قام عدد من المهتمين بالتاريخ والآثار، اليوم السبت؛ برحلة ميدانية استمرت لخمس ساعات، بطول ٤٠ كيلومترًا من درب الأنبياء المار بعسفان، اطلعوا خلالها على عدة مواقع تاريخية وأثرية منها موقع مسجد وسقاية العدني الواقعة على بعد ميل من كراع الغميم.
وشاهد الزوار بئر المحسينية التي أمر بحفرها الشريف محسن أبا نمي قبل أربعة قرون، وتعرفوا على حرة ضجنان ومنطقة الغميم ووادي كراع الغميم، حيث سُن الإفطار في السفر، ووقعت بعض أحداث غزوة بني لحيان التي حدثت في غران وعسفان، وبعض أحداث غزوة الحديبية المرتبطة بهذا المكان علاوة على الإشارة للمنطقة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف.
كما شاهدوا وتعرفوا على ماء الرجيع حسب ما ذكر المؤرخ عاتق البلادي، وكذلك المكان الذي ذكر المؤرخون التقاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالعيون فيه سنة الحديبية وهو “غدير الأشطاط” الذين سقوا منه ٧٠ بدنة كانت معهم، كما وقفوا على أجزاء من مسار درب الأنبياء وطريق قوافل الحجاج والتجارة وطريق البخور الذي يعبر عسفان من أقصاه إلى أقصاه.
كما وقف الزوار على ثنية عسفان المسماة بثنية غزال قديمًا، والإشارة لوجهها الآخر ثنية غران، وجرى تعريفهم بعيون الماء مثل عين المصينع وعين شعثاء وعين فيدة، ووقفوا على الآبار التاريخية مثل بئر التفلة وبئر عثمان.
وأخذ الزوار جولة في ساحة السوق القديم وجرى تعريفهم بما يقدم من خدمات للجميع في الماضي والحاضر وبيان حجم وأهمية عسفان وأسواقها في توفيره للسلع والخدمات.
وشهدت الجولة الوقوف على وادي عسفان التاريخي وقلعة عسفان الشهيرة.
الجدير بالذكر أن الزوار قدموا من مكة والمدينة وجدة والطائف وجيزان والليث والعلا والجموم وخليص ومناطق اخرى، وعبروا عن دهشتهم وإعجابهم بما عرفوا وشاهدوا، واتفقوا على أن رحلة عسفان اثرت معارفهم ومكنتهم من الاطلاع على جانب مهم من سيرة المصطفى -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، علاوة على المناطق التي شهدت أحداثًا تاريخية هامة.
وأثنى الجميع على جهود قائد الرحلة ومنظمها صالح البركاتي.