نظم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مدينة الرياض – عبر الاتصال المرئي – ندوة بعنوان (التعريف بخطر الألغام ودور مشروع مسام في اليمن).
وشارك في أعمال الندوة مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن صالح المعلم، ومدير مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام أسامة القصيبي، والمدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أمين بن صالح العقيلي، والمحامية في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي إيرينا تسوكرمان، ومدير العمليات الخاصة بمسام كريستوفر كلارك.
وأوضح مدير مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام أن مشروع مسام انطلق في منتصف عام 2018 م واستمر التجهيز له ستة أشهر ويعمل في المناطق المحررة في اليمن ويعمل فيه 32 فريقا لنزع الألغام، بواقع 450 شخصا يعملون في اليمن و30 شخصا يعملون من خارج اليمن للدعم اللوجستي، مشيرا إلى استخدام مصطلح (اصطياد الألغام) وليس نزعها لأنه لا يوجد خرائط توضح أماكن هذه الألغام.
من جانبه بين الدكتور عبد الله المعلم أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران قامت “بزرع ” ما يزيد عن 2 مليون لغم في شتى المناطق اليمنية، مبينا أن الفئات الهشة وهم الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تعرضا للإصابة، خصوصا الأطفال الذين لا يدركون مدى خطورة هذه الألغام، مشيرا إلى أن الميليشيا الحوثية علاوة على ذلك تقوم باستخدام الأطفال لزراعة الألغام في مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تُحرم الزج بالأطفال في الصراعات المسلحة.
وتابع المعلم أن مركز الملك سلمان للإغاثة صمم عدة مشاريع لمساعدة المصابين بالألغام ومنها تأسيسه أربعة مراكز للأطراف الصناعية في مدن تعز وسيئون وعدن ومأرب، حيث قامت هذه المراكز بتركيب 2.500 طرف صناعي ذات جودة عالية، مبينا أنه جاري التوسع لإنشاء مراكز أطراف صناعية أخرى، إضافة إلى تنفيذ المركز لبرامج في التأهيل النفسي والبدني للمصابين، حيث بلغت التكلفة الإجمالية لمشروع مسام حتى الآن ما يزيد عن 100 مليون دولار أمريكي، مفيدا أن تكلفة زراعة اللغم سهلة بينما تكلفة تأهيل المصاب أكبر بكثير.
فيما أكد المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أمين العقيلي أن مشكلة الألغام في اليمن تعد إحدى أكبر الكوارث الإنسانية للانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية، مبينا أن الميليشيا مازالت تزرع الألغام في الأراضي اليمنية بطريقة عشوائية، متطرقا للعديد من التحديات الماثلة أمام عمل فريق مشروع مسام، منها أن الأحوال المناخية تجرف الألغام عشرات الكيلومترات وتغير مواقعها.
وقدم العقيلي خالص شكره للمملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة على دوره في دعم المصابين وعلاجهم وتركيب الأطراف الصناعية لهم.
بدوره أفاد مدير العمليات الخاصة بمسام كريستوفر كلارك أن فريق مسام لديه متخصصون يعملون على تدريب الفرق الميدانية لإيجاد الحلول العملية لمشكلة الألغام في اليمن، مبينا أن عدد الألغام في اليمن يتخطى عدد الألغام بأي دولة أخرى في العالم.
وحمّلت المحامية في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي أيرينا تسوكرمان إيران المسؤولية عن الجرائم الحوثية بحق اليمنيين، مؤكدة أن الميليشيات تزرع كميات كبيرة من الألغام في مختلف مناطق اليمن من خلال التمويل الإيراني لها، داعية وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء أكثر على هذه القضية وإبراز جهود فريق مسام في نزع الألغام والمخاطر التي يواجهونها من أجل ذلك.