربية السعودية في مُشاركتها بالمؤتمر الكشفي العالمي الرابع والثلاثون المنعقد في أوسلو عام 1996م، واستمر بالدعم غير المباشر خاصة إبان توليه مهام الإشراف على العلاقات العامة والإعلام التربوي بوزارة التعليم، وأشرك الكشافة حينما كان مديرًا عامًا للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية في برامجها إذ أدرج نائب رئيس الجمعية الدكتور عبدالله الفهد كأحد المتحدثين عام 1428هـ في البرنامج الذي تستضيف فيه الوزارة ذلك الوقت العلماء والمفكرين والمسؤولين وقدم حينها الفهد يوم الأربعاء 8 صفر، في مقر نادي ضباط قوى الأمن الداخلي بالرياض محاضرة تحت عنوان “دور الكشافة في الأمن الفكري”، كما سجل حضورًا لافتًا لدى مسؤولي الكشافة العربية والعالمية حينما شارك كمتحدث رئيس في إحدى جلسات المؤتمر العالمي “الكشفية وحماية البيئة” الذي نظمته جمعية الكشافة العربية السعودية بالرياض في الفترة 7-8 جمادى الثانية 1440هـ، وكان محور الجلسة “الكشفية ونشر الوعي البيئي” وأبدى العديد من الشخصيات الحاضرة بالإعجاب على ما طرحه ومنهم السيد لارس كوليند من الدنمارك ، والدكتور إليف وانغ تنغ من تايوان، والدكتور كليماتي سوبرمنيوم من ماليزيا، والسيد تاي ستوفر من سويسرا، وعضو اللجنة الكشفية العالمية السيدة بيا لينوم من الدنمارك، وشارك المستشار المصيبيح في الملتقى الإعلامي عن بعد، “ستون دقيقة إعلامية”، والذي نظمته جمعية الكشافة في شهر رمضان عام 1441هـ، بمشاركة نخبة من الإعلاميين بالمملكة حيث تناول “الإعلام ودوره في الأزمات” ودعا حينها إلى أهمية إدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية للمراحل الثلاث في التعليم العام كضرورة ملحة وكهدف لزيادة المعارف في مختلف الجوانب تنسجم مع نمط حياة الطلاب وتحقق البيئة التفاعلية المثمرة، وأكد أهمية وجود هيئة للإعلام الخارجي لمواجهة حملات التضليل والتشويه في وسائل الاعلام بالدول المعادية من خلال منصات رقمية مهنية حديثة بمختلف اللغات، وأشار إلى أهمية المؤتمرات الصحفية في أخذ المعلومة الصحيحة خلال الأزمات، مستشهدًا بالمؤتمر الصحفي الذي يعقد يوميًا منذ بدء جائحة فيروس كورونا، كما تناول العديد من النقاط والأمثلة الإعلامية ودورها خلال الأزمات.
وليس هذا فحسب فقد كان ولا زال أحد الشخصيات التي نتابع كمهتمين بالإعلام الكشفي السعودي كتاباته الصحفية ومداخلاته بالبرامج الفضائية وحسابه الشخصي على تويتر، وقد كتب قبل 24 عامًا خلال موسم الحج مقالين في إحدى الصحف كانا محل تقديرنا كمسؤولين عن إعلام الكشافة بالحج، فقد كانت خير داعم لنا لوجستيًا، والتي جاءت تحت عنوان “الكشافة في خدمة الحجيج” جاء فيه: بدأت علاقتي الفعلية مع الكشافة من خلال مشاركتي مع وفد المملكة العربية السعودية للمؤتمر الدولي الكشفي الذي أقيم في أوسلو في النرويج في صيف 1996م، والذي ترأسه معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، وضم الوفد معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف نائب رئيس مجلس الشورى، والأستاذ يوسف بن جمعان الجمعان أمين عام الجمعية، والأستاذ أحمد الأحمد مدير عام مكتب الوزير، وقد كانت فرصة أولًا للتعرف عن كثب عن الحركة الكشفية العالمية وأهدافها ومثلها وقيمها الخيرة وكانت لخبرة الدكتور محمد الرشيد في الأنشطة والمحافل الدولية أثرًا كبيرًا في تفعيل مشاركة وفد المملكة، إضافة إلى المكانة والتقدير اللائقين اللذين وجدهما الدكتور عبدالله نصيف حيث خبرته وتجربته للحركة الكشفية، فكان لجهوده أثرًا بالغًا في تأكيد الأسبقية الكبرى للدين الإسلامي الحنيف في مجال الكشافة.
ويواصل المصيبيح في مقاله: إن الملفت للنظر بهذا المؤتمر الذي حضره آلاف من الكشافة والجوالة يمثلون دول العالم المختلفة تلك الروح التعاونية والمبادئ الجميلة السائدة لدى الكشافة فهم يتسابقون في التعاون والإيثار والعمل التطوعي والعمل في الخلاء، حيث تقديم المساعدة للآخرين ومناقشة واقع الحركة الكشفية، وسبل تطويرها وتعزيز المبادئ السامية للكشافة وقد كانت فرصة أيضًا في ارتداء الزي الكشفي والتعود عليه، والخروج من الدائرة الرسمية الى الزي العملي المنظم، لقد كانت رحلة لا تنسى تشربنا فيها تعاليم الكشافة وروح الكشافة لمدة خمسة أيام وتعرفنا على عددٍ من الكشافين العالميين يجتمعون بشكل جاد ومنظم وعملي من أجل تعميق مفاهيم التعاون والتطوع لخدمة الآخرين، ولهذا كله كم نحن فخورون بأن تعمم هذه المبادئ في نفوس الناشئة ليتم التعلم من وعد وقانون الكشافة.
وكان قد كُتب تحت نفس العنوان وفي نفس الصحيفة قبله بيوم مقال من موقعه في مشعر منى حيث يؤدي فريضة الحج جاء فيه: إن جميع القطاعات العاملة في بلادنا الحبيبة تطمئن على الحجاج وهم يتوافدون على بيت الله الحرام ليطوفوا طواف الافاضة ويكملوا نسكهم.. ومن ذلك الانتقال من منى إلى بيت الله الحرام ثم العودة إليها، وهنا أيضًا يتضاعف جهد القطاعات الحكومية للقيام بواجباتها على أكمل وجه، ومن ذلك جهد شباب الكشافة، حيث يسهمون بالمشاركة في توزيع الماء والثلج هدية خادم الحرمين الشريفين، وتنظيم صفوف الحجاج أمام محال توزيع المياه والمواد الغذائية، وإبلاغ وزارة التجارة عن نقص المواد والتي يحتاج إليها الحاج مثل المواد الغذائية أو المياه الباردة لتتولى مسؤولية توفيرها بأماكن التوزيع ومراقبة المواد الغذائية المعروضة للبيع؛ والتأكد من تاريخ صلاحيتها وتوزيع التسعيرات الصادرة من وزارة التجارة على المحال التجارية ومراقبة تطبيقها، والمساهمة في توزيع المواد الغذائية المقدمة من المتبرعين وفاعلي الخير، كما تسهم الكشافة في مساعدة موظفي أمانة العاصمة المقدسة في متابعة النظافة العامة ومراقبة عمال النظافة ومتابعة المحلات ومراعاة النظافة للمواد الغذائية التي تقدم للحجاج، والتأكد من وجود الرخص الصحية للعاملين في مجال المطاعم ومنع افتراش الممرات والطرقات، كما تشارك الكشافة مع الأمانة العامة للتوعية الإسلامية بالحج في تنظيم الحضور للمحاضرات والندوات التي تقيمها الأمانة العامة، وتنظيم المستفتين الذين يسألون عن بعض أحكام الحج بالدخول على اصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ، كما تسهم الكشافة مع وزارة الصحة في تنظيم واستقبال ونقل المرضى، ويختم مقاله ذلك بقوله: إنه جهد يشكر عليه شباب الكشافة وهم المتطوعون الذي يضربون مثلًل في الإيثار والتعاون والإبداع في مجال الخدمة العامة.
وبالتالي فإن المصيبيح أمام هذا العطاء للكشافة يُصنف كأحد أصدقاء الكشافة المؤثرين، حيث تتيح منظمة الصداقة العالمية (ISGF) الفرصة للانضمام إليها من الراشدين الذين لم يحصلوا على فرصة الانضمام للكشافة في سن مبكرة، والتي هي في الأصل منظمة خاصة بالبالغين من الجنسين، تدعم وتوجه الكشافة إلى المُثل العليا، وتهدف إلى مساعدة أعضائها على الحفاظ على القيم في مختلف الحركات الخاصة بالشباب، من منظور دعم منظمة الكشافة العالمية (wosm) والرابطة العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة (WAGGGS) لدعم مجتمعاتهم والتنمية الشخصية المستمرة، الأمر الذي جعل جمعية الكشافة العربية السعودية تُتيح الفرصة للعديد من الشخصيات للانضمام إليها من خلال هذا الباب، ليستفيدوا ويفيدوا، وإنني من هذا المنبر أهيب بجمعية الكشافة بمنحه الوسام الكشفي الذهبي الذي يمنح لمن خدم الحركة الكشفية.