ما زال طريق العرضيات الممتد من مثلث المخواة شمالًا إلى مثلث المجاردة جنوبًا أحد أخطر الطرق، وأكثرها في عدد الحوادث وأشهرها سفكًا للدماء، حيث تسبب هذا الطريق في إزهاق الكثير من الأرواح وأغتال الكثير من الأفراح، وفقدان أسر كثيرة لمن يعولها، وأبناء ذهبوا في ريعان الشباب، ورفع أهالي العرضيات العديد من الشكاوى إلا أن وزارة النقل لم تتفاعل مع تلك الأصوات، واليوم يجدد أهالي العرضيات فتح ملف طريقهم مستنجدين، بأميرهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الذي يزور محافظة العرضيات غدًا وسيرى بنفسه أنه لم يجد جديد على الطريق عن العام الماضي.
الدكتور سلمان محمد القرني عضو هيئة التدريس بجامعة الباحة وأحد أكثر السالكين للطريق قال: “استبشر اهالي محافظة العرضيات خيرًا حين بدأ العمل في طريق العرضيات – المخواة، الذي يمثل ثلث الطريق ولكنه ما لبث هذا الاستبشار أن تحول إلى خيبة أمل بعد توقفه المتكرر، لكني وبصدق أصبحت محصنًا من فيروس الخيبة بعد الجرعات المتتالية التي تلقحنا بها وزارة النقل وبعد سلسلة المشاريع المؤجلة إلى وقت غير معلوم”.
وتابع: “بيد أن الأمر هنا يختلف يا وزارة النقل إنه طريق العرضيات الذي يسلكه (بشر) تتكدس سياراتهم في منعطفاته الخطرة وعبر مسالكه المتعطشة للدماء التي طالما سالت عليه دون أن تشفع للوزارة بإكمال طريق في ظني أنه أولى من مشاريع كثيرة لا تدانيه خطورة وازدحامًا، وبصفتي من سالكي هذا الطريق فإن سؤالًا يتبادر إلى ذهني كل يوم، هل تدرك الوزارة أنها مشاركة في إراقة دماء (بشر)، وأنها مسؤولة أمام الله وأمام خلقه عن أنات اليتامى، وآهات الثكالى، وعن كل الأضرار التي لحقت بالمتضررين من هذا الطريق؟”.
أما رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة العرضيات الأستاذ محسن السهيمي أحد المهتمين والمتابعين لطريق العرضيات فقال: “يبدو أن السبب الرئيس وراء توقف استكمال ازدواجية طريق العُرضيات المسمى (المخواة – المجاردة) يعود لأسباب مالية في المقام الأول، والمؤلم أن موقف الوزارة يتسم بالبرود واللامبالاة، وكأنها لا تعلم شيئًا عن كثافة الاستخدام لهذه الطريق، ولا تعلم شيئًا عن حيويتها، وعن عدد الحوادث والوفيات والمآسي شبه اليومية التي تقع عليها. وعليه فإنه ينبغي أن تكون لاستكمال ازدواجية طريق العرضيات الأولوية على غيرها من مشاريع الطرق، ولذا ينبغي أن توفر الوزارة وبشكل عاجل ميزانية وافية لاستكمال ازدواجية طريق العرضيات بأي وسيلة وتحت أي مبرر، وأن تعمل على إيفاء المقاول مستخلصاته إن كانت هي العلة في توقفه”.
من جانبه قال عبدالله النخالي صحفي ومهتم بحوادث الطريق: “طريق العرضيات أو طريق الموت يعاني الإهمال منذ سنوات عديدة، والسير عليه بوضعه الراهن يمثل خطورة كبيرة على سالكيه نظرًا لضيقه، وكثرة الحفر والتشققات وتآكل طبقته الاسفلتية، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع أو نشاهد أرواحًا يحصدها هذا الطريق الذي عانى من إهمال المسؤول رغم المطالبات المتكررة لأهالي المحافظة”، مضيفًا: “هذا الطريق اختفت معالمه في أجزاء كبيرة منه لا سيما في الطريق الرابط بين شمران والمجاردة جنوبًا نظرًا لكثرة الشاحنات المتجهة إلى مصنع الإسمنت الذي يتوسط الطريق، وأصبح يفتقد إلى أدنى مقومات السلامة من حواجز معدنية، وأنوار عاكسة، والتحديد بالألوان التي تساعد السائق على الالتزام بمساره الصحيح”.
وأكمل: “هناك إحصائية حصلت عليها بحكم عملي الإعلامي من المتحدث الرسمي للهلال الأحمر عبدالله أبو زيد بأنه وخلال شهر واحد فقط شهد طريق العرضيات 1035 بلاغ تنوعت مابين حوادث اصطدام وانقلاب، ودهس، وهذا مؤشر يدل على الخطورة الكبيرة لهذا الطريق الذي تجرع مرارته الأهالي سنوات طويلة”.
أما أحمد محمد آل حسن فيقول: “لا يزال طريق العرضيات يمارس أشد وأقسى أصناف العنف سفكًا للدماء وقتلًا للأبرياء وسط أصوات الأهالي المطالبة بازدواجية الطريق من المجاردة جنوبًا إلى المخواة شمالًا إلا أنه لا صدى لأصواتهم في وزارة النقل”، مضيفًا: “في أوائل عام 1416 هـ، قرأت عبر إحدى الصحف تصريحًا لوكيل وزارة المواصلات كما كان اسمها حينذاك الدكتور ناصر السلوم، تحدث فيه عن العديد من الطرق التي تنوي الوزارة ازدواجها، جميع تلك الطرق وغيرها تم ازدواجها إلا طريق العرضيات من المخواة شمالًا إلى المجاردة جنوبًا مرورًا بمحافظة العرضيات”.
وأضاف آل حسن: “لست متفائلًا بإكمال ازدواج طريق العرضيات رغم بدء العمل بالطريق من جهة المخواة إلا أنه بدون جدية من الشركة المنفذة وبمباركة من وزارة النقل، أما من الجهة الجنوبية ناحية المجاردة فليس هناك إلا ترقيعات مخجلة لتشققات الطريق المهترئ”، وختم آل حسن حديثه بقوله محافظة العرضيات تتبع منطقة مكة المكرمة وطريقها يتبع إدارة النقل في منطقة الباحة ولا غرابة أن يكون مهملا كل هذه السنوات.
الأهالي وضعوا كل آمالهم على زيارة مستشار الملك أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وهو يزور محافظة العرضيات غدًا بوضع حد لتعثر أزدواج هذا الطريق كاملًا من شماله إلى جنوبه.