ستتلقى الأندية الإنجليزية الستة الكبرى والثلاثة الأخرى التي انسحبت من دوري السوبر رسميا أموالا ضخمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بعد أسابيع قليلة من محاولتها الفاشلة لتأسيس دوري السوبر الأوروبي لمنافسة دوري أبطال أوروبا.
وانسحب كل من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وآرسنال وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير وميلان وإنتر ميلان وأتلتيكو مدريد من مقترحات دوري السوبر الأوروبي بعد رد فعل عنيف من الجماهير ومعارضة محلية.
ومع ذلك، تزعم صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية أن الأندية الستة الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز والثلاثة الأخرى المنسحبة ستظل تستفيد بشكل كبير من إصلاح نقدي بقيمة 6 مليارات جنيه إسترليني في الاتحاد الأوروبي، ما سيعزز ما سيحصلون عليه من دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وبطولة كونفرانس التي ستنطلق الموسم المقبل.
ويقترب ”يويفا“ من الاتفاق على حزمة تمويل جديدة ضخمة مدعومة من شركة Centricus Asset Management ومقرها لندن، وفقًا لصحيفة ”ذا صن“ البريطانية، ما يعني أن زيادة كبيرة في الأموال ستتدفق قريبًا على جوائز بطولات الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تتضاءل أرقام هذا الموسم أمام الأرباح المستقبلية في المسابقة، والتي ستفيد أندية النخبة والأندية الصغرى التي تمثل الدول الأقل على صعيد اللعبة والجماهيرية.
ولم يتم بعد تحديد ما سيحصل عليه كل ناد على وجه الدقة الموسم المقبل، لكن سيذهب أكبر قدر من الأرباح بالطبع إلى أندية النخبة، وهو ما يفسر سبب حرص الأندية المنسحبة رسميا من دوري السوبر على تأكيد ”إجراءات إعادة الاندماج“ مع الاتحاد الأوروبي.
الانفصاليون
هذا الموسم وحده، كل من تشيلسي ومانشستر سيتي في طريقهما للحصول على 110 مليون جنيه إسترليني بعد تأهلهما إلى نهائي دوري الأبطال، بينما سيحصل ليفربول بقيادة يورغن كلوب على ما يزيد قليلا عن 80 مليون جنيه إسترليني للوصول إلى دورالـ8.
وفي حال فوز مانشستر يونايتد على فياريال في نهائي الدوري الأوروبي في نهاية مايو/آيار الحالي، سيكون في طريقه للحصول على 70 مليون جنيه إسترليني.
وعادت الأندية الستة الكبرى في الدوري الإنجليزي للاتحاد الأوروبي بعد خطط دوري السوبر الأوروبي الفاشلة، لتعمل مع الاتحاد الأوروبي على نموذج توسيع دوري الأبطال اعتبارًا من عام 2024.
ومع ذلك، على الرغم من التهديد بفرض إيقاف أوروبي لمدة عامين ضد أندية يوفنتوس وريال مدريد وبرشلونة لعدم انسحابهم حتى الآن، لكنهم اتخذوا موقفا هجوميا.
وزعمت الأندية الثلاثة، وفقا لصحيفة ”ذا صن“ البريطانية أنها عانت من ”ضغط وتهديدات وجرائم غير مقبولة من طرف ثالث للتخلي عن المشروع“.
كما اتهموا الأندية التسعة الأخرى، بوضع أنفسهم في ”موقف غير متسق ومتناقض“ من خلال الاتفاق على شروط جديدة بمبالغ كبيرة مع ”يويفا“.
وفي بيان مشترك، أضاف ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس: ”هذا أمر لا يطاق في ظل حكم القانون. أقرت الأندية الـ12 المؤسسة أيضًا بأن دوري السوبر كان فرصة فريدة لتقديم أفضل عرض ممكن للجماهير في جميع أنحاء العالم ولتعزيز الاهتمام العالمي بهذه الرياضة. نحن ندرك تمامًا تنوع ردود الفعل على مبادرة دوري السوبر، وبالتالي الحاجة إلى التفكير في أسباب بعضها.
وتابع البيان: ”نحن على استعداد لإعادة النظر في النهج المقترح، حسب الضرورة. ومع ذلك، سنكون غير مسؤولين إلى حد كبير إذا تخلينا عن مهمتنا لتقديم إجابات فعالة ومستدامة للأسئلة التي تهدد صناعة كرة القدم“.
وفي حديثه عن الصفقة الجديدة مع الأطراف الأوروبية التسعة التي انسحبت رسميا من دوري السوبر، قال رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر تشيفرين: ”يتطلب الأمر منظمة قوية للاعتراف بارتكاب خطأ، خاصة في هذه الأيام التي تشهد هجوما جماهيريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الأندية التي انضمت للدوري الانفصالي.
وأضاف: ”في سياق قبول التزاماتهم واستعدادهم لإصلاح الاضطراب الذي تسببوا فيه، يريد الاتحاد الأوروبي وضع هذا وراءه والمضي قدمًا بروح إيجابية. لقد أدركت هذه الأندية أخطاءها بسرعة واتخذت إجراءات لإظهار ندمها والتزامها المستقبلي تجاه كرة القدم الأوروبية“.