أقامت جمعية البر بمكة المكرمة، اليوم الحفل السنوي السادس لتكريم الأيتام من الطلاب والطالبات المتفوقين والمتفوقات دراسيًا، بالإضافة إلى الفائزين بجائزة البر للعمل الاجتماعي المتميز بحضور معالي مساعد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزيد وذلك بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة.
وبدأ الحفل المقام بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور طارق بن صالح جمال كلمة رحب فيها بالحضور، مستعرضًا الإنجازات التي حققتها الجمعية منذ تأسيسها عام 1371 هـ حتى الآن في كافة مجالات أعمال البر والخير والإحسان لفقراء أطهر بقاع العالم مكة المكرمة، لافتًا النظر إلى أن الجمعية وعلى مدى 65 عامًا توسعت برامجها لتصل إلى أكثر من 24 برنامجًا، مبينًا أن جائزة تكريم طلبة الجمعية الايتام التي تقام هذا العام للسنة السادسة على التوالي تأتي في إطار البرامج التي تنفذها الجمعية لمن يخضعون لخدماتها المتنوعة.
وأوضح أن الجمعية تعمل على متابعة الطلاب والطالبات الأيتام خلال تحصيلهم الدراسي والوقوف بجانبهم خلال فترة الدراسة ومتابعة المتفـوقين دراسيًا أثناء مراحل تعليمهم المختلفة ودعمهم ماديًا، إضافة إلى تقديم مبلغ الكفالة الرسمي المقرر لهم شهريًا، ودعمهم بعد تخرجهم من الثانوية العامة لمتابعة تحصيلهم الجامعي بتقديم إعانة طالب علم إذا احتاجوا لذلك لمساعدتهم على الحصول على أعلى الشهادات الدراسية في التخصصات المطلوبة في سوق العمل، معربًا عن شكره لجميع الداعمين والعاملين في الجمعية على جهودهم المخلصة في مسيرة عمل الجمعية.
عقب ذلك شاهد الحضور عرضًا مرئيًا عن احتفالات تكريم الأيتام واليتيمات في الأعوام السابقة، كما شاهدوا فيلمًا وثائقيًا عن مسيرة عطاء الجمعية وإنجازاتها، إثر ذلك ألقيت كلمة الأيتام واليتيمات المكرمين ألقاها نيابة عنهم المهندس ماجد القحطاني قال فيها: “في عام 1432ه وقفت أمامكم وكنت أدرس في المرحلة الثانوية، حيث تم تكريمي من قبل هذه الجمعية المباركة لتفوقي في الدراسة آنذاك وكان ذلك بفضل الله عز وجل ثم براعية واهتمام والدتي -حفظها الله- التي سهرت وتعبت من أجلي ومن أجل أخوتي”، معربًا عن شكره للجمعية على ما تقدمه من رعاية كريمة للأيتام في بلد الله الحرام.
بعد ذلك ألقيت كلمة المكرمين ألقاها نيابة عنهم إحسان بن صالح طيب عبروا فيها عن شكرهم وتقديرهم للجمعية على عطائهم المتميز والخير وحرصهم على تنوع برامج أعمال الجمعية لتشمل كافة الفقراء والأيتام في أم القرى والزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن، بعدها ألقت الدكتورة وفاء بنت محمد نور مندر كلمة القسم النسائي بالجمعية استعرضت فيها دور المرأة في تفعيل جوانب الخير وبذل الكثير من الجهود والعطاءات والمبادرات، لافتة إلى الدور الذي تقوم به المرأة من خلال جمعية البر بمكة المكرمة في خدمة المستفيدات.
وألقى مساعد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي معالي الدكتور عبدالرحمن الزيد كلمة عبَّر فيها عن سعادته في المشاركة في هذا الحفل التكريمي لطلبة الجمعية من الأيتام واليتيمات، مؤكدًا أن العمل الخيري سمة مميزة في هذه البلاد المباركة التي قامت وتقوم على كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، منوها بما توليه قيادتنا الرشيدة ـ حفظها الله ـ من عناية وما تقدمه من دعم كامل لكافة أعمال البر والإحسان.
وبيَّن أن جمعية البر بمكة المكرمة ومن خلال مسؤولياتها وواجباتها تجاه فقراء الحرم والأيتام والمحتاجين حرصت على التنوع في برامجها وأنشطتها وخدماتها بدعم من مجلس إدارتها، سائلين الله أن يثيب كافة القائمين عليها والداعمين لها وأن يجزيهم خير الجزاء.
وأفاد بأن جائزة البر للعمل الاجتماعي المتميز تقام هذا العام لأول مرة حيث اعتمدت الجمعية مبلغ 200 ألف ريال كجوائز مالية لفروعها الثلاثة لتحقيق الحياة الكريمة لذوي الحاجة من سكان مكة المكرمة ومساعدتهم على تجاوز مرحلة الحاجة إلى مرحلة الاكتفاء حيث خُصص الفرع الأول للجهات الداعمة “هيئات خيرية، وشركات، ومؤسسات، وأفراد”، مفيدًا بأنه يقدم لهذا الفرع جائزة تقديرية لفئتين، هما فئة الأفراد الواهبين أو المتطوعين في القطاع الاجتماعي والإغاثي، والأخرى فئة الجمعيات الخيرية والمنشآت والبنوك والمؤسسات الداعمة لأعمال البر في المملكة.
وأبان أن الفرع الثاني خُصص للأرامل “جائزة ترمل ونجاح” الهادفة إلى تشجيع الأرملة ومساعدتها ماديًا لتندمج في مؤسسات مرجعية بشرية سوية، إلى جانب تخصيص الفرع الثالث للبحوث العلمية المتعلقة بمجالات البر وأنواعه بعنوان: “العمل الخيري المؤسسي في المملكة تأريخ وتوثيق”، لافتًا النظر إلى أنه تم حجب جائزة الفرع الثالث هذا العام لعدم تقدم أي باحث ببحث يتماشى مع الاشتراطات الموضوعة للجائزة.
ثم كرَّم معالي الدكتور عبدالرحمن الزيد يشاركه رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور طارق جمال ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية فائق بياري الطلاب الأيتام المتفوقين كما كرموا الداعمين والرعاة، كما تم تكريم الفائزين في مسابقة العمل الاجتماعي المتميز حيث نالت الأم شمسة بنت متعب الغفاري جائزة “ترمل ونجاح”، وحصلت على مبلغ 100 ألف ريال، فيما حصل محمد بن سراج عطار على جائزة “الجهات الداعمة” وتم حجب جائزة “البحوث العلمية المتعلقة بمجالات البر” نظرًا لعدم تقدم البحوث المطابقة لشروط المسابقة.
وفي نهاية الحفل تسلم الدكتور عبدالرحمن الزيد هدية تذكارية بهذه المناسبة. وحضر الحفل معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام فارسي ومدير مكتب الضمان الاجتماعي بمكة المكرمة عبدالله بن فديع الروقي ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بمكة المكرمة ماهر جمال ومدير هيئة حقوق الإنسان بمكة المكرمة سليمان الزايدي ومدير عام جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية منصور العامر مستشار وزارة الحج والعمرة حاتم قاضي وعدد من المسئولين بمكة المكرمة.