أولت القيادة السعودية المباركة اهتمامها بجميع أبناء الشعب السعودي النبيل في جميع مناطق المملكة منذ عهدالمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وإلى يوم الناس هذا.
ومن تلك العناية وذلك الاهتمام القيام بالجولات التفقدية للوقوف على أحوال الشعب في أماكن تواجده، ومن تلك الجولات تلك الجولة التاريخية الميمونة لجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- للسواحل الجنوبية في المملكة العربية السعودية، وكان من نصيب إمارة القنفدة _ جنوب غرب المملكة_ تخصيص جلالته زيارتها في يومي 13 و14 من شهر صفر 1374 هجرية قادماً من شقيقتها بلدة الليث، فبعد وصوله القنفدة بواسطة الباخرة الملكية المسماة ” الأمير سعود” قضى -رحمه الله- يومين خالدين فيها، وانطبعت ساعاتها ودقائقها في وجدان أهاليها الذين سعدوا بتواجد جلالته بين ظهرانيهم، وعمت السعادة الجميع وجلالته يمر بين الجموع الحاشدة بعربتة الملكية المكشوفة وبصحبته أصحاب السمو الأمراء وفي مقدمتهم شقيقه صاحب السمو الملكي محمدبن عبدالعزيز -رحمه الله-، وقد كان في استقباله أميرالقنفدة سعادة الشيخ إبراهيم عبدالعزيز البراهيم -رحمه الله- ورؤساء الإدارات الحكومية وشيوخ وأعيان قبائل جميع المراكز في مراكز الساحل والعرضيتين.
ولأول مرة تعزف الفرقة العسكرية المرافقة السلام الملكي السعودي على أرض بلدة القنفدة ، وشرفت به وبصحبه الكريم جميع السرادقات الحكومية والأهلية التي أُقيمت احتفاء بهذه الزيارة الملكية الكريمة.
واستمع جلالته خلال هذين اليومين الخالدين لخُطب ترحيبية عبّرت عن محبة الشعب وولائهم للقيادة السعودية، بدءاً بكلمة أمير القنفدة ألقاها نيابة عنه الأستاذ محمد أمين يحيى، وفي زيارته لمحكمة القنفدة واستقباله من رئيسها الشيخ إبراهيم الحديثي وقضاتها وموظفيها استمع جلالته لكلمتين، الأولى ألقاها ابن رئيس المحكمة الشاب محمد إبراهيم الحديثي وكلمة موظف المحكمة آنذاك الشاب حسين أحمد باسندوة (القاضي بالمحكمة لاحقاً)، وفي حفلات الأهالي تكلم بالإنابة عنهم كلاً من السيد محمد مجيدي ورئيس بلدية القنفدة عبدالغني إبراهيم مرزا
ورئيس المالية السيد مصطفى الشنقيطي وكلمة معتمدالمعارف الأستاذ يوسف نتو وكلمة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ألقاها أحمدعلي قاضي الفقيه، وكلمة مدير الشرطة ألقاها عبدالإله عسيري، وحتى الأطفال والشباب أُتيحت لهم الفرصة للتحدث أمام جلالته وهو يزور المدرسة السعودية (تأسست 1349) وهم (الطالب ناصربن سليمان والطالب عبدالرحمن عبدالله البراهيم والطالب حمود محسن البراك والطالب علي حسن هنيدي ).
ومن كلمة الطالب علي هنيدي أمام جلالته التي رواها لكاتب هذه السطور قوله: “لقد ابتهجت البلاد وطارالفرح والسرورفي أفئدة أهلها حينما ناظرت طالع سعدكم سائراً إليها وحينما شعرت بموكبكم المهيب ومقدمكم السعيد قد أطل عليها فها هي تضج بلسان الحال وهؤلاء أهلها يزفون التهاني”.
وكان للشعرحضوره بين يدي جلالته في كل الحفلات الصباحية والمسائية _بالتوقيت الغروبي _خلال اليومين، وممن ألقى القصائد فيها (السيد عبدالرحمن أحمد بامهدي والأستاذ محمد أمين يحيى والشاب سعد كيال والسيد صالح بن عثيمين والشيخ علي فراس والطالب محمد عبدالله البراهيم).
وسَعِد مواطنو إمارة القنفدة بكلمة لجلالته كانت مسك الختام لاحتفالاتهم ألقاها بالإنابة عنه سعادة الأستاد رشيد ملحس (مستشار جلالته)، ومما قال فيها: “لقد كان لما أبداه أهالي هذه البلدة المباركة من ضروب الحفاوة البالغة أكبرالأثر في نفسي فنشكركم شكراً جزيلاً ونقدر لكم هذه العواطف الطيبة..إن الغاية من رحلاتنا في مختلف البلدان في المملكة هي التعرف على أحوال البلاد واحتياجاتها. وقد أشرفناهنا في القنفدة على حاجتها للماء فقد أصدرنا أمرنا للجهة المختصة بإيصال الماء بالأنابيب من الآبار الارتوازية في وادي الأحد ” قنونى” إلى البلدة أما مسألتا إنعاش الزراعة وإصلاح الطريق فنحن مهتمون بها ولدينا برنامج إصلاحي إنشائي واسع النطاق لجميع أنحاء المملكة.ونسال الله التوفيق”.
وقد أكرم الملك سعود ” أبو خيرين” _ كما يلقبه شعب المملكة _ جميع شيوخ وأعيان القبائل ومعلمي المدارس وطلابها المشاركين في جميع الاحتفالات بعطاءات مادية وهدايا عينية كان لها أبلغ الأثر في نفوسهم.
وقد عبّروا بفرحتهم بهذه الزيارة الملكية بنشر الزينات وأقواس النصر في ميناء الوطن الأول وجميع شوارع وشرفات المنازل بالبلدة، وإقامة الرقصات والفنون الشعبية مع مشاركة طلاب المدارس بالأناشيد والأهازيج الترحيبية الكرنفالية طيلة يومي الزيارة وقدومه الميمون، رحم الله موحد كيان المملكة العربية السعودية ورحم أبناءه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، ووفق الله قائد مسيرة الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لكل مافيه رفعة وتقدم وطننا المملكة العربية السعودية.